
-
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا
السلام عليكم ورحمة الله
يقول الله تعالى فى كتابه الكريم
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم:21)
وفى تفسير إبن كثير لهذه الآية:
وَلَوْ أَنَّهُ تَعَالَى جَعَلَ بَنِي آدَم كُلّهمْ ذُكُورًا وَجَعَلَ إِنَاثهمْ مِنْ جِنْس آخَر مِنْ غَيْرهمْ إِمَّا مِنْ جَانّ أَوْ حَيَوَان لَمَا حَصَلَ هَذَا الِائْتِلَاف بَيْنهمْ وَبَيْن الْأَزْوَاج بَلْ كَانَتْ تَحْصُل نُفْرَة لَوْ كَانَتْ الْأَزْوَاج مِنْ غَيْر الْجِنْس ثُمَّ مِنْ تَمَام رَحْمَته بِبَنِي آدَم أَنْ جَعَلَ أَزْوَاجهمْ مِنْ جِنْسهمْ وَجَعَلَ بَيْنهمْ وَبَيْنهنَّ مَوَدَّة وَهِيَ الْمَحَبَّة وَرَحْمَة وَهِيَ الرَّأْفَة فَإِنَّ الرَّجُل يُمْسِك الْمَرْأَة إِمَّا لِمَحَبَّتِهِ لَهَا أَوْ لِرَحْمَةٍ بِهَا بِأَنْ يَكُون لَهَا مِنْهُ وَلَد أَوْ مُحْتَاجَة إِلَيْهِ فِي الْإِنْفَاق أَوْ لِلْأُلْفَةِ بَيْنهمَا وَغَيْر ذَلِكَ " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " .
توضح الآيات لنا الأسس الثلاث لبيوت سعيدة وهى:
1- السكينة:
وتعنى الاستقرار النفسي؛حيث تكون الزوجة قرة عين لزوجها، لا يعدوها إلى أخرى، كما يكون الزوج قرة عين لامرأته لا تفكر في غيره.
2- المودة:
وهي شعور متبادل بالحب يجعل العلاقة قائمة على الرضاء والسعادة .
3- الرحمة:
لنعلم أن هذه الصفة أساس الأخلاق العظيمة في الرجال والنساء على حد سواء، فالله سبحانه يقول لنبيه:
{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران:159].
وليست الرحمة لونًا من الشفقة العارضة، وإنما هي نبع للرقة الدائمة ودماثة الخلق وشرف السيرة.
وهذه الأسس الثلاث السابقة عند توافرها حتما ستؤدى إلى حدوث التفاهم الذى بدوره يحدث توافقا بين الزوج والزوجة فى الطباع والإتفاق بشأن كل ما يخص حياتهما الزوجية من تربية الأولاد والإنفاق والتجاوب فى علاقة كل منهما بالآخر.
وهذا لا يعنى أن هذه البيوت السعيدة بإذن الله ستخلو من خلافات. ولكن إن حدث ذلك سرعان ما تتبدد غيوم الخلافات ويجمل الصفح بالعفو، عفو كل منهما للآخر عملا بالحديث الشريف حيث يقول رسول الله
'لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقًا رضي منها آخر"[أخرجه مسلم].
التعديل الأخير تم بواسطة ebnat fatima ; 05-01-2006 الساعة 12:26 PM
لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا
(النساء:172)
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة عماد الدين في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 19-08-2013, 09:05 AM
-
بواسطة نجم ثاقب في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 12
آخر مشاركة: 02-09-2007, 12:11 AM
-
بواسطة KAHLID في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-01-2007, 06:07 PM
-
بواسطة سومة في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 27-05-2006, 06:12 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات