بسم الله الرحمن الرحيم من أجمل ما كتب أمير الشعراء في نبي الهدي
يا من له الأخلاقُ ما تهوى العلا منهـا ومـا يَتَعَـشّقُ الكُبـراءُ
لو لم تُقِمْ ديناً لقامت وحـدَهَا ديـناً تُـضِيءُ بـنورهِ الآنـاءُ
زانَتْك في الخُلُق العظيم شـمائلٌ يُغْـرى بِهِـنَ ويُـولَعُ الكُـرماءُ
أما الجمال فأنت شمسُ سمائهِ وملاحةُ (الصديقِ) منك إياءُ
والحسنُ من كرمِ الوجـوهِ وخيرُه مـا أوتـي القُـّوادُ والزعـماءُ
وإذا سَخَوْتَ بلغتَ بالجود المَـدَى وفعـلتَ ما لا تَفْـعلُ الأنـواءُ
وإذا عَفَوْتَ فـقادراً ومُقـدَّراً لا يَستهِـينُ بِعَـفْوِكَ الجُـهَلاءُ
وإذا رَحِمْتَ فأنت أُمٌ أو أبٌ هذانِ في الدُنيا همَا الرُحَمَاءُ
وإذا غَضَبْتَ فإنـما هي غَضْبـةٌ في الحق لا ضِغن ولا بَغْضاءُ
وإذا رضيت فذاك في مرضاتهِ ورضى الكثير تَحَـلُّمٌ وريـاءُ
وإذا خَطَبـت فلـل منابرِ هِـزَة تَعْـرُو النَّـدِيَّ ولـلقلوب بكاءُ
وإذا قضيـت فلا ارتيابَ كأنـما جاءَ الخصومَ من السماءِ قضاءُ
وإذا حَمَيتَ الماءَ لم يُورَدْ ولو أن القـياصِرَ والملـوكَ ظِـماءُ
وإذا أجَرْتَ فأنت بيتُ اللهِ لم يـدخل عليه المستجـيرَ عِداءُ
وإذا مَلَكْتْ النفسَ قُمْتَ بـبرّها ولو أن ما مَلكت يداك الشاءُ
وإذا بنيتَ فخيرُ زوجٍ عشـرةً وإذا ابْتَنيـت فدونَـكَ الآبـاءُ
وإذا صحِبْت رأى الوفاء مُجسمًا في بردِكَ الأصحاب والخُلطـاءُ
وإذا أخذتَ العهدَ أو أعطيتـَهُ فجميـعُ عهـدِكَ ذمةٌ ووفـاءُ
وإذا مَشيْتَ إلى العدا فَغَضَنْـفرٌ وإذا جـريْـتَ فإنـكَ النّكـباءُ
وتمُـدُّ حِلمَـكَ للسفيـهِ مُدارياً حتى يَضيقَ بعِـرضِكَ السُفـهاءُ
في كل نفس من سطاك مهابـةُ ولكـل نفـس في نداك رجـاءُ
والرأي لم يُنْضَ المُهنْـدُ دونـهُ كالسيفِ لم تَـْضِربْ بـه الآراءُ
يا أيـها الأمـي حَسْـبُكُ رتـبةً في العـلم أنْ دانـتْ بك العـلماءُ
الذّكْرُ آية رَبّـكَ الكبـرى التـي فيـها لباغـي المـعجزاتِ غَناءُ
اللهم صلي علي محمد وعلي أل محمد كما صليت علي إبراهيم وأل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد