بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام رحمة وبابها للعصاة والغافلين ومن يعلم الله عز وجل ما في قلوبهم من هذه الفئات المختلفة في مجتمعاتنا هو التوبة.
في انتظار أن يأتي الحكم الإسلامي بالرحمة الموعودة تحت ظل الخلافة على منهاج النبوة يتهيأ جند الله، يتبوأون فسحات رحمة الله، بالإقبال على مولاهم تبارك وتعالى.
وأول الإقبال توبة نصوح بشروطه، وهي العقد مع الله أننا رجعنا إليه نادمين، والإقلاع عما كنا فيه من الفواحش والعصيان وترك الإصرار بعد رد المظالم إلى أهلها.
تنحل عقد الوارد ويستوي عند المؤمن الشدة والرخاء رضي بالله تعالى، عندما يستحضر أن الله تعالى يفرح بتوبة عبده.
يجدد المؤمن التوبة إلى الله على كل أحيانه. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا أيها الناس توبوا،
فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة» رواه مسلم والترمذي.
ويستغفر المؤمن ربه سبحانه في الأسحار. ويكثر من الاستغفار. ويستعمل الصيغ الواردة، لا سيما سيد الاستغفار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي ذنوبي. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» قال : «من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة. ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» رواه البخاري والترمذي والنسائي.
هذا الدعاء عهد عند الله، روحه أن تكون موقنا به وحاضرا مع الله عند التضرع به.