ريتشارد إليوت فريدمان Richard Elliot Friedman بورفسور في جامعة كاليفونيا، سان دييغو. نال درجة الدكتوراة في الكتاب المقدس بالعبرية في جامعة هارفرد. هو واحد من كثير من العلماء الذين حاولوا دراسة هذه "المصادر" لـ"أسفار موسى الخمسة" بهدف الوصول إلى هوية المؤلفين، الفترة الزمنية لكتابة كل منها، الدوافع وراء كل رواية، و غيرها من المعلومات. في كتابه "من كتب الكتاب المقدس"، يقدم البورفسور فريدمان Friedman أدلة قوية على أن كلاً من "المصادر" – التي تبدو في الظاهر أنها تروي نفس القصص - قد كُتب في الحقيقة من قبل شخص أو أشخاص لهم أهداف مختلفة و واضحة المعالم أرادوا تحقيقها.
وفقاً لبحث السيد فريدمان Friedman، فإن كل مصدر يؤكد على فرع معين من اليهود، على نبالتهم، الحقوق المكتسبة بالولادة، و القرب من الله – و في بعض الأحيان على حساب فروع أخرى من اليهود. على سبيل المثال، المصدر J قد كتب من قبل سلالة يهوذا، المصدر E كتب من قبل سلالة إسرائيل، المصدر P كتب من قبل كهنة من سلالة هارون. وفقاً للسيد فريدمان Friedman، فإن المصدر الكهنوتي (P) يظهر و كأنه مهتم بشكل خاص بالكهنة، نسبهم، كونهم الوحيدون الذين يسمح لهم بتقديم الذبائح لله، أهمية تقديم الذبائح لله، والغياب المدهش لجميع القصص التي تروي أن أحداً خارج نسبهم قد قدم ذبيحة و قبلها الله منه (مثلاً: ذبيحة ولدي آدم غائبة عن الرواية). كما أنه يتضمن قصصاً عن أناس حاولوا تقديم الذبائح لله دون وساطة كاهن هاروني فقتلهم الله.
يتابع المؤلف ليبين لنا أن المصدرين J – E يبديان تأكيداً متماثلاً لأحدى فروع اليهود على غيرها. فمثلاً، في الصفحة 64-65 يبين كيف أن كلاً من المصدرين J – E يحاول من خلال حقوق يعقوب المكتسبة بالولادة منحها لأسلافهم. و يبين أيضاً أن في النسخة E فإن يوسف أُنقذ من قبل أخيه روبين (الولد الأول لإسرائيل). بينما في النسخة J فإن يهوذا هو الذي أنقذه. يقدم المؤلف براهين أخرى كثيرة لهذه الأقوال.
إن النصين J – E يعظمان النبي موسى، و يصفان هارون أنه صنع العجل الذهبي. كما يصورانه و أخته مريم بأنها انتقدا موسى و أنهم عوقبا من قبل الله نفسه لهذا العمل. نجد فيهما بشكل مستمر قول الله: ((وقال يهوه لموسى ..)) من ناحية أخرى، نجد أن المصدر P (الذي كتب من قبل كهنة هارونيين) غالباً ما يصرّح: ((و قال يهوه لموسى و لهارون..)). في هذا المصدر نجد أن العصا التي استخدمها موسى لأداء معجزاته تسمى ((عصا هارون)). في المصدر الكهنوتي P دُعي هارون أيضاً الأخ الأول لموسى. و كما ذكرنا سابقاً، لا يوجد في المصدر P أي ذكر لأي ذبيحة لله من أي نوع إلى نهاية الإصحاح الأخير من سفر الخروج التي نجد فيها قصحة ذبيحة هارون عندما عُيّن الكاهن الأول. بعد ذلك فإن كل الذبائح قدمها هارون و أبناؤه. و بمعنى آخر، فإن مؤلف المصدر P لا يعطي أولوية الذبيحة لأحد غير الكاهن الهاروني. كما يوجد أيضاً مكانين اثنين في هذا المصدر يقللان من شأن موسى (عليه السلام)، فيصفان موسى (عليه السلام) مذنباً و هارون يتعذب لأجل خطيئة موسى.
المفضلات