ان المقصود هنا بهذا العنوان , هو دراسة الكتاب المقدس بنصوصه وبعهديه القديم والجديد, وعرض نصوصها على الفران الكريم والسنة النبوية الشريفه, بغرض نقد الكتاب المقدس وبيان تحريفه بالإعتماد على القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, ولبيان التناقض الحاصل في الكتاب المقدس.
يمكن ان تعتبر هذه الدراسة طويلة الأجل, و تشمل دراسة الكتاب المقدس نص نص ,وكلمة كلمة, ولقد عمدت الى ذلك عندما استفززت من احدهم وهو يناظر اخا لنا في احدى غرف البالتوك انه يحضر كتاب عن نقد القرآن الكريم( كما يزعم) كلمة كلمة, فقلت : انا متأكد من القرآن انك لن تستطيع له طلبا, لكن لنرى هل يصمد كتابك امام النقد سواء امام العقل ام امام النقد العلمي الصحيح.
ربما تكونمواضيع العنوان مكرره ,ولكنني يمكن ان تعتبروها جمعا لما تفرق من هنا وهناك في موضوع واحد , فاريد من الجميع التوجيه والمشاركه وجزاكم الله خيرا
.

سِفْرُ التَّكْوِينِ
يروي لنا سفر التكوين وهو أول أسفار العهد القديم,كيف نشأ العالم وكيف بدأ عمل الله في البشرية.
 يقسم الى قسمين: اولا (تكوين 1-11) يبحث في موضوع اوائل البشرية في الكون الذي خلقه الله. ,, وقسما ثانيا(12-50), يروي سيرة الآباء ويقسم الى ثلاث حلقات (12-25 تتعلق بأبراهيم), (26-36 عن اسحق ويعقوب) ,(37-50 يوسف).
 رمز سفر التكوين في الكتب هو:(تك) وهو مكون من خمسين إصحاحا.
 يقوم على فكره يهودية عنصرية استعلائية , خلاصتها أن الله اختار لنفسه شعبا خاصا ,هو بنو إسرائيل _أو اليهود- فصار شعب الله المختار وصار أفراده أبناء الله وأحباءه. ومن أجل هذا الشعب اليهودي المختار كون الله الكون .وملَلك هذا الشعب الأرض المقدسة,وسميت أرض الميعاد, وهي الأرض الواقعة بين النيل والفرات,والله إله حافظ لهذا الشعب فقط,وجعل باقي الشعوب عبيدا له.
 أنا أعتقد ان سفر التكوين صناعة بشرية, كتبه الأحبار في القرون المختلفة,وأخذوا مادته من ثقافات الأقوام الكفار الذين عاشوا بينهم, كالبابلين والفرس والكنعانيين.فقد صرح مدخل الى سفر التكوين في الكتاب المقدس الطبعة اليسوعية الصادرة عن دار الشرق في لبنان (طبعة 1988),"" ولا بد من التذكر أيضا بأن سفر التكوين لم يؤلف دفعة واحده بل جاء نتيجة عمل أدبي استمر عدة أجيال"". و قالوا ""وهذا ما نلمسه في الكتابات المتتالية التي كونت النص المقدس لكن هذه الكتابات لم تبطل المحاولات الأولية التي قامت عليها, بل أغنتها بنصوص موحاه جديدة"".
 وايضا قالوا في نفس المقدمة وتحت عنوان (مصادره): ""لم يتردد مؤلفوا الكتاب المقدس وهم يرون بداية العالم والبشرية ,أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم,ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينقية والكنعانية.إن الإكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركه,بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَمية والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة و أغاريت.... ولكن علم الاثار يدل على أن المؤلفين الذين أعادوا النظر في الفصول الأولى من سفر التكوين وأضفوا عليها اللمسات الأخيرة,لم يكونوا مجرد مقلدين عميان,بل أحسنوا إعادة معالجة المصادر المتوفرة بين أيديهم ,والتفكير فيها بالنسبة إلى التقاليد الخاصة بشعبهم..""ا.هـ.
هذا الكلام يدل على ان الأحبار هم من ألف سفر التكوين وهذا معناه انه ليس كلام الله , قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة : 79 )
 إن في أسفار العهد القديم ومنها سفر التكوين بعض الحق وهو ما حفظته ذاكرتهم من بقايا التورة الضائعة .ولكن هذا الحق مختلط بالكثير من الخرافات والأكاذيب, التي اخذت من ثقافات الأمم من حولهم.
 وعند مقارنة كلام الأسفار بآيات القرآن , فسنرى أن كلام الأسفار لن يخرج عن أقسام ثلاثه:
الأول: أن يأتي موافقا ومصدقا له, فهذا حق وصواب,وهذا من البقية القليلة التي حفظها اليهود من التوراة, ونحن نؤمن به ونعتمده , لا لأنه ورد في سفر التكوين , بل لأنه ورد في القرآن.
الثاني: أن يأتي مكذبا لما في الأسفار, بحيث يروي خلافه أو ينقصه ويرد عليه ,فهذا نجزم أنه ليس من عندالله,وانما هو كذب وافتراء.
الثالث : أن يسكت عنه القرآن فلا يصدقه ولا ينقضه ويبطله . فهذا نتوقف فيه ونعترف بعدم قدرتنا على قبوله أو رده.فلا نصدقه لأن القران لم يصدقه,ولا نكذبه لأن القرآن لم يكذبه.فنتوقف فيه ونقول الله اعلم.ومثال ذلك كلام الأحبار المفصل عن سفينة نوح عليه السلام.
 دعي في العبرية "برشيث"، أي في البدء، وهي الكلمة الأولى في السفر، أما تسميته بالتكوين فمترجمة عن السبعينية لأنه يتكلم عن أصل تكوين جميع الكائنات ثم مبادئ التاريخ البشرى.( http://st-takla.org)


الأصحَاحُ الأَوَّلُ1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
في البدء :
كلمة تشير لمعنيان : 1. الوقت الذي بدأ الله فيه خلقه الأشياء ,فالله ازلي غير زمني,ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان.(تفسير الآب متى المسكين)
2. نضع أمامنا هذه الآيات:"أنا من البدء..) يوحنا:8: 25
"في البدء كان الكلمة" يوحنا 1:1
رأى كثير من الآباء أن في البدء هي في المسيح يسوع ويكون المعنى أن في المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض.أو في كلمة الله خلق الله.(متى المسكين)
خلق:
هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم, وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن الههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس,أو النار..)(متى المسكين).
وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق=باري وخليقه= برية وهي تعني إيجاد الشيء من العدم ,والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم (متى المسكين).
الله
هنا تشير الى الثالوث الأقدس الذي خلق:
الآب : وهو الذات الذي يلد وينبثق منه الروح القدس.
الإبن: هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويكون كل شيء.
الروح القدس:كان يرف على المياه ليبعث حياة(الفقرة 2).
والله خلق السماء قبل الأرض: لأنها ذكرت قبل الأرض في هذه الآية , وذكرت في أيوب 38: 1-7 فالملائكة كواكب الصبح حين خلقت الأرض.
وعبارة "فى البدء خلق السموات والأرض" تحتمل معنيين:
1. هي عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وباقى الإصحاح يشرح التفاصيل.
2. أن هذه العبارة تشير لأن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتى باقى آيات الإصحاح لتشرح كيف إستخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة. وهذا الرأى هو الأرجح. وتصبح كلمة الأرض هنا بمعنى المواد الأولية التى سيصنع الله منها الأرض(انطونيوس فكري).
من وجه نظر اسلاميه:
قال تعالى:(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة : 29 ),,, وقال تعالى: (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ{}وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ{}ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ{}َقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (فصلت : - 12--9 )
يقول ابن كثير في البداية و النهاية:" فهذا يدل على أن الأرض خلقت قبل السماء,لأنها كالأساس للبناء, كما قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر : 64 ), فأما قوله تعالى: (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا{}رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا{}وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا{}وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات : 27-30 ),, فإن مقتضى هذه الآيات أن دحي الأرض وإخراج الماء والمرعى منها بالفعل, بعد خلق السماء"" ثم يقول "" ولهذا فسر الدحى بإخراج الماء والمرعى منها وإرساء الجبال"".


2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.

الأرض هنا هو كل ما ينتمي للمادة .(متى المسكين)
كلمة خربه وخاليه: بالعبرية توهو و بوهو وبالإنجليزية(Without form & void)
الغمر في العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش,وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق.(متى المسكين), والترجمة السبعينية ترجمتها ""غير منظورة وغير كامله""
وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.
كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية(متى المسكين)
لا يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإمسان الذي افسدته الخطية وجعلت منه أرضا خربة وخاوية.(متى المسكين)
وهكذت فهم اليهود أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة( مزمور 33: 6 بكلمة الرب صُنِعت السموات وبروح فمه صنع كل جيشها,,, و أيوب:26: 13 بنفَسه كنس السموات ويده طعنت الحية الهاربة)
وهكذا كان تشبيه المسيح ( يوحنا:3: 8)"" 8اَلرِّيحُ تَهُبُّ حَيْثُ تَشَاءُ، وَتَسْمَعُ صَوْتَهَا، لكِنَّكَ لاَ تَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ تَأْتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ تَذْهَبُ. هكَذَا كُلُّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الرُّوحِ»."",ثم يقولمتى المسكين في تفسيره:"ونحن المسيحين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هوالذي كان يرفرف على المياه ليعطي حياة وليكون عالم جميل, وما يربط كلا المعنيين ما حدث في يوم الخميس يوم حل الروح القدس على الكنيسه فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة(1وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، 2وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، ) أعمال الرسل2:2 "
من وجه نظر اسلامية
لنا مأخذ على عبارة (روح الله ترفرف) فنقول لقد جعلوا لله روحا وهذه الروح ترفرف على وجه الماء وكأن هذه الروح طائر وهذا تجسيم لله ,وأشفرا لاعهد القديم مليئة بالتجسيم لله تعالى وكأنه بشر من البشر.
 لا تجوز إضافة الروح الى الله, والقول: روح الله لما في هذا من محذور عقيدي’يقوم على جعل روح لله ,وجعل روح الله ترفرف على وجه الماء. وعندما أخبر القرآن عن الروح, لم يضفها لله, وإنما جعلها من أمره.
قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) (الإسراء : 85 )
وعندما اخبر عن الروح التي جعلها في آدم عليه السلام, أدخل عليها حرف الجر ((من)) قال تعالى: (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر : 29 )
وقال تعالى عن عيسى عليه السلام: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ) (النساء : 171 )
و ((مِن)) في هذه الآيات بيانية وليست تبعيضيه, تبين أن الروح التي جعلها الله في آدم وعيسى عليهما السلام آتية من عنده سبحانه , هو الذي خلقها وجعلها فيهما.

معنى الروح
الروح أحد العقائد الغيبية في القرآن, والعقائد الغيبية أساس عميق من اسس التدين تقوم عليها كل ديانه يطمئن اليها ضمير الإنسان, وهذه العقيدة تلمس فيها فضيلة أنها لا تعطل عقول المؤمنين بها ,و لا تبطل التكليف بخطاب العقل المسئول.
انه الجانب الذي استأثر الله بعلمه واحتجب عن أنبيائه، لأنه سر الوجود المطلق لا قدرة للعقل الإنساني على الإحاطة به ووعيه إلا بما يناسبه من الإشارة والتقريب.
