اقتباس
ماذا أضاف الاسلام بعد المسيحية ليجذبنا اليه ؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعترضُ على كلمة "أضاف" ﻷنَّها تحصر الدين في اﻹضافة، والدين لا ينحصر في اﻹضافة، بل هو فوق ما يضيفه يأتي ليعدل اﻹنحرافات، وتعديل الانحرافات من أهم مهمام اﻷنبياء والرسل – عليهم الصلاة والسلام – فالناس تعترض على ما تجيء به اﻷنبياء والرسل، ويقولون:”إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون"، فيقول الله لنبيه ورسوله الواحد منهم تلو اﻵخر:”قل أولو جئتكم بأهدى ممَّا وجدتم عليه آباءكم".
الرُّسُل لا تُبْعَث ﻷحد لو لم يكن معها أهدى ممَّا في أيدي الناس، فهم يُبْعَثُوا ﻷنَّ في أيديهم أهدى ممَّا في أيدي الناس، ويمكن أنْ يكون أنبياء في نفس الزمان، وأحيانًا في أزمنة مختلفة، كما حَدَث بشأن نوح وإبراهيم، وعيسى ومحمد – عليهم الصلاة والسلام جميعًا -، وأحيانا في نفس الزمان والمكان، كما حَدَث بشأن، إبراهيم ولوط وإسماعيل وإسحاق، وفي زمن آخر يعقوب وابنه يوسف، وفي زمن آخر موسى وهارون – عليهم جميعًا الصلاة والسلام -، وأصول هؤلاء اﻷنبياء والرُّسُل جميعًا – هي – واحدة لا تختلف، ومن أصولهم:
1- اﻹنسان مُكلَّف بالعقل، فبلا عقل لا يُقام تكليف.
2- أنَّ الله موجود، وهو خالق هذا الكون وخالقهم.
3- أنَّ اﻹنسان مخيَّر في أنْ يؤمن أو يكفر، وليس مسيَّرًا؛ وبهذا يتحقق الثواب والعقاب.
4- أنَّ الله يُرْسِل أنبياء ورُسُلًا.
5- أنْ اﻷنبياء والرُّسُل على حق حين يقولون: افعل خيرًا ولا تفعل شرًا:
أ- لا تقتل.
ب- لا تزني.
ج- لا تعتدي.
د- افشِ السلام، فهو يؤدي إلى التحابب.
هـ- إقامة الصلاة.
و- إيتاء الزكاة.
ز- الشرائع ممكن أنْ تختلف بأختلاف الزمان والمكان.
ح- البعث حق، ومن ثم فالجنة والنار حق.
هذه المبادئ كلها مبادئ اﻷنبياء والرُّسل، ولا يوجد منها ما يناقض العقل، أمَّا ما يناقض العقل فليس من عند الله، وبالتالي فلا أنبياء الله ولا رُسُلِه قد بُعِثُوا به (التناقض)، فما يُسَمَّى باﻷقانيم الثلاثة يجب أنْ يبقى فيها اﻷب فقط، أمَّا الابن والروح القدس فليسا أقانيمًا غير مخلوقة، بل مخلوقات من مخلوقات الله التي لا أحصي عددها؛ وهذا يعني أنَّ كل ما بُنِيَّ على الثالوث ينهار تمامًا، فلا الثالوث ولا ما بُنِيَّ عليه من تعاليم اﻷنبياء والرُّسل، ولا هي تعاليم استقل بها رسول دون آخر، فهو وما بُنِيَّ عليه مخالف لمَا جاء به اﻷنبياء والرُّسل، بل اﻷنبياء والرُّسل يقيمون عليها حُرُوبًا فكرية.

وبناء عليه، فما بُعِث به محمد – عليه الصلاة والسلام – لا يُخَالف ما جاء به الأنبياء والرُّسُل، بل يوافقهم على كل ما بُعِثُوا به من حيث اﻷصول، أمَّا الفروع، فالاختلاف فيها قائم إلى يوم الدين لطبيعة الحياة التي تفرض الاختلاف.

وبناء عليه، فاﻹسلام لم يأتِ ليُخْرِج النصارى من النصرانية بل ليعيدهم إلى النصرانية التي جاء بها عيسى – عليه الصلاة والسلام -، ولا جاء ليُخْرِج اليهود من ديانتهم بل ليردهم إلى ديانتهم الحقَّة، فلا شعب مقدس ولا مختار، ولا صراع بين الله ويعقوب - عليه الصلاة والسلام -، ومبدأ لا تقتل ولا تنزي ينطبق على اليهودي وغير اليهودي فلا فضل ﻷحدهم على آخر إلا بالتقوى؛ وبهذا فأنا نصراني على نصرانية عيسى - عليه الصلاة والسلام – وهذه النصرانية مشروحة في القرءان، وليس نصرانية بولص، وأنا على دين كل اﻷنبياء والرُّسل فدينهم مشروح في القرءان، وهذا هو نفسه اﻹسلام لا غير، وهو مخالف كثيرًا للذي في النصرانية الحالية، ومهمة المسلمين تعديل النصرانية الحالية، بحيث تعود إلى أصولها النقيَّة، ولا يبقى فيها ما يناقض العقل، وبهذا فالفرق بين اﻹسلام وبين النصرانية الحالية كالفرق بين السماء واﻷرض، فاﻷسلام أهدى سبيلا ممَّا وجدتكم عليه آباءكم.
1-
إليك التناقض في الثالوث:
http://www.ebnmaryam.com/vb/324692-post31.html
2-
http://www.ebnmaryam.com/vb/324695-post32.html
3-
http://www.ebnmaryam.com/vb/324821-post34.html
4-
http://www.ebnmaryam.com/vb/324821-post34.html
5-
http://www.ebnmaryam.com/vb/326876-post43.html

شعب الله الذي ينعت نفسه بالمختار ليس مختارًا:
http://www.ebnmaryam.com/vb/315256-post12.html