مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    107
    آخر نشاط
    28-08-2008
    على الساعة
    09:41 AM

    افتراضي مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

    السلام عليكم إخوتي في الله
    لقد قرات موضوع غريب وجديد من نوعه يختص بأب ديني مسيحي يؤلف كتاب في منتهى الغرابة لما يحويه من (رفض الربط بين إله العهد القديم والجديد وأن يسوع ليس يهوديا و...مفجائات أخرى!!!!
    لايسعك بعد أن تقرأه إلا أن تحمد الله على نعمة الإسلام

    وهذا هو المقال بالكامل
    ............................................................ .......................

    في كتاب الأب الدكتور يوسف يميّن "مسيح لبنان الكنعاني" نقاط ساطعة الضوء جليلة القيمة ، خصوصاً أنها تصدر عن رجل دين راعه أن يرى التزوير الواقع على حضارة شعبه وعلى تراثه الأصيل ، فانبرى مدافعاً عنهما دفاع القديسين الشهداء في تاريخنا الديني المجيد . فلقد صحح الأب الدكتور يوسف يمين مقولة صارت جزءاً من كياننا الديني ، "المسيح ولد في بيت لحم اليهودية" ، فاثبت في كتابه أن هنالك بيت لحم كنعانية في الجليل تقع على السفح الشمالي الشرقي لجبل الكرمل ، هي التي ولد فيها المسيح ، وهي أقدم من بيت لحم المجاورة للقدس بآلاف السنين ، وقد طمست أخبارها التواريخ المغرضة التي عملت على حرفنا عن حقيقة يسوع التاريخية والاجتماعية والحضارية‍‍ ! (ص40) وأكد في الصفحة نفسها أن المسيح ومريم ويوسف وأهلهم وأقاربهم جميعاً أصلهم من لبنان ومن قانا الجليل اللبنانية بالذات ، الواقعة إلى الشرق من مدينة صور . هذه الـ"قانا" التي كانت شهيدة حرب "عناقيد الغضب" اليهودية على شعبنا بعد الحرب اليهودية التزويرية على يسوع المسيح وعلى بيت لحم .! .



    وينفي الأب يميّن نسبة المسيح إلى اليهود بقوة في كتابه القّيّم ، في معرض وصفه لديموغرافية الجليل ورقّي حضارة شعبه ، الذي هو مزيج سكاني ومصهر وبوتقة للتفاعل الإنساني في مجالات الفكر والحضارة والدين . وفي هذا المعرض يقول : "وكانت الروح الكنعانية عامل تقارب وتوفيق وتوحيد بين جميع عناصره البشرية ، وكان من الطبيعي أن تكون هذه البوتقة والموحدة ، المهد والبيئة الحاضنة لمجيء المسيح" .

    وتبعاً لذلك فأن الأب يمين يرفض ربط يسوع المسيح بذرية داود الجسدية رفضاً قاطعاً .

    ثم إن الأب يمين يرسم علامة استفهام كبيرة حول الحقيقة التاريخية لداود والحوادث المنسوبة إليه في التوراة .

    يرفض الأب يمين تسمية يعقوب باسم "إسرائيل" ، ويقول إنها من الولايات العنصرية ، مثبتاً أن الاسم "إسرائيل" هو لشعب كنعان ،:"إن إسرائيل الحقيقي ، الأول والأصيل ، هو بحسب اللفظة نفسها ،: "أسرة إيل" ، أو "عشيرة إيل" ، أي الشعب الكنعاني نفسه"
    .
    ويؤكد الأب يمين أن لا تطابق بين المسيح الذي أتى ونبوءات التوراة عن المسيح الذي ينتظره اليهود ، ويعقد مقارنة بين المسيح الكنعاني والإله الميت في التراث الكنعاني مسمياً ديموزي (تموز) والبعل وأدونيس .

    وكل هذه أفكار لا تنقصها الجرأة والشجاعة التي تحلى بها الأب الدكتور يوسف يمين في تصديه للأضاليل والخرافات التي أطلقها أعداء شعبه الدهريين اليهود لاستبعاد التراث الديني القومي . فرفع شعار حق شعبه في التحرر من تراث اليهود الديني والعودة إلى ينابيعه الضارية وإلى التراث الكنعاني الأصيل .

    ملاحظات .
    يبدوا أن في الكتاب بعض الأمور التي يشوبها الغموض ، وكنا نأمل لو اتسع مجال الكتاب لتوضيحها وتكميلها لتعميم الفائدة وتوسيع نطاقها .

    من ذلك :

    أولاً : تحت عنوان : "بيئة العهد الجديد" يقول لدكتور يمين : "وسوف نركز على دير جبل الكرمل الأسيني تركيزاً خاصاً ، وذلك لسببين: الأول ، لأن التاريخ قد أغفله وطمسه بشكل عجيب حقاً ، والثاني ، لأنه بنظرنا قد شكّل محطة أساسية وبالغة الأهمية في نشأة يسوع المسيح نفسه ، وبالتالي في نشأة المسيحية عينها" .

    ويضيف : "كانت اليهودية الرسمية تنتظر مجيء مسيح دنيوي - يمسحه "يهوه" ملكاً من ذرية داود الجسدية ، يقوم بأعمال سياسية وعسكرية فيطرد الرومان الوثنيين من ارض فلسطين المقدسة ، ويحقق ، بعون "يهوه" تحرير السقف اليهودي ويعيد إليه مجده وازدهاره .. وبالمقابل ، كان الأسينيون والمجموعات التي تدور في فلكهم ينتظرون مجيء "مسيح إسرائيل" مسيح روحي ، غير دنيوي وغير عسكري ، يعيد العلاقة الباطنية بين الإنسان والإله ، ويحيي من جديد العهد الذي كان بين الله والأجداد . وهكذا يتحقق السلام بين الناس ويعمّ السلام في الأرض ! " .