وأما الروح في القرآن:
ورد لفظ الروح، في القرآن إحدى وعشرين مرة يجمعها عدة معانٍ:
• فالروح جبريل عليه السلام في قوله تعالى:
{-تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر…} (القدر:4)
{-رسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً} (سورة مريم:17)
{ -نزل به الروح الأمين على قلبك..} (الشعراء: 193)
• وجاء بمعنى القرآن كما في قوله تعالى:
{ -وكذلك أوحينا إليك روحاً من امرنا ما كنت تدري كالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}.... (سورة الشورى: 52)
• وجاء بمعنى الروح مثل قوله سبحانه:
{ - يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق}... (سورة غافر: 15)
• وجاء بمعنى عناية الله وكفالته لعبادة المخلصين مثل قوله جلً شأنه:
{ -أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}... (سورة المجادلة: 58)
• وجاء بمعنى المسيح عيسى بن مريم لقوله تعالى:
{ -إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه }... (سورة النساء: 171)
• وجاءت بمعنى المرحلة الأخيرة من مراحل خلق آدم مثل قوله تعالى:
{ فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين…}(سورة الحجر: 29)
يقول ابن القيم في كتاب ( الروح) في المسألة السابعة عشر:( وإذا كانت محدثة مخلوقة وهي من أمر الله فكيف يكون أمر الله محدثا مخلوقا وقد أخبر سبحانه أنه نفخ في آدم من روحه فهذه الإضافة إليه هل تدل على أنها قديمة أم لا وما حقيقة هذه الإضافة فقد أخبر عن آدم أنه خلقه بيده ونفخ فيه من روحه فأضاف اليد والروح إليه إضافة واحدة ....
فهذه مسألة زل فيها عالم وضل فيها طوائف من بنى آدم وهدى الله اتباع رسوله فيها للحق المبين والصواب المستبين فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبرة هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث وأن معاد الأبدان واقع وأن الله وحده الخالق وكل ما سواه مخلوق له وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهم القرون الفضيلة على ذلك من غير اختلاف بينهم في حدوثها وأنها مخلوقة..... ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بنى آدم كلها مخلوقة لله خلقها وأنشأها وكونها واخترعها ثم أضافها إلى نفسه كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية روح الآدمي مخلوقة مبدعة بإتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة وقد حكى إجماع العلماء على أنها مخلوقة غير واحد من أئمة المسلمين مثل محمد ابن نصر المروزى الإمام المشهور الذي هو من أعلم أهل زمانه بالإجماع ولا اختلاف وكذلك أبو محمد بن قتيبة قال في كتاب اللفظ لما تكلم على الروح قال النسم الأرواح قال وأجمع الناس على أن الله تعالى هو فالق الحبة وبارىء النسمة أي خالق الروح وقال أبو إسحاق ابن شاقلا فيما أجاب به في هذه المسألة سألت رحمك الله عن الروح مخلوقة هي أو غير مخلوقة قال وهذا مما لا يشك فيه من وفق للصواب أن الروح من الأشياء المخلوقة وقد تكلم في هذه المسألة طوائف من أكابر العلماء والمشايخ وردوا على من يزعم إنها غير مخلوقة وصنف الحافظ أبو عبد الله بن منده في ذلك كتابا كبيرا وقبله الإمام محمد بن نصر المروزى وغيره والشيخ أبو سعيد الخراز وأبو يعقوب النهر جوري والقاضي أبو يعلى وقد نص على ذلك الأئمة الكبار واشتد نكيرهم على من يقول ذلك في روح عيسى ابن مريم فكيف بروح غيره كما ذكره الإمام أحمد فيما كتبه في مجلسه في الرد على الزنادقة والجهمية....
