قتل 26 مسلما على الأقل وأصيب 300 آخرون بجروح في تجدد للصدامات بين نصارى ومسلمين في مدينة جوس وسط نيجيريا، على ما ذكر الاثنين إمام أكبر مساجد المدينة.

وقال الإمام بالعربي داود: "لقد تلقينا 16 جثة منذ أمس"، موضحا أن هؤلاء الضحايا يضافون إلى عشرة قتلى آخرين تم إحصاؤهم الأحد.

وبحسب مصادر أمنية فإن المواجهات اندلعت بسبب اعتراض النصارى على بناء مسجد في حي نصراوا غووم الذي تقطنه غالبية نصرانية.

وكانت السلطات الأمنية في المدينة قد فرضت حظر تجول ليلي أمس الأحد، للحد من المواجهات الدينية.

وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان، الصدامات الدينية التي اندلعت مصادمات بين النصارى والمسلمين في مدينة جوس في نوفمبر 2008 وأسفرت عن مقتل 200 معظمهم من المسلمين. وكانت تلك الخلافات بسبب تزوير الانتخابات لصالح مرشحين نصارى في منطقة غالبية سكانها من المسلمين.

وفي هذه الأحداث، نقلت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية عن شهادات موثقة لعدد من النيجيريين، أن قوات الشرطة والجيش النيجيريتين تورطت في قتل عشرات المسلمين خلال المواجهات القبلية.

وتنقسم نيجيريا إلى قسمين: الشمال وتسكنه أغلبية مسلمة، والجنوب ذي الأغلبية المسيحية، ومن حين إلى آخر تشهد البلاد اشتباكات طائفية بين سكان هذين القسمين، خاصة في "الحزام الأوسط" الذي يفصل بينهما، حيث قتل المئات في اشتباكات بشوارع جوس عام 2001.

وتكرر المشهد ذاته في بلدة يلوا بعد ثلاث سنوات، عقب مقتل 200 مسلم في مدينة يلاوا في هجمات شنتها مليشيات نصرانية؛ مما جعل رئيس البلاد آنذاك أولوسيجون أوباسانجو يعلن حالة الطوارئ ويفرض حظر التجول.

وتغلب التوترات على إقليم بلاتو، وعاصمته جوس، بفعل الاستياء الذي تبديه الأقليات من سكانه الأصليين، ومعظمهم مسيحيون ووثنيون، من "سيطرة" المهاجرين الهوسا المنحدرين من الشمال المسلم.

ويشكل المسلمون نحو 55 % من إجمالي عدد سكان نيجيريا البالغ نحو 140 مليون نسمة، بينما يمثل المسيحيون 40 %، بحسب إحصاءات غير رسمية.

وفي فبراير 2009، حظرت السلطات النيجيرية التجول في مدينة بوتشي شمال شرقي البلاد في أعقاب مقتل 5 أشخاص خلال اشتباكات طائفية بين مسلمين ونصارى، بسبب قيام نصارى بإحراق عدد من المساجد، وهو ما دفع المسلمين إلى الرد بإحراق بعض الكنائس.

وكانت السلطات المحلية قد اعتبرت أن التوتر بين المسلمين والنصارى بدأ بعد خلافات بين الجانبين حول الأماكن التي يحق للمصلين من الجانبين أن يوقفوا سياراتهم بها. لكن شهود عيان أفادوا بأن نصارى قاموا بإحراق مسجدين في حي شعبي في بوشي خلال الليلة التي سبقت اشتعال الاشتباكات، ما أدى إلى قيام المسلمون بإحراق كنيسة ومهاجمة نصارى في اليوم التالي.

المصدر: المسلم

معارك سابقة بين إسلاميين وقوات أمن:
وكانت مصادر أمنية قد ذكرت أن 38 شخصًا على الأقل قد لقوا مصرعهم أواخر شهر ديسمبر الماضي خلال مواجهات مسلحة اندلعت بين نشطاء إسلاميين وقوات حكومية في مدينة باوتشي شمال نيجيريا.
وقالت "بي بي سي" إن السكان المحليين حثوا السلطات على التدخل بزعم أن جماعة تدعى "كالا كاتو" انتهكت حظرًا على ممارسة الدعوة في الهواء الطلق، رغم منع ذلك بعد مقتل المئات خلال انتفاضة قادتها جماعة إسلامية أخرى تُدعى بوكو حرام في وقت سابق من هذا العام.
وذكر شهود عيان أن معارك قد اندلعت بين الطرفين وانسحبت القوات الحكومية لتعود بأعداد أكبر وعدة أكثر، بينما حمل أعضاء الجماعة أسلحة بيضاء، وكانوا متحمسين لاستئناف القتال.
جدير بالذكر أن "كالا كاتو" هي جماعة إسلامية تضم في عضويتها تجارًا وصناعًا وعمالاً.

http://www.almokhtsar.com/news.php?a...show&id=123504