السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خظر المآذن في سويسرا أعاد إلى الواجهة مرة أخرىمذكرات معادات الاسلام القديمة التي بدأتها الكنيسة في القرون الوسطى و قبل القرون الوسطى عندما حاولوا الهجوم على الجزيرة العربية يومها كان الرسول :salla-s: حيا و جيش جيشا لمقاومتهم لكن المواجهة الأولى حدثت بعد موت الرسول :salla-s:, ثم إن هذا العداء تغلغل مرة أخرى و بطريقة بشعة في العالم الإسلامي إبان الاستعمار العسكري المباشر, و اليوم يريدون التغلغل أكثر فأكثر بالجيوش و الكيان الصهيوني و الغزو الثقافي و السياسي و الاقتصادي, بينما لا يسمح للمسم أن يبني مسجدا بالمأذنة و لا يسمح للمسلمات لبس حجابهن و برقعهن و ما الى ذلك من الأمور, لكن هل يحق لأوروبا مقاومة انتشار الاسلام في أراضيها بنفس الشكل الذي يُقَاوَم به تنصير, علمنة و تغريب المسلمين أم أن هذه المقارنة غريبة لا أساس لها من الصحة لأنه لا يمكن أن نقارن بين ادعاء الحق و هو الاسلام من جهة و ادعاء الديموقراطية و العلمانية من جهة أخرى؟ و هل المقارنة غير صحيحة لأن المسلمين لا يريدون أسلمة أوروبا و لا يريدون إدخال الأوروبيين بالمال و النساء و مغريات الدنيا الأخرى و التهديد و استغلال الجهل و المشاكل و كل الطرق الأخرى المعروفة عند النصارى؟ أليست هذه مقارنة ضعيفة لأن المسلمين لا يحاولون أسلمة أوروبا في بلد يدعي العلمانية و الديموقراطية بالجيوش و التدخل المباشر بشتى أنواعه كما فعلوا هم و يفعلون بحملاتهم التغريبية؟

ألا يحق لأوروبا أن تمنع انتشار الاسلام بأي وسيلة ممكنة إذا كان الاسلام الذي يريده المسلمون هناك هو:

- قزم حرية التعبير: قتل مخرج سينمائي, حرق كنائس تنديدا بتصريحات البابا, حرق الكنائس و قتل أبرياء تنديدا باستهزاءات الدانمارك...

- جرائم الشرف.

- حرية المعتقد و حرية الدين بما فيه تغيير المعتقد.

- المساوات بين الرجل و المرأة.

- الشريعة التي تنادي بالرجم و الإعدام و الجلد و قطع اليد و رمي اللوطي من أعلى البناية.

أم أن المسلمين هناك لا يطالبون بهذه الأشياء بل كل ما يطالبون به هو ممارسة حريتهم الدينية في إطار القانون الديموقراطي العلماني الذي يدعي الحريات بكل أنواعها, و من قام بشيء يخالف القانون فالقانون يعاقبه كما يعاقب كل الجرائم الأخرى بدون ربط ذلك بالدين؟

لكن ألا يحق للغربيين أن يظطهدوا الرموز التي تعبر عن الاسلام لمنع آنتشار الاسلام مع العلم بأن هناك فعلا من لا يحترم فصل الدين عن السياسة؟ أقصد ألا يحق لهم توجيه ضربة استباقية قبل فوات الآوان؟

أم أن الغربيين يخافون من شيء لا يُطبق حتى في الدول الاسلامية فكيف يفكر المسلمون بتطبيقه في أوروبا و هم أقلية؟ ألا يشتم الرسول و الله علنية في كثير من الدول الاسلامية أو لم يحدث ذلك بشكل أكبر إبان الحملات الحمراء السوفييتية؟ ام أن النظر الى طالبان, حماس و المحاكم الاسلامية الصومالية لا يكفي لمعرفة الحقيقة عن هؤلاء الذين يطالبون بالشريعة و الاسلام السياسي؟

لكن في المقابل عن أي إسلام يتحدثون و من أي إسلام يخافون إذا كانت الماكينة الكبرى للدعاية و الدعوة باسم الاسلام و هي حركة الاخوان التي تتساهل و تقبل بالاسلام الديموقراطي على غرار الديموقراطية المسيحية في الغرب و حزب اوردوغان في تركيا من جهة و السلفية التي لا ترى الخروج على الحاكم إن لم يظهر منه كفر بواح (و الله وحده أعلم كم من آلاف التأويلات الموجودة هناك للكفر البواح) من جهة أخرى, و الاسلام الخميني الذي خدمهم كما خدمت ايران امريكا و حلفاءها لاحتلال العراق و أفغانستان, من جهة ثالثة؟؟ أي إسلام و من يمثل الاسلام و من يتكلم باسم الاسلام؟

ألا تعتقد معي أن هؤلاء الغربيين لن يقدموا على معادات المسلمين لو عرفوا فعلا الاسلام في قيمه الحضارية الذي يعترف بالتعددية الثقافية و الفكرية و الحرية المذهبية و الاجتهاد و الاختلاف بحيث تجد من المسلمين من يدافع عن الاسلام أيضا لكنه لا يرى أن نصوص الشريعة ملزمة في كل مكان و زمان, أو يرى ذلك بشروط, أو يفهم ذلك بطريقة أخرى أو لا يعترف أصلا بالدين في السياسة و لا السياسة في الدين ... الخ كما هو معروف و موجود اليوم في العالم الاسلامي و في تاريخ الاسلام بدءا باختلافات و فرق و مذاهب ظهرت في فجر الاسلام كثيرا ما أدت الى صراعات بين السلف و خير الخلف و من تبعهم و في الخلافات و الامارات و الامامات و و ؟؟؟

ألا تعتقد معي أن كثير من المشاكل سوف تُحل لو اجتمع المسلمون كلهم على أساس أركان الإسلام و أركان الايمان و الأحسان و التقوى بعيد عن اللعبة السياسية و الحركية و الايديولوجية؟

ألا يحق لهم مقاومة الموجة الدينية الجديدة بعد تلك التجربة التي عاشوها في الماضي مع الدين و الكنيسة حتى وصل بهم الحال إلى طرد الكنيسة و منع الرموز الدينية في العام و ارغامهم رويدا رويدا حتى أصبحوا اليوم يقبلون بالمثليين جنسيا و الساحقات كخدام في الكنيسة بين أسقف و قسيس, و منعوهم من تدريس الانجيل و فرضوا عليهم تأليف انجيل خاص بالأطفال خال من اللاأخلاقيات و الجنس و البيزا المصنوعة من البراز و امور أخرى؟؟

ألا يحق لهم التصرف على أساس أصولية لادينية كما يطالب الآخرون بأصولية دينية حيث يُفهم النص الديني حرفيا و بشكل مطلق لا يعار التاريخ و لا السياق و لا الظروف أي اهتمام؟؟



و السلام عليكم و رحمة الله