السلام عليكم ورحمة الله

يُحكى أختي أن قديماً حينما كانت الكنيسة تبيع صكوك الغفران للنصارى فقد كثرت أموال الكنيسة واغتنى القساوسة والرهبان وأصبحت الصكوك تجارة رائجة تجني من ورائها الكنيسة أموالاً لا تحصى بخداع العوام والنصارى الذين سلموا عقولهم لكل هاجع وناجع .

فجاء أحد الخبثاء من اليهود وذهب إلى الكنيسة وعرض على القساوسة وقال لهم أنتم تبيعون الجنة بصكوك الغفران وأنا أريد أن أشتري منكم النار ( جهنم ) .

فتعجب القساوسة وتشاوروا فيما بينهم فقالوا إن هذا الرجل مجنون عنده الكثير من المال وهو يريد أن يشتري منا جهنم فما الضير في أن نبيعها له فهي بضاعة لا يشتريها أحد إنما كل الناس يتكالبون على شراء الجنة لا الجحيم .

فباعوها له بدراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين .

وكتبوا له بها صك أن الكنيسة قد باعت الجحيم كل الجحيم إلى فلان بن فلان فهي له وملكه من اليوم .

فخرج الرجل أمام على ملأ الناس وصاح وصرخ فجمع الناس أمام الكنيسة وقال لهم :

أيها الناس هذا صك من الكنيسة بأني أملك الجحيم وأن الجحيم كل الجحيم ملك لي أفعل فيه ما أشاء وإني أقول لكم إفعلوا ما شئتم فإني قد إشتريت الجحيم وأغلقته ولن أدخل أحداً فيه .

فبارت تجارة القساوسة والكهان وإنصرف الناس عنهم ولم يعد أحد يشتري منهم القراريط في الجنة كما كانوا يبيعونها لهم فاليهودي إشترى الجحيم وأغلقه ولن يدخل أحداً فيه فهم لا محالة إذاً سيدخلون الجنة لأنه لا مكان لهم في الجحيم فقد أغلقه اليهودي .

فذهب القساوسة لليهودي وفاوضوه أن يرد لهم الجحيم بأعلى الأسعار فباعه لهم بأضعاف مضاعفه واستردوه منه ولكن الناس كانوا قد وعوا وأدركوا أنهم مخدوعون وأن الجنة لا تُباع ولا تُشترى بل هو من دجل القساوسة والرهبان .

ومن يومها افتضح أمر الصكوك .

هذا ما قصدته .

دمتى بخير وعافية .