حديث جليل جدًا في فضل الغرباء

ـ فضل الغرباء :
ـ (( عن أبي جُمُعَةَ رضي الله عنه قَالَ : تَغَدَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَحَدٌ خَيْرٌ مِنَّا أَسْلَمْنَا مَعَكَ وَجَاهَدْنَا مَعَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَوْمٌ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ يُؤْمِنُونَ بِي وَلَمْ يَرَوْنِي )) .
إِسْنَاده حَسَن وصَحَّحَهُ الْحَاكِم : رواه أَحْمَد وَالدَّارِمِيُّ وَالطَّبَرَانِيُّ .[1]

وَاحْتَجَّ بِأَنَّ السَّبَب فِي كَوْن الْقَرْن الأَوَّل خَيْر الْقُرُون أَنَّهُمْ كَانُوا غُرَبَاء فِي إِيمَانهمْ لِكَثْرَةِ الْكُفَّار حِينَئِذٍ وَصَبْرهمْ عَلَى أَذَاهُمْ وَتَمَسُّكهمْ بِدِينِهِمْ , قَالَ : فَكَذَلِكَ أَوَاخِرهمْ إِذَا أَقَامُوا الدِّين وَتَمَسَّكُوا بِهِ وَصَبَرُوا عَلَى الطَّاعَة حِين ظُهُور الْمَعَاصِي وَالْفِتَن كَانُوا أَيْضًا عِنْد ذَلِكَ غُرَبَاء , وَزَكَتْ أَعْمَالهمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَان كَمَا زَكَتْ أَعْمَال أُولَئِكَ . وَيَشْهَد لَهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " بَدَأَ الإِسْلام غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " .[2]

(( عن جبير أنه قال قدم علينا أبو جمعة الأنصاري صاحب رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببيت المقدس ليصلي فيه ومعنا رجاء بن حيوة يومئذ فلما انصرف خرجنا معه لنشيعه فلما أردنا الانصراف قال إن لكم علي جائزة وحقا أن أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقلنا : هات يرحمك الله ، فقال : كنا مع رسول الله معاذ بن جبل عاشر عشرة فقلنا : يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا آمنا بك واتبعناك ؟ قال : ما يمنعكم من ذلك ورسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أظهركم يأتيكم الوحي من السماء ، بلى قوم يأتيهم كتاب بين لوحين فيؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا أولئك أعظم منكم أجرا )) .
إسناده قوي : أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ وَإِسْنَاد هَذِهِ الرِّوَايَة أَقْوَى مِنْ إِسْنَاد الرِّوَايَة الْمُتَقَدِّمَة .[3]



[1] السابق .
[2] الفتح (7/9) .
[3] السابق .