السيد ذا لورد
عندما تسأل أنتَ بصفتك مسيحي بشأن هذه القضية، فأنَّ سؤالك يختلف عن سؤال المُسْلِم؛ وذلك ﻷنَّ المسلم يقول بإلهٍ واحدٍ، فلا يوجد أقانيم؛ ولذلك لا يوجد تغاير في الله، ولكن المسيحيين بقولون أنَّ التغاير حاصل بين اﻷقانيم، فالمسلم عندما يقول:"الله يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف يكون"؛ فإنَّ قوله هذا لا يساوي:"الله يعلم ما كان وما سيكون وما هو كائن وما لم يكن لو كان كيف يكون" إذا قاله مسيحي؛ وذلك للتغاير الذي في اﻷقانيم، فأقنوم الابن لا يَعْلَم كل ما يعلمه أقنوم اﻷب، رغم أنَّ المسيحيين يقولون أنَّ اﻷقانيم الثلاثة إله واحد، وهذه مغالطة منطقية، ولكن المسيحي يقبل كل المغالطات المنطقية التي في هذه المنطقة من العقائد، ولا يسميها مغالطات، بل يقول:"أنَّها فوق مبادئ العقل"، ولكن الحقيقة أنَّها ليست فوق مبادئ العقل، فهي ميدان واسع لمبادئ العقل، فهي في الحقيقة تناقض مبادئ العقل.
أُنظر إلى السؤال:"الله مُسَيَّر أم مُخَيَّر؟"، فهذا السؤال يصير عجائبي في المسيحية، فالتغاير بين الأقانيم يحيل اﻷسئلة العادية إلى أسئلة عجائبية، فلو قلنا أنَّ أقنوم اﻷب مُخَيَّر، لمَا وسعنا إلا أنْ نقول:"أنَّ أقنوم الابن مسيَّر"، فهو مبذول، وقد بذله أقنوم اﻷب، ولم نَسْمَع أنَّ أقنوم اﻷب خيَّره، وإنْ خيَّره، فلك أنْ تندهش كيف يُخَيِّر الواحد نفسه، وكيف يكون باذل ومبذول؟!.. أنا يائس بسبب المسيحيين.
أُنظر إلى كلمة "بذل ابنه الوحيد"، وما سينتج عنها من مغالطات منطقية، فالمسيحيون يقولون أنَّ الله واحد؛ فإنَّ قولنا:"بذل ابنه الوحيد" تساوي:"بدل أباه الوحيد"؛ ﻷنَّ الله واحد، ولكن هذا لا يجوز في المسيحية؛ ﻷنَّ الأب يتغاير عن الابن.. بإختصار أي إنسان يريد أنْ يتكلم مع مسيحي في القضيايا العقدية المسيحية فعليه أنْ يذهب بالعقل إلى الجحيم، فلا مجال للعقل فيها، فهي للإيمان وليست للعقل، ولسان حالهم "آمِن ثم آمِن، ثم لا يمكنك أنْ تعقل العقائد المسيحية"، وليس لديانا - أي لدى أهل المسيحية - "آمِن ثم اعقل" في العقائد اﻷساسية.
المفضلات