بسم الله الرحمن الرحيم
********************
تقولون دائما: إن التوراة والإنجيل محرفتان ، فلماذا إذاً تستشهدون بهما أحيانًا في بعض المواضع التي تناسبكم؟

أن من عقائد المسلمين الثابتة والتي هي من أصول الإيمان عندهم الإيمان بإنزال الكتب من الله على أنبيائه، ومن ضمن هذه الكتب التوراةُ والإنجيلُ والقرآنُ والزبورُ وصحفُ إبراهيم0 فالمسلمون يؤمنون في الجملة بأن التوراة والإنجيل منزلة من عند الله عز وجل ولكن حرف أصحابها فيها كما أخبرنا الله عز وجل بذلك.

وعليه فليس كل التوراة والإنجيل محرفة، وليس كل ما يزعم اليهود والنصارى أنه من التوراة والإنجيل كله من عند الله ، وأمام هذا الواقع قرر علماء الأمة الإسلامية منهجًا عدلاً لا جور فيه ولا لبس فيه على أحد في موقفهم من هذه الكتب وهذا الموقف يتجلى ويتضح في الآتي:

أولاً:
ما كان موافقًا للحق الذي بأيدينا آمنا به وصدقناه وقبلناه واستشهدنا به في إقامة الحجة على من يؤمن به0

ثانيًا: ما كان مخالفًا للحق الذي أتانا من الله رددناه وعلمنا أنه من تحريف البشر ولم نستشهد به ولم نقره0

ثالثًا: ما لم يكن موافقًا ولا مخالفًا للحق الذي جاءنا من الله عز وجل فهذا نسكت عنه لا نرده ولا نقبله خشية أن نرده وهو من عند الله أو نقبله وهو مما حرف وهذا الموقف أرشدنا إليه الصادق الأمين r، حيث ورد ما معناه "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"0
وعلى هذا يتضح أننا عندما نستشهد بشيء من كتبهم نستشهد بشيء عندنا ما يؤيده أنه حق لا بمجرد الهوى أو اتباع الظن0