    ونتساءل (الكلام لصاحب المقال المسيحي ): إذا كانت اليهودية الرسمية ومسيحها الدنيوي ينتمون إلى إسرائيل ، ومسيح الأسينيين الروحي المرتجى هو "مسيح إسرائيل" ، فهل إن يسوع المسيح الذي يوحي قولكم أعلاه بأنـه أسيني النشأة والثقافة والدين ، هو مسيح إسرائيل ، ألا تكونون بذلك قد جاريتم إنجيل متى . الذي يقول بأنه ما جاء إلاّ إلى خراف إسرائيل ؟ !

    والعهد الذي كان بين الله والأجداد‍‍‍‍‍‍! ألا يعني هذا أنه العهد الذي قطعه "يهوه" لأبرام وإسحاق ويعقوب بتمليكهم أرض كنعان ، وإذا كان غير ذلك فما هو هذا العهد ؟

    ثانياً : يقول أيضاً يمين تحت عنوان "الإنجيل والأناجيل" : "وتخلص الدراسة إلى القول بأن هناك مدينتين باسم "بيت لحم" : الأولى في شمال فلسطين . في الجليل ، بين الناصرة والكرمل ، وهي مدينة كنعانية قديمة جداً ، والثانية في جنوبي فلسطين ، في اليهودية ، قرب أورشليم ، وهي مدينة يهودية حديثة العهد ، إنها بيت لحم المعروفة اليوم . والدراسة تؤكد أن المسيح ولد في بيت لحم الأولى الجليلية الشمالية ، وليس في بيت لحم الجنوبية اليهودية ، كما يظن اليوم جميع الناس . والمغارة التي ولد فيها المسيح كانت في أرض فينقيا- لبنان ، في لحف جبل الكرمل الشمالي الشرقي . وبشارة مريم حصلت في جبل الكرمل ، وجبل الكرمل كان في لبنان ، وتؤكد الدراسة أخيراً أن المسيح ومريم ويوسف وأهلهم واقاربهم جميعاً أصلهم من لبنان . ومن قانا الجليل اللبنانية بالذات . أجل ! أصل المسيح من لبنان ، والتجسد الإلهي حصل في لبنان ، وميلاد المسيح حصل في لبنان‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ، إنه "عمانوئيل" – وإيل هو إله لبنان .." .
    وحول ما جاء في إنجيل لوقا يقول : "ان ذهاب مريم ويوسف من الناصرة إلى بيت لحم "اليهودية" كان من أجل الإحصاء العام الذي أمر به كيرينيوس والي سورية ، كان سبباً في ولادة المسيح هناك ، حيث تمت أيامها لتلد" . فما هو سبب سفر مريم ويوسف من قانا الجليل الواقعة إلى الشرق من صور إلى بيت لحم الشمالية الواقعة إلى الشرق من حيفا ، والمسافة بين صور وحيفا ثمانون كيلومتراً بالتمام ؟

    ثالثاً : تحت عنوان : بيت لحم الحقيقية – الكنعانية في الجليل (جليل الأمم) ورد في معرض وصف ديموغرافية الجليل ورقّي حضارة شعبه ، وإنه مصهر وبوتقة للتفاعل الإنساني في مجالات الفكر والحضارة والدين : ".. كانت الروح الكنعانية عامل تقارب وتوفيق وتوحيد بين جميع هذه العناصر البشرية ، وكان من الطبيعي أن تكون هذه البوتقة الموحَّدة والموحِّدة المهد والبيئة الحاضنة لمجيء المسيح – هو "انتظار الشعوب" – الذي أتى لا لينقض بل ليكمل ، وهل يعقل أصلاً أن يأتي المسيح من بيئة ضيقة وقومية متقوقعة شعارها العنصرية والتعصب العرقي والديني ، كالبيئة اليهودية مثلاً ؟ كلا ، المسيح جليلي بكل معنى الكلمة ، وبجميع أبعادها…" ألا يجب أن نستنتج من كلام الأب يمين هذا أن يسوع المسيح جاء من "الروح الكنعانية" وإن تعليمه مستوحى من هذه الروح ، وإن الدين المسيحي ، في الأصل ، دين كنعاني ؟ وإنه امتداد للتراث الكنعاني القديم؟ ،

    رابعاً : تحت عنوان : "الملك داود بين التاريخ والأسطورة" كتب الأب يمين : "التوراة ليست كتاب تاريخ بالمعنى الحصري والعلمي للكلمة" ودلّل على ذلك بقوله : "إن أصل الملك داود وسيرة حياته وأعماله وحروبه فيها الكثير من الالتباس .. والغموض وحتى المغالطات التاريخية والتناقض" وعندما شرح أسباب تضخيم شخصية داود في التوراة ، قال : "إن الملك داود هو أحد أهم الشخصيات التي ابتدعتها الروايات التوراتية ، لتجسد البطولة الأسطورية "لشعب الله المختار هو الذي يجاوب على أسئلة اليهود في الجلاء ويشفي غليلهم وينتقم لهم … وقد نسج كتبة التوراة من حول شخصية داود هالة كبيرة مـن الأمجاد والبطولات والمآثر ، وحكايات شعبية يتوق إلى سماعها عموم أفراد الشعب … وخصوصاً إذا كان هذا الشع منغلقاً ومتعصباً من النواحي الدينية والقومية والاجتماعية" .

    ألا يعني هذا أن داود ودولته التي بلغت إلى الفرات كلاهما من نسج الخيال ، فنحن لا نجد في تواريخ الدول القديمة في مصر والعراق أي اثر – مهما يكن- يدل على وجود هذه الدولة‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ، وبالتالي ألا ينسحب هذا الخيال على ابنه سليمان ووريثه على هذه الدولة المجهولة في التاريخ ، إلا من تاريخ التوراة التي ليست بتاريخ ؟ .