فصل والذي يدل على خلقها وجوه
الوجه الأول: قول الله تعالى :(الله خالق كل شيء) فهذا اللفظ عام لا تخصيص فيه بوجه ما ولا يدخل في ذلك صفاته فإنها داخلة في مسمى بإسمه فالله سبحانه هو الإله الموصوف بصفات الكمال فعلمه وقدرته وحياته وإرادته وسمعه وبصره وسائر صفاته داخل في مسمى اسمه ليس داخلا في الأشياء المخلوقة كما لم تدخل ذاته فيها فهو سبحانه وصفاته الخالق وما سواه مخلوق
ومعلوم قطعا أن الروح ليست هي الله ولا صفة من صفاته وإنما هي مصنوع من مصنوعاته فوقوع الخلق عليها كوقوعه على الملائكة والجن والإنس
الوجه الثاني: قوله تعالى لزكريا (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) وهذا الخطاب لروحه وبدنه ليس لبدنه فقط فإن البدن وحده لا يفهم ولا يخاطب ولا يعقل وإنما الذي يفهم ويعقل ويخاطب هو الروح
الوجه الثالث: قوله تعالى :(والله خلقكم وما تعملون)
الوجه الرابع :قوله تعالى :(ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وهذا الإخبار إنما يتناول أرواحنا وأجسادنا كما يقوله الجمهور واما أن يكون واقعا على الأرواح قبل خلق الأجساد كما يقوله من يزعم ذلك وعلى التقدير فهو صريح في خلق الأرواح
الوجه الخامس :النصوص الدالة على أنه سبحانه ربنا ورب آبائنا الأولين ورب كل شيء وهذه الربوبية شاملة لأرواحنا وأبداننا فالأرواح مربوبة له مملوكة كما ان الأجسام كذلك وكل مربوب مملوك فهو مخلوق
الوجه السادس :أول سورة في القرآن وهي الفاتحة تدل على أن الأرواح مخلوقة من عدة أوجه أحدها قوله تعالى :(الحمد لله رب العالمين )والأرواح من جملة العالم فهو ربها
الثاني قوله تعالى:( إياك نعبد وإياك نستعين) فالأرواح عابدة له مستعينة ولو كانت غير مخلوقة لكانت معبودة مستعانا بها
الثالث إنها فقيرة إلى هداية فاطرها وربها تسأله أن يهديها صراطه المستقيم
الرابع أنها منعم عليها مرحومة ومغضوب عليها وضالة شقية وهذا شأن المربوب والمملوك لا شأن القديم غير المخلوق
الوجه السابع: النصوص الدالة على أن الإنسان عبد بجملته وليست عبوديته واقعة على بدنه دون روحه بل عبوديته الروح أصل وعبودية البدن تبع كما أنه تبع لها في الأحكام وهي التي تحركه وتستعمله وهو تبع لها في العبودية
الوجه الثامن: قوله تعالى: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )فلو كانت روحه قديمة لكان الإنسان لم يزل شيئا مذكورا فإنه إنما هو إنسان بروحه لا ببدنه فقط كما قيل
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته ... فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
الوجه التاسع :النصوص الدالة على أن الله سبحانه كان ولم يكن شيء غيره كما ثبت في صحيح البخاري من حديث عمران حصين أن أهل اليمن قالوا يا رسول الله جئناك لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر فقال كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء فلم يكن مع الله أرواح ولا نفوس قديمة يساوى وجودها وجوده تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل هو الأول وحده لا يشاركه غيره في أوليته بوجه
الوجه العاشر: النصوص الدالة على خلق الملائكة وهم أرواح مستغنية عن أجساد تقوم بها وهم مخلوقون قبل خلق الإنسان وروحه فإذا كان الملك الذي يحدث الروح في جسد ابن آدم بنفخته مخلوقا فكيف تكون الروح الحادثة بنفخه قديمة وهؤلاء الغالطون يظنون ان الملك يرسل إلى الجنين بروح قديمة أزلية ينفخها فيه كما يرسل الرسول بثوب إلى الإنسان يلبسه إياه وهذا ضلال وخطأ وإنما يرسل الله سبحانه إليه الملك فينفخ فيه نفخة تحدث له الروح بواسطة تلك النفخة فتكون النفخة هي سبب حصول الروح وحدوثها له كما كان الوطء والإنزال سبب تكوين جسمه والغذاء سبب نموه فمادة الروح من نفخة الملك ومادة الجسم من صب الماء في الرحم فهذه مادة سماوية وهذه مادة أرضية فمن الناس من تغلب عليه المادة السماوية فتصير روحه علوية شريفة تناسب الملائكة ومنهم من تغلب عليه المادة الأرضية فتصير روحه سفلية ترابية مهينة تناسب الأرواح السفلية فالملك أب لروحه والتراب أب لبدنه وجسمه
