لكل انسان بصمة فريدة حقيقة اشار اليها القران الكريم

يقول تعالى "بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ" والبنان : هو نهاية الإصبع

والايه هنا رد من الله تعالى على الجاحدين لفكرة البعث و إعادة الخلق بعد الفناء فأخبرهم الله تعالى بقدرته فى خلق الانسان حتى بنفس البصمة التى كان عليها فى الدنيا والتى بالطبع تختلف من شخص لاخر لكن وجه الاعجاز ان البصمة خاتم فريد لكل شخص حتى اذا ما ازيل الجلد فتنشأ نفس البصمة من جديد

كان الاستخدام العلمي للبصمات عام 1852م بواسطة الحاكم الإنجليزي (وليم هرتشل) عندما أمر بأن يطبع أشكال أكفهم فى نهاية العقود حتى يضمن عدم إنكار أطراف التصادق فى المقاضاة.

وقبل أن تستعمل البصمات لإثبات مرتكبي الجريمة وقعت حوادث مفجعة من القتل والاغتصاب والسرقة، وكانت الوسيلة لإثبات الجريمة على الجاني هم الشهود أو الاعتراف من الجاني نفسه، وقد يؤخذ الجاني قهراً لاستجوابه تحت وسائل التعذيب المختلفة، وهنا يمس كرامة الإنسان كإنسان أولاً لا كمجرم، مما جعل البعض مما لهم ضمائر يستنكر هذه الوسائل ويندد بها، ومن هؤلاء (موريس غارسون) الذى يقول فى هذا الصدد (إن قيود هذه الطريقة تسئ إلى شرف العدالة فى البلاد المتمدنة) ولذلك منع وزير الداخلية البريطاني استعمال العقاقير المخدرة في الاستنطاق عام 1948م، ومنعها أيضاً وزير العدل الألماني عام 1949م.

يقول الله تعالى في سورة القيامة :

"أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ" (القيامة : 3، 4).

يقول المفسرون : أن القرآن الكريم يخاطب الكفار الذين أنكروا البعث والحياة الآخرة فيقول : أتظنون أننا غير قادرين على أن نجمع عظام الإنسان التى تحللت واختلطت بالتراب وصارت أجزاء منه : أتظنون أنكم باختلاط رفات أجسامكم بعد أن تموتوا بالأرض ... أن الله غير قادر على جمعها وإعادتها، حاشا لله.

استمعوا إلى الرد القرآني ... إنه يتمثل في قوله تعالى "بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ" والبنان : هو نهاية الإصبع.

والسؤال الآن : لماذا اختار الله في الرد عليهم التدليل على قدرته الفائقة بتسوية البنان، ولم يستدل على قدرته سبحانه مثلاً بخلق العظام أو إعادة المخ .... الخ، وهل البنان أشد تعقيداً من خلق أي عضو آخر ؟

قد يكون السر في هذا هو أن الله تعالى أراد أن يوقفك على حقيقة مادية علمية ثابتة في جسمك لم يكتشفها العلم إلا في العصر الحديث، وهى أن أطراف أصابعك في عددها وخطوطها البارزة تختلف من إنسان إلى إنسان وجد على هذه الأرض منذ أدم وحتى الآن، فلا يمكن للبصمة أن تتشابه وتتماثل في شخصيتين في العالم حتى التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة.

فالإخبار بأن الله تعالى قادر على تسوية البنان كشف لحقيقة مادية وقدرة إلهية وإعجاز ربانى. وهذا بيان كافي وشافي لأن يؤمن الإنسان بأن الله حق وأن البعث حق كما أن الموت حق.

إن ما يحدث بالنسبة لتكوين بصمات الأصابع شئ عجيب، إذ كيف تتنوع وتتشكل البصمات، بل كيف تتنوع وتتشكل الوجوه والأجسام، وكيف تتباين الألوان والصفات، فكلها آيات لله فى خلقه ... آيات أذن الله سبحانه