الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

وأنا أقلب في دفاتري القديمة وجدت هذه الفقرة من الكتاب المقدس وبجوارها علامة استفهام :

( واما موسى فكان يرعى غنم يثرون حميه كاهن مديان.فساق الغنم الى وراء البرية وجاء الى جبل الله حوريب.) خروج :3-1

وهي تحكي عن بداية لقاءه بملاك الرب (الرب) عند جبل حوريب :
(2 وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليّقة..) خروج:3

وتذكرت بسرعة ما الذي دعاني أن أضع علامة استفهام على الفقرة الأولى
فالقصة من أولها تقول أن موسى هرب من مصر وسكن في مدين :
(15 فسمع فرعون هذا الامر فطلب ان يقتل موسى.فهرب موسى من وجه فرعون وسكن في ارض مديان وجلس عند البئر) خروج:2

هنا علامة الاستفهام والسؤال هو:

هل يمكن لشخص يسكن في مديان أن يخرج بغنم يرعاها ويسوقها حتى يصل إلى جبل حوريب ؟؟؟

بسيطة ..نحضر خريطة من الموسوعة المسيحية العربية عن رحلة خروج بني إسرائيل من مصر لنتبين المواقع :



ويتضح من الخريطة أن مديان هي المنطقة شرق خليج العقبة
وأن جبل حوريب يقع غرب خليج العقبة جنوب سيناء
( أدنى نقطة على الخط الأحمر)

ومعنى ذلك أن السائر بغنمه من مدين لابد أن يدور حول رأس خليج العقبة ليصل إلى جبل حوريب
وإذا لاحظنا مقياس الرسم على الخريطة فيمكننا أن نقدر المسافة بما لا يقل عن 250 كيلومتر على أقل تقدير، هذا إن كان يسكن على أطراف مدين
فهل يمكن أن يتقبل عقل أن هذه المسافة مناسبة لرعي الغنم ؟؟
وهل يمكن أن يخرج راعي غنم من القاهرة ليرعى غنمه حتى يصل إلى الأسكندرية أو أبعد ثم يعود بها آخر النهار ؟؟؟

هيجننونا كتبة الكتاب المقدس .... لأن مشكلتنا نحن المسلمين أننا نفكر
أما النصارى مريحين دماغهم من ناحية الدين بالذات....مبدأهم آمن ولا تفكر
ولا أدري هل هناك من طرح هذه المسألة من قبل ؟
أكيد هيكون مسلم

وقد صحح القرآن هذه الواقعة
وتصحيح القرآن ليس مجرد تغيير في القصة لتكون واقعية ولكنه تصحيح يعطي للقصة معاني هامة وينفي معاني مغلوطة مرفوضة كما سنرى بعد ذلك


فسبحان الذي أنزل القرآن ليكون مهيمنا على ما سبقه من الكتب وهاديا ونورا مبينا