فأما عن نبوءة إشعياء الواردة في سفر إشعياء 7 - 14 ((ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل))
فهذا الاستشهاد الذي قام به متى من سفر إشعياء هو استشهاد خاطىء وآيته في (متى) محرفة تحريفا فاضحا ... لأن كلام إشعياء لا ينطبق على المسيح فإن له قصة تدل على المراد به ... فلماذا لا تقرءون آيات إشعياء جيدا ؟ ولماذا تقتطفون هذه الجملة فقط ؟ عجباً
أولا : خلاصة النبوءة أن ملك مملكة "أرام" تحالف مع ملك مملكة "إسرائيل" لمحاربة ملك مملكة" يهوذا " , فأراد الله أن يطمئن آحاز بن يوثان ملك يهوذا على لسان إشعياء النبي بأنه سوف يهلك هاتين المملكتين فى غضون خمسة وستين سنة ، وأعطاه علامة بأن طفلا يدعى عمانوئيل سوف يولد خلال هذه الخمسة والستين سنة بالطبع، وسوف ينتصر ملك يهوذا على المملكتين قبل أن يميز الصبي عمانوئيل بين الخير والشر (انظر الآية 16) وقد حدثت النبوءة وتحققت النبوءة ، وجاء عمانوئيل (إشعياء 8:8)
وأكرر : لقد بين له النبي إشعياء آية خراب ملك اعدائه وزواله وهي أن امرأة شابة تحبل و تلد ابناً يسمى ( عمانوئيل ) ثم تصبح أرض اعداءه خراباً قبل أن يميز هذا الصبي بين الخير والشر فتقول الفقرة السادسة عشر من الاصحاح السابع من سفر إشعيا (( لأَنَّهُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ الصَّبِيُّ كَيْفَ يَرْفُضُ الشَّرَّ وَيَخْتَارُ الْخَيْرَ، فَإِنَّ إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ اللَّتَيْنِ تَخْشَيَانِ مَلِكَيْهِمَا تُصْبِحَانِ مَهْجُورَتَيْن)) اي ان احاز سوف ينتصر على ( إِسْرَائِيلَ وَأَرَام ) ، قبل ان يميز الصبي بين الخير و الشر.
إذ ليس من المعقول أن يعد الله آحاز بن ناثان بالنصر على أعداءه بإعطائه نبوءة عن ميلاد المسيح الذي جاء بعد موت آحاز بقرون ... فالوعد بالنصر كما هو واضح بالقصة (لكل لبيب) سيتحقق خلال سنوات قبل أن يميز الطفل بين الخير والشر ... فهل عاش آحاز بن ناثان مئات السنين منتظرا قدوم المسيح لكي ينتصر على أعداءه ؟ ما هذا السخف ؟
ثانياً : ماذا عن كونها عذراء إذن ؟ فالنص يقول بأنها سيدة عذراء ، اذا رجعنا الى النص العبري حسب النسخه المسوريه لسفر اشعياء نرى ان الكلمة المترجمة الى"عذراء" في النص العبري هي كلمة " شابة و ليس عذراء كما في الترجمه العربيه، و هكذا نرى ان الترجمه العربيه لم تكن امينه في ترجمة النص من سفر اشعياء.
ثم نرى كيف قام كاتب الانجيل المنسوب الى متى باستعمال كلمة "عذراء" بدل كلمة " شابه" عند اقتباسه لهذه الآيه من سفر اشعياء لجعلها نبوة تحققت في المسيح عليه السلام.
ثالثاً : ثم ان المسيح عليه السلام لم يدعى "عمانوئيل " بل يسوع ولم يدعه أحد قط بعمانوئيل طوال حياته ... لا أمه ولا أبوه يوسف ولا إخوته ولا أخواته ولا تلامذته ولا أعداؤه ولا أحد مطلقا . فأما عمانوئيل صاحب سفر إشعياء فقد سمته أمه بعمانوئيل ودعاه الناس بعمانوئيل أيضا ، انظر الإصحاح الثامن من العدد 6 إلى العدد 8 من سفر إشعياء.
رابعا : ومن الملاحظ ان اشعياء يقول ان تلك العذراء التى تحبل وتلد هى نفسها التى ستطلق اسم عمانوئيل على مولودها , بينما متى لم يكن أمينا فى نقل الاقتباس فغير فى النص وجعل من سيطلق اسم عمانوئيل على الطفل قوم من الناس ( و يدعون اسمه عمانوئيل ) وليس ام الطفل كما جاء بالنص المقتبس منه !!
إذن فهى كارثة أن اليهود لم يكونوا ينتظرون عذراء , ولا طفلا يولد من عذراء, وكيف ينتظرون ما تحقق بالفعل ؟ لم يكن اليهود أغبياء ولا مجانين حتى يتم إقناعهم بما لا يكون . فما الذى ألجأ هؤلاء المزورين إلى تلك النبوءة إذن ؟
وتبقى الحقيقة الناصعة النقية ، وهى أن القرآن وحده هو الذى استطاع أن يثبت عذرية مريم ، وهو الوحيد الذى قدم دليل العذرية؛ بأن نطق الرضيع دفاعا عن أمه ، وبذلك كانت عذراء فى عرف المجتمع اليهودى بشهادة الرضيع لها .. وبهذا قامت على اليهود الحجة فإن كذبوه وأنكروا ميلاده المعجز حكمنا عليهم بالكفر (فماذا بعد أن نطق الرضيع؟)، أما روايات الإنجيل فقد أثبتت أنها امرأة متزوجة من يوسف النجار
المفضلات