الوجه الحادي عشر: حديث أبى هريرة رضى الله عنه الذي في صحيح البخاري وغيره عن النبي "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" والجنود المجندة لا تكون إلا مخلوقة وهذا الحديث رواه عن النبي أبو هريرة وعائشة أم المؤمنين وسلمان الفارسي وعبد الله بن عباس وعبد الله ابن مسعود وعبد الله بن عمرو وعلى بن أبى طالب وعمرو بن عبسة رضى الله عنهم
الوجه الثاني عشر: أن الروح توصف بالوفاة والقبض والإمساك والإرسال وهذا شأن المخلوق المحدث المربوب قال الله تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) والأنفس ها هنا هي الأرواح قطعا وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن أبى قتادة الأنصاري عن أبيه قال:" سرنا مع رسول الله في سفر ذات ليلة فقلنا يا رسول الله لو عرست بنا فقال إني أخاف أن تناموا فمن يوقظنا للصلاة فقال بلال أنا يا رسول الله فعرس بالقوم فاضطجعوا واستند بلال إلى راحلته فغلبته عيناه فاستيقظ رسول الله وقد طلع جانب الشمس فقال: يا بلال أين ما قلت لنا فقال والذي بعثك بالحق ما ألقيت على نومة مثلها فقال رسول الله ان الله قبض أرواحكم حين شاء وردها حين شاء فهذه الروح المقبوضة هي النفس التي يتوفاها الله حين موتها وفي منامها التي يتوفاها ملك الموت وهي التي تتوفاها رسل الله سبحانه وهي التي يجلس الملك عند رأس صاحبها ويخرجها من بدنه كرها ويكفنها بكفن من الجنة أو النار ويصعد بها إلى السماء فتصلى عليها الملائكة أو تلعنها وتوقف بين يدي ربها فيقضى فيها أمره ثم تعاد إلى الأرض فتدخل بين الميت وأكفانه فيسأل ويمتحن ويعاقب وينعم وهي التي تجعل في أجواف الطير الخضر تأكل وتشرب من الجنة وهي التي تعرض على النار غدوا وعشيا وهي التي تؤمن وتكفر وتطيع وتعصى وهي الأمارة بالسوء وهي اللوامة وهي المطمئنة إلى ربها وأمره وذكره وهي التي تعذب وتنعم وتسعد وتشقى وتحبس وترسل وتصح وتسقم وتلذ وتألم وتخاف وتحزن وما ذاك إلا سمات مخلوق مبدع وصفات منشأ مخترع وأحكام مربوب مدبر مصرف تحت مشيئة خالقه وفاطره وبارئه وكان رسول الله يقول عند نومه اللهم أنت خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها فإن أمسكتها فإرحمها وإن أرسلتها فأحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين وهو تعلى بارىء النفوس كما هو بارىء الأجساد قال تعالى ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير قيل من قبل أن نبرأ المصيبة وقيل من قبل أن نبرأ الأرض وقيل من قبل أن نبرأ الأنفس وهو أولى لأنه أقرب مذكور إلى الضمير ولو قيل يرجع إلى الثلاثة أي من قبل أن نبرأ المصيبة والأرض والأنفس لكان أوجه)

هذه اعمال اليوم الأول(النور) للخلق بحسب العهد القديم
3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا

في الترجمة العربية المشتركة واليسوعية:(وسمى الله النور نهارا أما الظلام فسماه ليلا)
يقول متى المسكين:(لماذا كان يقول كان مساء وكان صباح؟ ولا حظ أنه قبل خلقه الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن,,تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودي عن اليوم الكامل, فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح.وهكذا نفعل نحن الآن في الكنيسة فيوم الأربعاء مثلا يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهي بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا...
