التفكير من خلال القرآن الكريم



يعتبر موضوع التفكير من أخطر المواضيع وأهمها وأرقاها لأن عثرات التفكير لا تحصي ولا تعد، وآثاره على الإنسان والمجتمع وعلى كل شيء تعلق به كبيرة. ذلك أن سمو الإنسان أو انحطاطه مرتبط به، ورقي المجتمعات وازدهارها المادي أو تدنيها وانحطاطها مرتبط به كذلك. وللفكر الإنساني دوره الهام في الرقي أو في الانحطاط، في الإنهاض أو في التدني والانتكاس في الكفر، في التقوى أو في الفسق والظلم، في الشقاء أو في السعادة، وبالتفكير يحصل العلم ويقهر الجهل، فهو أغلى شيء عند الإنسان ولأجله أسجد الله الملائكة لآدم، ورغم أن عثرات التفكير ونتائجه عرفها الإنسان ووعاها إلا أن التفكير بقي غامضاً لديه مستعصياً عليه، وكانت محاولات العلماء المفكرين من أجل تعريفه وتحديد عوامله وطرقه وأنواعه، غير مؤدية إلى نتائج صحيحة رغم أن بعض المحاولات كانت جادة، لكن أفسدها وأفسد نتائجها الانطلاق من خلفيات فكرية فاسدة مثل الإصرار على أن العالم مادي وأن كل شيء فيه يتطور لتطور المادة، أو الإصرار على إنكار صلة الخالق بالحياة وجعلها قاعدة فكرية.


يتبع ...