    خامساً: جاء في الكتاب في موضع آخر: "… أكثر مفسري الكتاب المقدس ، أمثال بيرو وبنوا وبوامار وغيرهم كثيرون ، يؤكدون جازمين أن قضية ربط المسيح "بذرية داود الجسدية" هي حديثة العهد في التاريخ المسيحي ، وهي تعود إلى القرن الرابع للميلاد ، لا قبل ، (راجع مقدمة الكتاب – قانون العهد الجديد) فقد أضيفت فيما بعد ، على يد المسيحيين المتهودين ، أي المسيحيين الأوائل من أصل يهودي ، ووضعت في نصوص العهد الجديد في زمن متأخر" .
    ويضيف الكاتب ما يلي : "ومن أبرز آباء الكنيسة الذين أنكروا العلاقة الجسدية بين يسوع المسيح وداود ، القديس إيريناوس والقديس جوستين ، وكان لهذا الأخير تلميذ يدعى "تاتيان" السوري ، وكان عالماً ومؤرخاً وضع العديد من المؤلفات . واشهر مؤلف وضعه في أواسط القرن الثاني بعد المسيح ، هو كتاب "ديا طسرون" – باليونانية- أي "الأناجيل الأربعة في كتاب واحد" . وقد ألغى "تاتيان" كل الفقرات التي تصعد بنسب يسوع إلى داود‍‍‍‍ ؟؟ ونحن عندما نقرأ هـذا الكتاب لا نجد فيه على الإطلاق ، أي نصٍ أو إشارة تربط يسوع المسيح بداود…"

    ونتساءل : ألا يرى المؤلف معنا أن هنالك اختلافاً في تاريخ ربط يسوع المسيح بداود بين القول أن الربط قد تمّ في القرن الرابع للميلاد ، والقول أن "تاتيان" السوري وضع إنجيله "دياطسرون" الذي ألغى فيه هذا الربط ، في أواسط القرن الثاني بعد المسيح ؟؟

    نعلم من تاريخ الكنيسة أنها حاربت "تاتيان" وإنجيله حرباً شرسة حتى قضت عليه(راجع كتاب "تاريخ نصارى العراق" لمؤلفه رفائيل بأبو اسحاق- صفحة (8 و9) .

    لماذا لا تعملون على إعادة الاعتبار لإنجيل "تاتيان" السوري هذا ، ليس في الكنيسة المارونية ، ولا في الكنيسة الإنطاكية فحسب ، بل في جميع كنائس العالم بدءاً من الفاتيكان ، وإذا تعذر ذلك ، فعلى الأقل في كنائس بلادنا حتى يكون لنا إنجيل صحيح بدلاً من إنجيل متى "اليهودي" .

    سادساً: ورد في الكتاب تحت عنوان: "اليهود ، الخراف الضالة من إسرائيل": " إن إسرائيل الحقيقي ، الأول والأصيل ، هو بحسب اللفظة نفسها ، "أسرة إيل" أو "عشيرة إيل" … وذلك قبل نشأة اليهود بآلاف السنين! أما بخصوص تسمية يعقوب "بإسرائيل" التي يقصد بها اليهود أن يعقوب صارع الله وغلبه(هكذا !!) فهي من الروايات الشعبية العنصرية التي لا تمت إلى التاريخ بأية صلة" .

    ألا يعني هنا أن التوراة قد انتحلت لليهود نسباً وتسمية ليسا لهم ، وإن تاريخ "إسرائيل" التوراتي ينطبق عليه ما قلتموه عـن تسمية يعقوب "بإسرائيل" بأنها روايـة عنصرية لا تمت إلى التاريخ بأية صلة ؟ وبالتالي ألا تنسحب هذه الرواية العنصرية ، غير التاريخية ، على تاريخ النبي يعقوب (إسرائيل المزيف) في مصر ، وعلى موسى وإلهه "يهوه" ،.. وعلى كل حكايات التوراة في سفر الخروج ؟

    سابعاً : تحت عنوان: "المسيح ليس يهودياً" جاء في الكتاب: "ليس هناك من تطابق بين المسيح الذي أتى وبين نبوءات التوراة عن المسيح الذي كان اليهود ينتظرون قدومه" . ألا يعني هذا أن الأناجيل التي بين أيدينا ، والتي تطابق نبوءات التوراة عن المسيح هي أناجيل تطمس تراثنا الكنعاني وتقطع تواصلنا الثقافي معه ؟
    ثامناً : ينفي المؤلف وجود أي تطابق بين يسوع المسيح وبين نبوءات التوراة عن مسيح اليهود ، ويقول بعد ذلك: "رغم كل ذلك ، يحاول متى بشتى الطرق والأساليب ، أن يطابق بين المسيح الذي أتى وبين مسيح اليهود المنتظر… إنه أكثر الإنجيليين "يهوديـة" .
    ألا يعني هذا أن إنجيل متى هو إنجيل مضلل ، فما هي التدابير اللازمة لحماية المسيحيين من هذا التضليل؟ .

    تاسعاً : تحت عنوان: " المسيح هو كنعاني" ورد في الكتاب: "نحن نجد في المسيح نمطاً مشابهاً للإله الميت الكنعاني" .ويضيف : "أن في المسيح تتلخص كل خصائص وأعراف الإله الميت والقائم من الموت ، من دوموزي – تموز إلى البعل وأدونيس" .
    ألا يعني هذا أن يسوع المسيح هو آخر الآلهة الكنعانية ، آلهة الخصب والفداء والقيامة من الموت ،.. وأن الديانة المسيحية هي امتداد واستمرار للديانات الكنعانية السابقة ؟
    عاشراً : في الفصل المعنون: "يسوع المسيح لم يولد في داخل بيت لحم بل على طريق بيت لحم ، بالقرب من بيت لحم" ( يقصد بيت لحم الكنعانية في الجليل) ، أثبت المؤلف نص أرميا المجزوء الـذي طبقه القديس متى على روايته عن مذبحة الأطفال في بيت لحم اليهودية ، ثم أكمله بقوله: "مع أن نص أرميا يتابع فيقول في الآيتين التاليتين 16 و17: "هكذا قال الرب ، كفي صوتك عن البكاء وعينيك عن ذرف الدموع ، فإن لعملك أجراً ، يقول الرب ، وإنهم سيرجعون من أرض العدو (يقصد اليهود المنفيين إلى بابل) ، مستقبلك رجاء ، يقول الرب ، وسيرجع البنون إلى أرضهم" .وذلك إشارة من المؤلف إلى أن راحيل لم تكن تبكي على أبناء أطفال ذبحهم هيرودس ، كما يقول متى .

    لماذا لم يكمل المؤلف نص أشعياء الذي اجتزأه متى كذلك ، وهو: " ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا اسمه"عمانوئيل" ، زبداً وعسلاً يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير ، لأنه قبل أن يعرف الصبي أن يرفض الشر ويختار الخير ، تُخلى الأرض التي أنت خاشٍ من ملكيها" .

    وحكاية هذا النص أن الملكين "فقح" ملك السامرة ، و"رصين" ملك دمشق ، تحالفا ضد ملك أورشليم أحاز بن يوثام ، فاستغاث هذا بالملك الأشوري تغلات فلاسر الثالث (745-727 ق .م) فأغاثه وأنقذه منهما ، وهذا النص محدود بزمانه ، أي حين تُخلى الأرض من الملكين فقع ورصين . أما الأبن المولود فهو كناية عن الولادة الدينية الجديدة للشعب ، وأما العذراء المقصودة بهذا النص فهي مملكة أورشليم .ولنا من أقوال أشعياء وأرميا وعاموس الذين ينعتونها تارة بالإبنة وتارة بالعذراء ، شواهد على صحة مـا نقول : يقول أشعياء: " أرسلوا خرفان حاكم الأرض من سالع نحو البرية إلى جبل ابنة صهيون" (116) .

    "هـوذا الرب قـد أخبر إلى أقصى الأرض ، قوله لابنة صهيون هوذا مخلصك آتٍ".(62 11). ويقول أرميا : "وتقول لهم هذه الكلمة ، لتذرف عيناي دموعاً ليلاً ونهاراً ولا تكفا، لأن العذراء بنت شعبي سحقت سحقاً عظيماً بضربة موجعة جداً" (14 17) .

    "ها آنذا مُصدرًٌ عليكم شراً ، وقاصدٌ قصداً . فارجعوا كل واحد عن طريقه الرديء واصلحوا طرقكم وأعمالكم ، فقالوا باطل ، لأننا نسعى وراء أفكارنا وكل واحد يعمل حسب عناد قلبه الرديء ، ما يقشعر منه جداً عملت عذراء إسرائيل" . (18 11-13) .

    ويقول عاموس : "اسمعوا هذا القول الذي أنادي به عليكم مرثاةً يا بيت إسرائيل ، سقطت عذراء إسرائيل لا تعود تقوم ، انطرحت على أرضها ليس من يقيمها" (15-3)… وعلى افتراض أن هذه النبوءات عن ابنة وعذراء إسرائيل لم تكن عن المملكة ، بل عن عذراء من بني آدم ، فهي تكون عذراء يهودية ، ومريم أم يسوع المسيح عذراء جليلية من بنات كنعان ، فهل تنطبق النبوءة عليها ؟
    ............................................................ ...........................











    وهناك مقال آخرمرتبط بهذا الموضوع أيضا موجود في نفس الموقع
    وهو
    ............................................................ ............................

    تتمحور الديانة المسيحية حول شخص يسوع الذي ينتسب التاريخ الميلادي المتبع في معظم دول العالم إلى يوم ولادته . وقد شكلت شخصية يسوع وكيفية فهم طبيعتها أساس انقسامات الفرق والمذاهب المسيحية التي تشكلت منذ بدء انتشار المسيحية منذ حوالي الألفي عام. إضافة إلى الفرق والمذاهب التي تشكلت خلال هذه القرون الطويلة والتي لا تزال تتشكل حتى اليوم .

    إضافة إلى الخلاف المحوري حول طبيعة يسوع : ("المسيح المخلص" ، الإله ، ابن الإله ، علاقة الناسوت باللاهوت ..) ، نشأ خلاف حول أصل يسوع وعلاقته باليهود واليهودية .



    المعلومات عن يسوع ، التي شكلت قناعات المسيحيين بأصله اليهودي ، لا تستند إلى وثائق تاريخية كتبت في عصره ، بل هي مستمدة من نصوص العهد الجديد وتواريخ الكنيسة المسيحية التي تعود في أقدمها إلى القرن الثالث بعد ميلاد يسوع .
    وهذه النصوص منسوخة ومترجمة عن نصوص أقدم ، وليس لدينا النصوص الأصلية التي كتبها مؤلفوها . ولا نستطيع أن نغفل أهواء النساخ والمترجمين وأثر بيئتهم وثقافتهم في العمل الذي قاموا به والأخطاء والإضافات التي تلحق بهذا العمل .

    إن نصوص العهد الجديد ، في ما يخص أصل يسوع تربك الباحث المدقق ، وتطرح كثيراً من علامات الاستفهام بسبب كثرة التناقضات في هذا المجال .

    فالإنجيل المنسوب إلى متى يبدأ بربط يسوع بذرية داود ، ابتداء من إبراهيم وصولاً إلى يوسف رجل مريم أم يسوع . وجاء فيه أن يسوع ولد في "بيت لحم اليهودية" وكأنها هي في الأساس المدينة التي يسكنها يوسف ومريم ، وأنه بعد الهرب إلى مصر والرجوع منها اضطر يوسف أن يسكن في الجليل في مدينة يقال لها الناصرة . بينما إنجيل لوقا يختلف عن إنجيل متى بخصوص مدينة الناصرة . فبشارة الملك لمريم كانت في الجليل في مدينة الناصرة . ويوسف رجل مريم هو أيضاً من مدينة الناصرة . ويصعد مع امرأته للاكتتاب في مدينة بيت لحم حيث ولد يسوع حسب روايته .

    الإنجيلان يتفقان على كون يسوع ولد في بيت لحم اليهودية ،.. وعلى كونه من ذرية داود ، غير أنهما يختلفان في سلسلة الأنساب التي تربط يوسف رجل مريم بداود .

    ويتميز إنجيل متى عن سائر الأناجيل بحشد عدد كبير من النبوءات الواردة في التوراة ، واعتبار أنها تمت بشخص يسوع ،.. باعتباره المسيح المنتظر .

    وينفرد إنجيل متى باعتبار أن دعوة يسوع موجهة بشكل خاص إلى خراف بيت إسرائيل الضالة . (متى 10: 5 و6 . متى 15: 24) . ويصمت إنجيل مرقس عن نسب يسوع ومكان ولادته ، غير أنه يذكر أن يسوع جاء من ناصرة الجليل ، واعتمد من يوحنا في الأردن (مرقس 1:9) .

    أما إنجيل يوحنا المتميز عن سائر الأناجيل بإبراز لاهوت يسوع وتسميته بالكلمة . فهو أيضاً يصمت عن نسب يسوع ومكان ولادته ،.. إلا أنه يشير إلى أن يسوع من الناصرة (يوحنا 1:45) .

    الثابت في نصوص العهد الجديد هو أن يسوع من الجليل . فهذه المنطقة هي مسرح حياته ودعوته في الأساس. وهي منطقة غير يهودية أساساً ، وتعرف بجليل الأمم ."وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب ، فذاع خبره في جميع سورية. فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين ،.. فشفاهم . فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ، ومن عبر الأردن (متى 25 4: 23).

    وجاء في إنجيل مرقس 3: 7 و8 : " فانصرف يسوع مع تلاميذه إلى البحر ، وتبعه جمع كثير من الجليل ، ومن اليهودية ، ومن أورشليم ، ومن أدومية ومن عبر الأردن . والذين حول صور وصيدا جمع كثير إذ سمعوا كم صنع أتوا إليه" .

    وهذا ما يذكره إنجيل لوقا. (لوقا 6: 17) .

    ويذكر إنجيل يوحنا أن بداية الآيات التي فعلها يسوع هي في قانا الجليل (تحويل الماء إلى خمر ، يوحنا 2 :1-12) . ويذكر أن يسوع كان يتحرك علانية في الجليل . أما في منطقة اليهودية فكان يتحرك خفية . خوفاً من اليهود . (يوحنا 7 :1. يوحنا 11 :54) .

    وعندما كان يتحدث يسوع مع اليهود لم يخاطبهم بصفته واحداً منهم بل كان يقول لهم "شريعتكم" و"ناموسكم" و...

    ولم يقبل يسوع أن يدعى أبناً لداود بل رفض ذلك (متى 22 :42) (مرقس 12 :35-37) و(لوقا 20 : 42-42) .

    وجاء تعليم يسوع الجديد عن ملكوت السموات والتسامي الروحي والأخلاقي وعدم الاهتمام بالمتطلبات المادية ، وعدم التمييز بين البشر ودعوة جميع الناس واعتبار الإنسان هو القيمة الأساسية وليس الشريعة ، جاء هذا التعليم متبايناً ومتناقضاً مع تعاليم الديانة اليهودية العنصرية والمنغلقة .
    إن ربط يسوع وتعاليمه بالتوراة واليهود شكل عبئاً كبيراً على المسيحية وخلق إشكالات كثيرة .

    إن نبوءات التوراة عن المسيح هي نبوءات عن المسيح اليهود الملك الأرضي والملكوت الأرضي الذي يسيطر فيه اليهود على جميع الشعوب يستغلونه لمصلحتهم . وهذا ما يتناقض مع صورة المسيح الكوني المخلص والمنقذ ، وهي الصورة التي جاء بها يسوع وتنادي بها المسيحية
    .

    لكن ، يبقى السؤال الأساسي الذي لا بد للباحث المدقق من أن يطرحه على نفسه : كيف تكون التوراة والديانة اليهودية تمهيداً لمجيء يسوع المسيح ؟ علماً أن دعوة يسوع رفضها اليهود بشكل جذري وحاربوها وحاربوا اتباعها وأطلقوا أقذر النعوت وأبشع الصفات على يسوع وأمه وأتباعه ، واليهود الذين قبلوا دعوة يسوع هم قلة قليلة ،.. وقسم كبير من هذه القلة قبلها بشكل مغاير لحقيقتها ، بشكل أقرب إلى اليهودية منه إلى المسيحية(فرقة الأبيونيين) والمسيحية انتشرت بسرعة كبيرة ومن دون عوائق بين غير اليهود الذين قبلوا الكلمة بفرح. فكيف تكون الديانة اليهودية – التي يزعمون أنها تمهيد للمسيحية - عائقاً أمام قبول هذه الدعوة الجديدة ، وكيف يقبل الذين من خارج "هذا التمهيد" ، هذه الدعوة من دون عوائق ؟ إذن ما هو نفع هذا التمهيد وما هو لزومه ؟
    لكن هل حقاً ان موضوع علاقة يسوع بداود وباليهودية يطرح على خلفية الصراع السياسي بيننا وبين اليهود وبسبب الأخطار التي تمثلها دولة إسرائيل اليهودية ؟ نحن لا نغفل دور العوامل السياسية وغيرها التي تدفع باتجاه أبحاث معينة، غير أننا نصر على ضرورة التزام هذا البحث بالأصول العلمية والموضوعية .

