الحمد لله وبعد :

من خلال مطالعتي المتواضعة في كتب أهل العلم حول الحلول والإتحاد وجدت أن الحلول يتميز عن الإتحاد في :

الحلول تبقى الطبيعتان متمايزتين بينما في الإحاد لا ويمكن تشبيه الحلول والإتحاد بما يلي :

الحلول كأنك تلبس معطفا فجوهرك وذاتك بقيت هي نفسها وجوهر وذات المعطف بقي هو نفسه أيضا وبعض الطوائف المسيحية التي تقول بالطبيعيتن أظن أنها تعتقد حلول وليس إتحاد لأنه لا يعقل أن تبقى الطبيعتين منفصلتين متمايزتين إلا في الحلول كما وضحت بالمثال ولهذا ذكر شيخ الإسلام - رحمه الله - مثال النار والحديد فهذا حلول لأن طبيعة النار متميزة عن طبيعة الحديد .

الإتحاد : الطبيعتان تندمجان معا فتنتج طبيعة ثالثة هي مغايرة للطبيعتين الأخروين ويمكن أن نشبه الإتحاد بما يلي :

كمية ماء وندمجها مع كمية سائل آخر وليكن مثلا اللبن فتنتج طبيعة ثالثة هي ليست اللبن الأول وليست ماءا بل حاصل إندماجهما وهذا نفس المثال الذي ضربه بن تيمية

يبقى التجسد : لا أدري كيف يكون هذا التجسد ومن خلال مطالعتي يمكن أن يكون حلولا أو إتحادا أما أننا نجعله منفصل عنهما فلا أدري كيف يكون هذا وكيف يمكن تمثيله بمثال مقرب كما مثلنا الحلول والإتحاد.

إذن الخلاف بين الطوائف المسيحية حول الطبيعة الواحدة والطبيعيتن للمسيح يمكن تلخيصه فيما يلي :

الطائفة التي تقول طبيعتين فهي تقول بالحلول وليس بالإتحاد
والطائفة التي تقول بالطبيعة الواحدة فهو إتحاد حيث لا يمكن تمايز الطبيعتين .