شبهة أو افتراء جديد



ورودهم جهنم:

وإنْ منكُم إلاّ واردُها. كان على ربّك حَتْماً مَقْضياً (آية 71).

لقد حكم هذا النص على العالمين بورودهم جهنم، بارَّهم وفاجرهم، تقيَّهم وعاصيهم، مُوحِّدهم ومُشرِكهم، ولم يقل بصدورهم عنها! جاء في تفسير هذه الآية وإن منكم أيها الناس إلا وارد جهنم، كان على ربك يا محمد إيرادهموها قضاءً مقضياً. وقد قضى ذلك وأوجبه في أم الكتاب (الطبري في تفسير الآية).

جاء في مسند الدرامي عن عبد الله بن مسعود أن محمداً قال: يرِدُ الناسُ النارَ ثم يصدرون منها بأعمالهم، فمنهم كلمح البصر، ثم كالريح، ثم كحُضْر الفرس، ثم كالراكب المُجِدّ في رَحْله، ثم كشدّ الرجل في مشيته (عن تفسير القرطبي لهذه الآية). وفي تفسير الطبري: حدثنا أبو كريب، قال ثنا بن يمان، عن مالك بن مغول، عن أبي إسحاق، قال: كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه، قال: يا ليت أمي لم تلدني. فقيل: وما يُبكيك ياأبا ميسرة؟ قال: أَخبرنا أَنّا واردوها، ولم يُخبرنا أَنّا صادرون عنها .

حدَّثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن إسماعيل، عن قيس، قال: بكى عبد الله بن رُواحة في مرضه، فبكت امرأته، فقال: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتُكَ تبكي فبكيتُ. قال ابن رواحة: إني قد علمتُ أني وارد النار فما أدري أناجٍ منها أنا أم لا (راجع الطبري والقرطبي والكشاف في تفسير الآية).

إذاً لابد أن كل شخص يدخل النار ثم يخرج منها حسب أعماله. ولو شاء ربُّكَ لَجَعَل الناسَ أُمةً واحدةً، ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربُّك ولذلك خلقهم. وتمَّتْ كلمةُ ربِّك: لأَمْلأَنَّ جَهَنَّم مِن الجِنَّةِ والناسِ أجمعين (هود 11: 118 و119).

تجهيز للرد.
.