    ولا بد من الإشارة إلى أن التساؤل حول أصل يسوع وعلاقته باليهودية ليس جديداً فمنذ بداية انتشار المسيحية نشأ اتجاه كبير يرفض ربط يسوع بالتوراة وباليهودية ، "ففي القرن الثالث ظهر في سورية سيماخوس ، وهو سامري ، ووضع كتاباً يثبت فيه أن إنجيل متى الذي تعترف به الكنيسة محرّف ، ولا سيما الفصل المشتمل على نسب يسوع" ، (المطران يوسف الدبس تاريخ سورية المجلد 4، ص85) وقبل هذا التاريخ في القرن الثاني ميلادي عبرّت الغنوسية المسيحية السورية عن رفض العلاقة بين العهد القديم والعهد الجديد ، ورفضت الربط بين يسوع واليهودية :

    ساتورنين : ظهر مع تعليمه في إنطاكية حوالي سنة 125 ميلادية ، وهو يرفض كل أهمية لليهودية .

    تاسيـان : ولد سنة 110 م وكان تلميذاً للقديس الفيلسوف يوستين ، ألف كتاب دياطسرون ، من خلال الأناجيل الأربعة، يرفض أي علاقة مع اليهودية .

    برديصان ، وهرمونيوس ابنه ، ومرقيون ابن أسقف سينوب ، كانوا يرفضون أية علاقة بين إله العهد القديم وإله العهد الجديد . فإله العهد الجديد إله محب وغفور ورحيم بينما إله العهد القديم هو إله غليظ القلب ، صارم ومستبد وإله حرب (راجع أسد رستم، آباء الكنيسة(1) ، ص 75 ورفائيل بابو إسحق . تاريخ نصارى العراق ، مطبعة المنصور بغداد 1948 ، ص 8 و9) وول ديورانت، قصة الحضارة مجلد 11 ص 293 ، راجع مجلة اتجاه العدد الخامس آذار-نيسان 1997 ، المسيحية - اليهودية ص 343) .

    إن تقدم البحث العلمي ، خاصة في مجال التاريخ والآثار ونقد النصوص ، ألقى أضواء كاشفة وقدم معلومات مهمة حول عصر وبيئة الدعوة المسيحية ، وأظهر حقائق ثابتة تزيل الكثير من القناعات التقليدية المتوارثة حول أصل يسوع ودعوته ، وهو ما يظهر في العديد من أبحاث العلماء في التاريخ واللاهوت .

    كتاب الأب يمين "المسيح ولد في لبنان لا في اليهودية" يدخل ضمن هذه الدائرة العلمية . إنه ليس كتاباً في اللاهوت ، بل هو كتاب علمي يعتمد على الحقائق التاريخية والجغرافية والأركيولوجية .وقد أثار الكتاب منذ صدوره ضجة كبيرة ، خاصة في الأوساط الدينية ، لأن الحقائق العلمية التي يقدمها الأب يمين تصدم وتزلزل اقتناعات ترسخت على مدى ألفي عام تقريباً. وعندما تظهر الحقائق العلمية لا بد للاقتناعات المبنية على التزوير والتزييف والأوهام من أن تزول لتترسخ الاقتناعات الجديدة على الحقائق المثبتة .
    إن عمل الأب يمين في هذا المجال هو عمل جدّي وجريء ومميز ، وهو ينطلق من ثوابت الإيمان بالعقيدة المسيحية وعمله التصحيحي يتناول قضايا تتعلق بالأصول التاريخية والحضارية لدعوة يسوع وشخصيته . وهو بهذا العمل يدعو إلى فصل المسيحية عن جاذبية الارتباط باليهود واليهودية ، هذه الأذية التي شكلت ولا تزال تشكل إرباكاً كبيراً في الفكر المسيحي . وقد نتج عن هذا الارتباط تأسيس كنائس مسيحية متصهينة ومتهودة يزداد عددها وتزداد خطورتها ، كما نتج أيضاً انتشار التهويد بنسب متفاوتة في معظم الكنائس المسيحية .


    المسيح ولد في لبنان
    يعتبر الأب يمين أن منطقة الجليل كانت جزءاً من فينيقية ، وعندما نتأكد من ولادة المسيح في هذه المنطقة فهذا يعني الإثبات أن المسيح ولد في لبنان في منطقة الجليل وليس في بيت لحم قرب أورشليم ، والأب يمين ، استناداً إلى مصادر تاريخية قديمة وإلى أسفار التوراة والخرائط الجغرافية وعلم الآثار ، حدد مولد المسيح في بيت لحم في الجليل الأعلى ، وهي مدينة كنعانية قديمة جداً. أما بيت لحم القريبة من القدس ، فقد تأسست قبل المسيح ببضع مئات من السنين . وتعود الآثار المسيحية في بيت لحم الجليل إلى القرن الأول للميلاد ، بينما تعود الآثار المسيحية في بيت لحم قرب القدس إلى عهد قسطنطين الكبير حوالي 339 م .

    إن بيت لحم الجليل ، حسب تحقيقات الأب يمين ، هي مكان ولادة يسوع وليس بيت لحم "اليهودية" .

    ومن الثابت كون المسيح يسوع جليلياً وأهله وأقرباؤه من الجليل ،.. ولا شيء يربطه ببيت لحم الأخرى التي تعتبر اليوم مكان ولادته ، ويبين الأب يمين كيف تفضح الآثار الأركيولوجية للمدينتين هذا الاقتناع السائد .

    أما مدينة الناصرة التي يسود الاقتناع أن يسوع دعي ناصرياً نسبة إليها ، "فلا ذكر لها قبل الميلاد على الإطلاق .. وقد ثبت اليوم أنها بنيت في القرن الثاني بعد الميلاد" (المسيح ولد في لبنان – ص 486) .


    نسب يسوع

    يقول الأب يمين : "أكثر مفسري الكتاب المقدس اليوم . وخاصة مفسري كتب العهد الجديد ، وعلى رأسهم المفسرون الكاثوليك أمثال بيرو وبنوا وبوامار وغيرهم كثيرون... يؤكدون جازمين أن قضية ربط يسوع بذرية داود الجسدية هي حديثة العهد في التاريخ المسيحي ، وهي تعود إلى القرن الرابع للميلاد لا قبل ... أضيفت فيما بعد على يد المسيحيين المتهودين ، ووضعت في نصوص العهد الجديد في زمن متأخر". (ص192).

    ويتساءل قائلاً : "داود موجود فقط في التوراة ، وليس له وجود تاريخي ثابت في التاريخ المدني؟ فكيف يكون المسيح من ذرية شخص لا وجود له في التاريخ" ص290 .

    و"يسوع ذاته لم يسم نفسه ولا مرة على الإطلاق لا أبن داود ولا من نسل داود أو من ذريته" ص 205 .

    ويظهر الأب يمين عدم تماسك جدولي نسب يسوع الواردين في إنجيلي متى ولوقـا (ص197) .

    ويظهر استناداً إلى المراجع التاريخية وتلمود أورشليم أنه في أيام المسيح كانت عائلة داود وسلالته الملكية قد تلاشت وزالت منذ قرون عديدة ، ويتساءل قائلا ً: "إذا كان "بيت داود" لا يزال يؤلف فريقاً مميزاً في أيام المسيح ، فلماذا إذاً لا نجده ماثلاً إلى جانب الفريسين والصدوقيين والأشمونيين والهيودسيين والغيورين وغيرهم، الذين كانوا معروفين أيام المسيح" (ص211) .

    ويستند إلى العديد من الباحثين ، وخاصة العلماء الكاثوليك ، الذين يؤكدون على عدم وجود أي علاقة نسب بين يسوع وذرية داود (ص208) ،ويستشهد بنص للدكتور هيربرت سبنسر لويس الذي يقول بهذا الخصوص : "إذا راجعنا التواريخ المعاصرة ليسوع أو الوثائق اليهودية ذاتها ، فلا نجد فيها أي دليل أو إشارة تجعلنا نظن أن الذين عاشوا في المائة سنة الأولى بعد المسيح ، كانوا يعتقدون أنه من "بيت لحم" ونحن لا نعرف الزمن المحدد الذي فيه حاول البعض ربط المسيح بهذه السلالة ، وأدخلوها في نصوص كتب العهد الجديد . غير أنه من المؤكد والثابت أنها إضافة حصلت في وقت متأخر جداً" (ص213) .

    ويذكر بقول القديس ايريناوس : " أما أن تختار بين عذرية مريم وحبلها البتولي بيسوع وبأن يسوع كوّن من الروح القدس وأنه ابن الله ، أو بين أن يكون يسوع من ذرية داود الجسدية" (ص203) .

    نبوءات التوراة عن المسيحفي كتاب "المحك" للحاخام شام توف ، يجمع الحاخام المذكور البراهين من العهد القديم على كذب الادعاء المسيحي بمجيء المسيح في شخص يسوع الناصري ، أو " ذلك الذي لا يسمى " و "الذي يمحي ذكره واسمه" ، وذلك "الشخص"وذلك "المشنوق" فيقول :

    1- إنه مكتوب بالأنبياء :

    أجمعهم إلى أرضهم ولا أترك بعد واحداً منهم بأراضي الأمم أعدائهم" حزقيال 39:28 وهو ما لم يحدث بعد .

    2- ومكتوب أيضاً:

    "يؤتى إليك (يا إسرائيل) بثروات الأمم وتقاد ملوكهم . لأن الأمة والمملكة التي لا تخدمك سوف تبيد وخراباً تخرب الأمم" اشعيا 60 : 11 و 12 .

    وهو ما لم يحدث بعد.

    3- ومكتوب أيضاً عن هاجوج وماجوج:

    "تأتي من موضعك من أقاصي الشمال أنت وشعوب كثيرون معك كلهم راكبون خيلاً ، جماعة عظيمة وجيش كثير ، وتصعد على شعبي إسرائيل كسحابة تغشى الأرض..(حزقيال38 :15-23) .

    وهي المعركة التي لم تقع بعد .

    4- ومكتوب أيضاً :

    "ويبيد الرب لسان بحر مصر ، ويهز يده على النهر بقوة ريحه ، ويضربه إلى سبع سواق ويجيز فيها بالأحذية وتكون سكناً لبقية شعبه التي بقيت من أشور كما كان لإسرائيل يوم صعوده من أرض مصر" اشعيا 11 :15 و16

    وهو ما لم يتحقق بعد .

    ومكتوب ومكتوب ومكتوب ... وهو ما لم يتحقق بعد .

    (شفيق مقار- المسيحية والتوراة ، دار رياض نجيب الريس ، لندن 1992 ، ص 57-60).

    إن التصور اليهودي عن المسيح استناداً إلى نبوءات التوراة تتناقض مع صورة المسيح الكوني التي جاء بها يسوع .

    وهذا ما يشير إليه بوضوح الأب يمين في كتابه فيقول: " ليس هناك من تطابق بين المسيح الذي أتى وبين نبوءات التوراة عن المسيح الذي كان اليهود ينتظر قدومه" (ص277).

    "هذا المسيح الذي جاء لا يتماثل ، والمسيح الذي كان ينتظره اليهود ، فعاداته غريبة وهو لا يتقيد بالشريعة" (ص281) .

    إن اتجاه الرسالة كان باتجاه الشمال في الجليل ونحو المدن العشر المستقلة ، وهي المدن الممتدة شرق وشمال الأردن حتى دمشق، وكانت غالبية سكانها من الوثنيين ... وكان يسوع على غير عادة اليهود يدخل بيوت الوثنيين ويأكل مع العشارين والخاطئين" (ص285).


    بيئة يسوع

    إن تطور يسوع كإنسان لا يمكن أن يرتهن إلى أصل دموي . فالإنسان هو ابن بيئته وليس ابن أصل دموي معين مهما كان هذا الأصل. والاعتقاد بالأصل الدموي هو خرافة علمية وخرافة تاريخية ، يتبعها الجاهلون والمهووسون .

    وعندما يتحدث الأب يمين عن الأصل الكنعاني ليسوع فلا يقصد بذلك الأصل الدموي، بل البيئة الحضارية التي مهدت لمجيء المسيح الكوني . فيقول بهذا الخصوص:

    "من الطبيعي جداً أن يأتي المسيح من الجليل ، من جليل الأمم ، من البوتقة البشرية الشاملة الموحدة ، وليس من بيئة عنصرية متزمتة كبيئة اليهود" (ص213).

    ويبرز الأب يمين الإرث الروحي الكنعاني الذي مهد لمجيء يسوع المسيح الكوني ، بالقول : "نحن نجد في المسيح نمطاً مشابهاً "للإله الميت" ، الكنعاني ، فهو إله شاب .. يقهر عناصر الطبيعة ، فتراه يمشي على الماء ويزجر الريح ويهدئ العاصفة ويشفي الأجساد والنفوس وله قوة التسلط على كل ما هو شر . وهو مخصب إذ يكثر الخبز والسمك ويحول الماء إلى خمر ، ويتألم ويعاني ويموت ثم يقوم من الموت ثم يصعد إلى الأعالي ، ففي المسيح تتلخص كل خصائص وأعراف الإله الميت والقائم من الموت من دوموزي - تموز إلى البعل وأدونيس .. "ما أتيت لأنقض بل لأكمل" قد كمل فعلاً عمل البشرية جمعاء بشكل عام وعمل ، الديانات الشرقية بنوع خاص وعمل الديانة الكنعانية بنوع أخص ونحن نركز هنا على عمل الديانة الكنعانية الخاص التي مهدت هي ، وليس اليهودية أبداً للديانة المسيحية الكونية" (ص286) .

    ويقول أيضاً : "في الحقيقة يظهر يسوع المسيح منذ مولده حتى موته على الصليب مرتبطاً بالإرث الروحي الكنعاني" (ص291) .

    ويبرز الأب يمين الإرث الروحي الكنعاني في المدرسة الهرمية حيث نشرت ديانة إيل التوحيدية الأولى في التاريخ (ص270) ويبين ارتباط الحركة الأسينية بهذه المدرسة الروحية (ص371) ويظهر أيضاً دور جبل الكرمل كمركز روحي وثقافي ، ودور الأسينيين والنذيرين والمكرسين في هذا المركز الروحي .

    ومريم أم يسوع كانت من المنذورات لله ، والمنذورات لله لم يرد ذكرهن في التوراة ولا في تواريخ اليهود ، كان عندهم المنذورون من الرجال فقط وليس من النساء ،ص476 .

    ويؤكد أخيراً أن أقرباء يسوع وأنسباؤه لا علاقة لهم باليهود . والقبور التي تضم رفاتهم موجودة في "القليلة" جنوب لبنان .

    ويختم كتابه بعدد من الحقائق الساطعة التي تنسف الاقتناعات المترسخة في أذهان المسيحيين حول أصل يسوع ونسبه ومكان ولادته وبيئته .

    إنه كتاب مميز ويفتح أفاقاً لا حدّ لها للبحث المتواجد في إعادة كتابة تاريخنا على ضوء الحقائق العلمية وعدم الاستسلام لقناعات مدسوسة في ثقافتنا ورثناها من دون تمحيض وتدقيق .

    إنه كتاب يصدم ويقلق ويزلزل ويدعو إلى التفكير والبحث الدؤوب ،.. ويؤسس لرؤية جديدة متماسكة تعيد الاعتبار لأصالتنا الحضارية التي شوهتها المسيحية المتهودة .

    إنتهى
    والحمد لله على نعمة الإسلام

    المصدر
    موقع الحزب السوري القومي العربي
    التعديل الأخير تم بواسطة أسد الجهاد ; 08-04-2009 الساعة 02:59 AM
    من مات في ظل الرسالة لم يمت....أبدا وإن عصفت به الأقدار
    الموت في ظل الرسالة مولد ..للمرء فيه جلالة ووقار


    نورالهدى ونور الهدى2 عضويتان لشخصية واحدة

مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 09-02-2008, 01:23 AM
  2. هل سيأتى المسيح مرة أخرى
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 54
    آخر مشاركة: 07-07-2007, 02:32 AM
  3. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-01-2007, 09:35 PM
  4. يهودي يقول كلاما عادلا بحق المسلمين ضد الفاتيكان بالفرنسية
    بواسطة الأسد سيف الدين في المنتدى Forum Français
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 24-11-2006, 04:32 AM
  5. المسيح سيعود مرة أخرى
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-03-2006, 04:18 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

مصيبة يانصارى !! الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى

مصيبة يانصارى !!  الأب يمين يقول :المسيح ليس يهودي ؟؟ومفاجآت أخرى