بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. أما بعد:
ألا ترون أن ذكر عبارة: "آخر" في قول المسيح عليه الصلاة والسلام: "فارقليطا آخر" صفة له. ولا يمكن أن تكون صفة للفارقليط إلا إذا كان معناه معزيا أو مسليا أو محاميا أو ما شابه هذه المعاني. أما أن تكون لفظة "آخر" صفة للاسم "أحمد" فإن هذا يعني أنه سبق أن جاء نبي من قبل كان اسمه "أحمد" وأن الله كان قد أرسل نبيا كان اسمه "أحمد" وهو الأول، وأنه سيرسل نبيا آخر اسمه "أحمد" أيضا. وهذا معلوم عدم صحته قطعا عند المسلمين.
فنحن الآن أمام احتمالين:
_ إما أن المقصود من لفظة "prklts" المكتوبة باليونانية كان هو تلك المعاني المذكورة فتكون حينئذ لفظة "آخر" صفة معقولة للفارقليط.
_ وإما أن تكون لفظة "prklts" هذه تعني "أحمد" حقا وتكون عبارة "آخر" حينئذ مقحمة في الكلام مثلما أقحمت لفظة "إسحاق" في سفر التكوين 22/2: خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحاق.
فما قولكم؟ أنتظر جوابكم وشكرا لكم.