السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد...

جزى الله خيرا ذلك الذي ذهب إلى أهل الصليب في أوكارهم يجالدهم في الله، ولكن لي عليه مؤاخذات.

1- اعتراض النصراني ليزاندرو كان في محله مذ البداية. نحن نحق الحق والحق أحق أن يتبع. كان حريا بك إذ كنت تجادل في اللغة أن تكون من أهلها. وموضوع الحوار بين النصارى والمسلمين واسع رحب لا يقتصر على هذا. كان بإمكانك مجادلتهم في أشياء عدة من التي تتقنها وتفهمها.

وهذه تعقيبات مني:

أولا: قول النصراني صحيح؛ فالكلمة قد تأتي في الجملة مرفوعة على وجه ومنصوبة على الآخر. هذا مشهور معلوم في اللغة العربية.

أتدري بم كنت تسطيع أن تجيبه؟ كنت تستطيع أن تجيبه بأن تغير الأحوال الإعرابية يقتضي تغير المعنى الدقيق (أقول المعنى الدقيق احترازا من إطلاق تغير المعنى على عمومه). وأما النص الذي معنا فهو منقول من لغة أخرى وبمعنى واحد - على قدر علمي. ولذلك فإعرابه يقتضي وجها واحدا.

ثانيا: كلامك عن الجمل وأشباهها بعد المعارف صحيح؛ ولكني لم أسمع عن حال في مثل هذه الجملة التي معنا قط. إعراب الجملة الصحيح عندي:

في البدء: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان مقدم.
كان: فعل ناسخ.
الكلمة: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

2- أسلوبك في الحوار مع ليزاندرو غير إسلامي؛ فالرجل كان يتعامل بتهذيب وأنت تثقل عليه وتهينه. قال تعالى: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم". دعنا نأسرهم بأخلاق الإسلام ونترك لهم البذاءة والفحش ونشيد الإنشاد.

3- لا داعي لتعميم جهل النصارى باللغة العربية. قد يكون منهم من يعلم اللغة العربية كما نعلمها نحن؛ لأن علومها ليست ممتنعة على أحد.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك ولسائر المسلمين

كتبه أخوك محمد بن العربي