الأسئلة الجنسية المحرجة .. ملاحظات نفسية تربوية
يتضمن النمو الطبيعي للأطفال
حب الاستطلاع وحب السؤال وحب التعرف على الأشياء المحيطة ، باللمس والفك والتركيب والتكسير أيضاً ..
ثم يتعلم الطفل بالمثال العملي والنموذج ،
ثم يتعلم من خلال القيم والأفكار المجردة مثل العيب والحرام والمسموح والممنوع والجميل والقبيح والخير والشر والعدل والظلم ..
ويبدأ عالم الطفل عيانياً ملموساً محسوساً ثم تنمو القدرات التجريدية والخيالية والذهنية وبعدها القدرات الخلقية والقيم والتفكير المجرد ومن ثم التفكير المنطقي والواقعي ..
وكل ذلك يمر بمراحل متداخلة ومترابطة .
وهناك
عدد من الأسئلة المحرجة التي يوجهها الأبناء والبنات إلى أهلهم مثل :
من أين يأتي الطفل ؟
وكيف يحدث الحمل ؟
ولماذا الاختلاف بين أعضاء الذكر والأنثى ؟
وغير ذلك ..
وهذه الأسئلة طبيعية عموماً وهي أسئلة بريئة ولاتخفي أموراً خطيرة ولاتستدعي القلق والخوف من المربين ..
وهي تتطلب إجابات عنها ترضي الطفل وتناسب سنه.
ومن المفهوم أن يشعر المربي بالحرج والقلق في مجتمعاتنا
حيث ترتبط الأمور الجنسية
بالجهل
والخرافة
ونقص المعلومات
وبالتكتم الشديد حولها ..
وهذا جزء من تخلف الوعي الصحي العام
وتخلف الوعي الجنسي بشكل خاص .
وكثير من المربين يتجاهلون الأسئلة ويغيرون الموضوع أ
و يعطون إجابات مقتضبة أو خاطئة أو غير مرضية للطفل ..
وفي الثقافة الشعبية
أن تكون الإجابة على سؤال من أين يأتي الطفل مثلاً :
أن الطفل قد جاء به طائر كبير ،
أو أن الحمل نتج عن نفخة هواء أدت إلى انتفاخ البطن وغير ذلك ..
وبعض المربين يعنفون الطفل ويسكتونه ويوحون له أن مثل هذه الأسئلة دليل على الانحراف ودليل على العيب والحرام ..
والحقيقة
أن الجهل والتخويف يمكن أن يؤدي إلى مشكلات متنوعة جنسية واجتماعية وأخلاقية ،
كما يؤدي إلى البحث عن مصادر للمعلومات قد تكون خاطئة وسيئة ومنحرفة .
ومما لاشك فيه أن العلم نور وأن المعرفة تخفف من القلق وتساعد على الضبط وفهم الطفل لنفسه وأعضائه ويمكن أن تجنبه أمراضاَ ومشكلات كثيرة ..
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
المفضلات