الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :

يضع أبناء الصحوة الإسلامية قوله صلى الله عليه و سلم " والله لأن يهدى بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم " موضعه في قلوبهم و ينطلقون منه إلى تعييد الناس لربهم ، و بالفعل يمن الله عليهم بمن يهديه على أيديهم رجالا و نساء ، شباب و شيوخا ، بل و في بعض الأحيان أطفالا ولله الحمد أولا و آخرا

إلا أن مما تدمي له القلوب أن بعض أبناء الملتزمين قد حرفهم التيار فابتعدوا عن الالتزام بصورة أو بأخرى

ونحن نؤمن بقوله صلى الله عليه وسلم " القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن " و نستحضر أن من الأنبياء و هم أعظم الناس حرصا على الخير و أوضحهم بيانا من ابتلي بكفر ابنه ، إلا أن ذلك لا ينبغي أن ينسينا أن الأصل قوله صلى الله عليه و سلم " احفظ الله يحفظك " ومن حفظ العبد حفظه في ولده و إن الاستثناء نادر كندرة من تعهد أطفاله بالغذاء و الدواء و الرعاية الصحية فابتلوا بالأمراض البدنية – بل هو أندر – ومن ثم فلا ينبغي التعويل على هذا النادر إلا بعد التأكد من استفراغ الوسع في الأخذ بأسباب هداية الخلق أجمعين لا سيما المؤمنين ، و البعد عن أسباب تنفيرهم .

ومتى ابتلي العبد بشيء من ذلك بعد استفراغ جهده فهو من البلاء الذي يجب أن يقابل بالصبر و الدعاء و الله المستعان و عليه التكلان و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .

و إليك أخي الكريم وصف سريع للظاهرة ، و بعض أهم أسبابها و بعض النصائح التي بعضها من باب الوقاية و بعضها من باب العلاج



الظاهرة
درجات تمرد أبناء الملتزمين :-


1- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تساهلا في الفتاوى

2- البعض يستهويه تيارات أخرى أكثر تشددا لما يجد في ذلك من تحقيق لذاته و نقده للمجتمع ككل بما في ذلك أباه و أمه

3- البعض يفضل أن يكون عوام الاخوة التزام شخصي دون جهد دعوي بينما تحاول الأسرة أن تخرج منه داعية

4- البعض يفضل التزام العوام

أ - أداء الفرائض

ب - التساهل فيما يتساهل به بعض الناس من معاص مع ترك الكبائر المستعظمة عند الناس و بعضهم يكون أقرب للأخوة و بعضهم أقرب للعوام

و يشمل هذا أمور منها :

أ- الغناء و الموسيقى

ب- مشاهدة التلفاز

ت- حجاب الفتيات ( النقاب – الحجاب – الحجاب البريوني – التبرج )

ث- مصادقة الشباب للفتيات

ج- الجلوس على المقاهي – لعب الشطرنج و النرد

ح- درجات انحراف أعلى: زنا – خمر – مخدرات – ردة



الأسباب
1- الالتزام المتأخر للوالد بعد تكوين شخصية الطفل

2-الإفراط أو التفريط في مراقبة الطفل من جهة
أ- سلوكه
ب- طريقة تفكيره
ت- عواطفه
ث- أصدقائه

3- عدم إدراك الفرق بين فرض العين و فرض الكفاية و المستحب فيما يطالب به الأبناء

4- إشعار الطفل بأنه يجب أن يكون صورة من أبيه

5- تقديم الأب لصورة سيئة للأب الملتزم
أ- صورة من النفاق الأصغر
ب- التبعية المطلقة لزوجته ( أم الطفل )
ت- الشدة المطلقة على زوجته ( أم الطفل ) أو على الطفل نفسه

6- تأثر الطفل ببعض الأقارب المقربين غير الملتزمين
أ- الجد و الجدة
ب- الأعمام و الأخوال
ت- العمات و الخالات

7- أثر المدارس على عقول الناشئة و سلوكهم

8- مشاركة كثير من الاخوة للأب في دور الأب يشعر الطفل بأنه محاصر في مجتمع الاخوة



العــــلاج
1- التوكل

2- الدعاء قبل الرزق بالأولاد، وبعد الرزق بهم، و أثناء التزامهم، و بعد انحرافهم لو انحرفوا

3- ترك هامش اختيار الطفل داخل دائرة المشروع و المباح

4- التدرج مع الطفل باستبدال الثواب و العقاب مع تدرج السن

5- مراعاة ميول الطفل و الإيمان بالقدر و أنه ليس عالم فضلا عن طلاب العلم سيكون أبناؤهم كذلك لا سيما في قضية " حفظ القرآن "

6- وضع أصدقاء صالحين في طريقه دون فرضهم عليه

7- تكامل المسلمين في تربية أبنائهم لكن لا ينبغي أن يصل هذا إلى حد التنفير، الاخوة يمكن أن يمثلوا حلقة الوصل لا حلقة القطع بين الأبن و أبيه الملتزم

8- القبول بالحلول الوسط كواقع عملي يمكن التدرج معه إلى الأحسن و ليس كأساس نظري

9- التوسط بين تربية الطفل على احترام الكبير غير الملتزم ( أقارب ، و مدرسين ) و يبين الحواجز النفسية بينه و بين المنكرات

10- إجادة فن الحوار مع الأبناء مباشرة إن أمكن و هذا نادر ، و إلا فخذ واسطة:
- الأم
- المدرسين ( المسجد – المدرسة )
-الأخ الأكبر
- الصديق



و بعد أن وضعنا هذه الخطوط العريضة لمناقشة هذه القضية ننتظر مشاركتكم معنا لنصل إلى تصور يمكن تقديمه للاخوة في هذه القضية الهامة فإذا كنت :-

ملتزما أعانك الله على تربية أبنائك فارسل لنا أهم الأسباب التي تراها ساهمت في ذلك
و إذا كنت ممن ابتليت بابن غير ملتزم فارسل لنا أهم الأسباب التي تراها مساهمة في ذلك
و إذا كنت ابنا ملتزما في أسرة ملتزمة فابعث لنا تجربتك
و إذا كنت ابنا لم يوافق والده على الالتزام الذي يريده فارسل لنا بوجهة نظرك
نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتنا يوم القيامة اللهم آمين .



منقول من منتديات الطريق إلى الله - جزاهم الله خيرا