مسألة :
اذا كانت الأضرار التي يسببها التداوي تفوق المرض, فما حكم التداوي في هذه الحالة؟
فيها قولان:
الأول: كراهة التداوي:
اذا كان بفعل يخاف منه حدوث مضاعفات أشد من العلة المراد إزالتها( قرار مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في جده )
يقول د علي البار في كتابع (أحكام التداوي) (..... وقد يكون عدم التداوي أفضل بالنسبة للمريض وأهله عندما يكون الدواء مشكوكا في فائدته أو يغلب على الظن عدم جدواه, بينما يترجح ضرره ومثال ذلك حالات السرطان المتقدم الذي استشرى في البدن فإن التداوي بالجراحة أو الأشعة أو العقاقير أو جميعها معا لايؤدي في الغالب الى الشفاء بل ربما أدى الى زيادة ألم المريض نتيجه المضاعفات الناتجه عن التداوي.....)
وقد تكون الأضرار في بعض الأحيان أشد من الفوائد ,ومثال ذلك بعض الأمراض الرثوية ( وجع المفاصل والركب ) حيث أن التداوي لا يقضي على المرض بل يخفف من وطأته ولكنه يسبب أيضا أضرارا جانبية قج تكون شديدة لدى بعض الناس فيكون عدم التداوي في حقهم أفضل من التداوي.

يكون التداوي محرم:
عندما يكون الدواء الموصوف مما يحدث أضرارا تفوق أضرار المرض .قال تعالى:( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) (البقرة : 219 )
يقول الشيخ د.محمد مختار الشنقيطي في كتابه (أحكام الجراحة الطبية) بشأن هذه المسألة :
(( لا يجوز للمسلم الذي ابتلاه الله تعالى بالمرض أن يتناول ما يضره يقينا أو على غلبة الظن فهو مأمور
بأن يحافظ على بدنة ولا يحل له التفريط فيما وهبه الله من نعمة من الجوارح والأعضاء فكيف يفرط بنفسه)