الحمد لله وبعد :



علامة أهل الحق , وعلامة أهل الباطل



قال أبو المظفر السمعاني - رحمه الله - "ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة , من اولهم إلى آخرهم , قديمهم وحديثهم , مع اختلاف بلدانهم وزمانهم , وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطرا من الأقطار , وجدتهم في بيان الإعتقاد على وتيرة واحدة وخط واحد يجرون فيه على طريقة واحدة لا يحيدون عنها , ولا يميلون فيها , قولهم في ذلك واحد , ونقلهم واحد , لا ترى بينهم اختلافا ولا تفرقا في شيء ما وإن قل , بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل أبين من هذا ؟

قال الله تعالى

وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ [آل عمران : 103]

وأما إذا نظرت إلى أهل الأهواء والبدع رأيتهم متفرقين مختلفين , أو شيعا وأحزابا , لا تكاد تجد اثنين منهم على طريقة واحدة في الإعتقاد يبدع بعضهم بعضا , بل يرتقون إلى التكفير يكفر الإبن أباه , والرجل أخاه والجار جاره , تراهم أبدا في تنازع وتباغض واختلاف , تنقضي أعمارهم ولم تتفق كلماتهم تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ [الحشر : 14]"اهـ الحجة في بيان المحجة 2/224 - 225



قال بن تيمية - رحمه الله - " والبدعة مقرونة بالفرقة , كما أن السنة مقرونة بالجماعة , فيقال : أهل السنة والجماعة , كما يقال : أهل البدعة والفرقة " الإستقامة1/42



قال بن المبارك - رحمه الله - :"أهل الحق ليس فيهم اختلاف" جامع البيان 12/85



قال الشاطبي - رحمه الله - " الفرقة من أخس أوصاف المبتدعة" الإعتصام 1/113