ويلاحظ في هذا النص:
إلي سنوات قليلة كان بعض العلماء يتعثرون في هذه العبارة قائلين كيف ينطلق النور في الحقبة الأولي قبل وجود الشمس، إذ كان الفكر العلمي السائد أن النور مصدره الشمس، لكن جاءت الأبحاث الحديثة تؤكد أن النور في مادته يسبق وجود الشمس، لهذا ظهر سمو الكتاب المقدس ووحيه الإلهي، إذ سجل لنا النور في الحقبة الأولي قبل خلق الشمس، الأمر الذي لم يكن يتوقعه أحد.
في اختصار يمكن القول بأن الرأي العلمي السائد حاليًا أن مجموعتنا الشمسية نشأت عن سديم لولبي مظلم منتشر في الفضاء الكوني انتشارًا واسعًا (السديم هو سحابة من الغازات الموجودة بين النجوم). ولذلك فمادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل، لكن ذرات السديم المتباعدة تتحرك باستمرار حول نقطة للجاذبية في مركز السديم، وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجًا نحو المركز، وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعة عظيمة يؤدي إلي رفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا، فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة. هكذا ظهر النور لأول مرة قبل تكوين الشمس بصورتها الحالية التي تحققت في الحقبة الرابعة (اليوم الرابع)... لقد ظهر النور حينما كانت الشمس في حالتها السديمية الأولي، أي قبل تكوينها الكامل.
والعجيب أن كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع جاءت مطابقة لاكتشافات القرن العشرين، إذ قال: [نور الشمس التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع للخليقة].
ربما حمل القديس أغسطينوس نفس الفكر حينما قال إن النور هنا في اليوم الأول ليس بالصادر عن الشمس لكنه ربما يكون نورًا ماديًا يصدر عن أماكن علوية فوق رؤيتنا. .(تفسير تادرس يعقوب ملطي)

يختم حديثه عن اليوم الأول أو الحقبة الأولي بقول: "وكان مساء وكان صباح يوم واحدًا". بدأ بالسماء وختم بالصباح، وفي التقليد اليهودي يبدأ اليوم بالعشية ليليها النهار. فإن كان المساء في نظر القديس أغسطينوس [يشير إلي الجسد القابل للموت، والصباح يشير إلي خدمة البر أو النور فإن المساء يسبق الصباح بمعني أن يكون الجسد خادمًا للبر، لا البر خادمًا لشهوات الجسد. فإن كنا قد بدأنا حياتنا بالمساء فلننطلق بالروح القدس إلي الصباح فلا نعيش بعد كجسدانيين بل كروحيين.
