بسم الله الرحمن الرحيم
نبوءة سفر ارميا والتزوير
.
.
يقول القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير في كتاب "الإنجيل: كيف كُتِبَ؟ وكيف وصل إلينا؟" , تحت بند "تدوين الإنجيل" : كتب الإنجيليون الأربعة الإنجيل بأوجهه الأربعة محمولين ومسوقين من الروح القدس الذى أخضعوا أنفسهم تماماً لقيادته وإرشاده , وقادهم ووجههم وأرشدهم وحفظهم وعصمهم من الخطأ والزلل .
.
تعالوا لنرى فبركة كاتب إنجيل متى للنبوءة
متى 27
فتم ما قيل على لسان النبي إرميا:--وأخذوا الثلاثين من الفضة وهي ثمن المثمن ثمنه بها بنو إسرائيل... الترجمة الكاثوليكية
وكما نرى يخبرنا كاتب إنجيل متى أن ارميا تنبأ عن خيانة يهوذا ليسوع وأشار إلى ان نص النبوءة في سِفر ارميا , ولكن لا وجود لهذا النص في سِفر ارميا ... بل موجود في سِفر زكريا {فقلت لهم ان حسن في اعينكم فاعطوني اجرتي والا فامتنعوا.فوزنوا اجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب القها الى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به.فاخذت الثلاثين من الفضة والقيتها الى الفخاري في بيت الرب} زكريا 12:11/13 .
ومن الجدير بالذِكر ان نص سِفر زكريا ليس له علاقة لا بالمسيح ولا بيهوذا ... فالثلاثين من الفضة كانت أجرة كهانة زكريا , في حين ان الثمن الذي قبضه يهوذا ثمن خيانته .
.
.
يُجيب
موقع الأنبا تكلا ويقول : ان النص ورد في سِفر زكريا وهذا الأخير يُطلق عليه ارميا ايضاً
.
.
وبالطبع هذا الكلام عاري من الصحة وليس له دليل موثق ... ونحن نتساءل : لماذا لا يذكر كاتب إنجيل متى مكان النبوءة بالتحديد , وهو يعلم بوجود سِفر يحمل اسم ارميا ؟ .. كما ان نص إنجيل متى واضح جداً : {فتم ما قيل على لسان النبي إرميا} .. فهل ارميا هو من كتب سِفر زكريا ؟
كما ان موقع الأنبا تكلا قد ذكر مقال بعنوان "تقسيم اليهود للعهد القديم" .. (انقر هنا) .. ولم يذكر بأن اليهود كانوا يطلقون لفظ "إرميا" على (أسفار الأنبياء الكبار والصغار) .
.
يقول القديس جيروم :
’” This passage is not found in Jeremiah at all but in Zechariah, in quite different words and an altogether different order. In fact the Vulgate renders it as follows:—“And I will say unto them, If it is good in your sight, give ye me a price or refuse it: So they weighed for my price thirty pieces of silver. And the Lord said unto me, Put them into the melting furnace and consider if it is tried as I have been tried by them. And I took the thirty pieces of silver and cast them into the house of the Lord.”
الترجمة :
هذه العبارات لا وجود لها بتاتاً في سفر ارميا وإنما هي في سفر زكريا بعبارات أخري وسياق مختلف كلياً , بل في النسخة اللاتينية هذه العبارات تقرأ هكذا .. "سأقول إليهم, إذا كان جيّدًا في نظرك, أعطوني أجرتي أو أرفضوا فوزنوا أجرتي ثلاثون من الفضة فقال لي الرب ألقها في الفرن وأنظر ما إذا كانت سوف تجرب كما جربت أنا و أخذت ثلاثون قطعة من الفضّة وألقيتها في بيت الرب" .
ويستكمل قائلاً :
It is evident that the rendering of the Septuagint differs widely from the quotation of the evangelist. In the Hebrew also, though the sense is the same, the words are quite different and differently arranged........... who made it his care to formulate dogmas rather than to hunt for words and syllables.
الترجمة :
من الواضح أن النسخة السبعينية تختلف اختلافاً كبيراً عن ما اقتبسه المبشر . وكذلك النسخة العبرية , على الرغم من أن المعنى هو نفسه ، فالكلمات مختلفة تماماً ، وترتيبها بشكل مختلف........... الذي جعل (أي المسيح) من رعايته لصياغة العقائد وليس للبحث عن الكلمات والجمل .
انتهى كلام القديس .. والمصدر بالمرفقات .
.
بإختصار : يقول القديس جيروم أن النص لا وجود له في سِفر ارميا بل هو في سِفر زكريا وبسياق مختلف تماماً (أي ليس له علاقة بالنبوءة) , وأن النص مختلف عما في النسخة اللاتينية (الفولجاتا) , وأن النسخة السبعينية وكذلك العبرية تختلف عن ما يستشهد به متى ... ويُبرر القديس خطأ متى بأنه لم يكن مهتماً بالكلمات والجمل بل كان مهتماً بالعقيدة كما علمهم المسيح" .
انتهى .
.
المفضلات