.(تفسير تادرس يعقوب ملطي)
ولنقرأ معا تعليق موريس بوكاي في كتابه أصل الإنسان:
(اما ان نظرنا الى الرواية الكهونتيه الأولى:
إن حالة الكون قبل الخلق المذكورتين في الآيتين الأولايين بصورة الأرض الفارغة تعني على ما يبدو بأن الخلق قد بدأ انطلاقا من العدم. مع أن المؤلف يفسح مجالا على وجه المياه لترف عليها روح الله, ألا يتوجب علينا أن نرى في ذلك تعبيرا عن مأثرة المياه الأوليه وهي مصدر كل حياة؟
إن رواية اليوم الأول (الفقرات 3-5) المتعلقة بخلق النور مع وجود صباح و مساء , تستدعي التعليقات التالية:
نعلم بأن النور الذي يعم الكون هو حاصل التفاعلات المركبة التي تحصل على مستوى الكواكب . والحال أنه في هذه المرحلة من الخلق لم تكن الكواكب قد كونت بعد, إذ أن (أنوار) جلد السماء لم تذكر إلا في القرة 14, على أنها من خلق اليوم الرابع ( لتفصل بين الليل والنهار ) ومن أجل (تنويرالأرض) وهذا صحيح تماما.غير أنه لا ينطبق على الواقع لتحديد المفعول الحاصل(النور) في اليوم الأول,في حين أن الخلق بواسطة عمل هذا النور (الأنوار ) سيكتمل بعد ثلاثة أيام فقط.ومن ناحية ثانية, فإن وجود المساء والصباح في اليوم الأول لم يكن إلا مجازيا : إذ أن المساء والصباح بأعتبارهما عنصري اليوم لايمكن تصورهما إى بعد وجود ألرض ودورانها تحت نور الشمس.)
من أهم الأخطاء العلميه هنا :
التناقض بين خلق النور والشمس:
1- فقد زعموا أن الله خلق الظلام والنور في اليوم الأول , فبعدما خلق الله الظلام خلق النور والنور أفضل من الظلام ولذلك رأى الله النور حسنا .. وهذا كلام صحيح.
إن القرآن يشير الى أن الظلام خلق أولا, ولذلك كان يقدم الظلمات على النور , كما في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ) (الأنعام : 1 )
واختلف العلماء في المعنى المراد بالظلمات والنور فقال السدي وقتادة وجمهور المفسرين: المراد سواد الليل وضياء النهار وقال الحسن الكفر والإيمان قال ابن عطية: وهذا خروج عن الظاهر.
قلت: اللفظ يعمه وفي التنزيل: "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات" [الأنعام: 122]. والأرض هنا اسم للجنس فإفرادها في اللفظ بمنزلة جمعها وكذلك "والنور" ومثله "ثم يخرجكم طفلا" [غافر: 67
قلت: وعليه يتفق اللفظ والمعنى في النسق فيكون الجمع معطوفا على الجميع والمفرد معطوفا على المفرد فيتجانس اللفظ وتظهر الفصاحة والله أعلم وقيل: جمع "الظلمات" ووحد "النور" لأن الظلمات لا تتعدى والنور يتعدى وحكى الثعلبي أن بعض أهل المعاني قال: "جعل" هنا زائدة والعرب تزيد "جعل" في الكلام كقول الشاعر( تفسيرالقرطبي)
وجعل الظلمات والنور "، والجعل بمعنى الخلق، قال الواقدي : كل ما في القرآن من الظلمات والنور فهو الكفر والإيمان، إلا في هذه الآية فإنه يريد بهما الليل والنهار. وقال الحسن: وجعل الظلمات والنور يعني الكفر والإيمان، وقيل: أراد بالظلمات الجهل وبالنور العلم . وقال قتادة يعني الجنة والنار . وقيل معناه خلق الله السموات والأرض، وقد جعل الظلمات والنور، لأنه قد خلق الظلمة والنور قبل السموات ولأرض . قال قتادة : خلق الله السموات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار، وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأة ضل( تفسير البغوي)
وجعل الظلمات والنور منفعة لعباده في ليلهم ونهارهم, فجمع لفظ الظلمات, ووحد لفظ النور, لكونه أشرف, كقوله تعالى: {عن اليمين والشمائل} وكما قال في آخر هذه السورة {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}( تفسير ابن كثير)
لكن متى خلق الله الشمس والقمر ؟
يرى سفر التكوين أنه خلق الشمس والقمر في اليوم الرابع ( التكوين 1: 14-19)
لكن هل لي من يفسر كيف ان الله خلق النور قبل ان يخلق الشمس التي هي مصدره بيومين , وكيف يخلق الله الليل والنهار قبل أن يخلق الأرض بيومين والتي دورانها حول نفسها ينتج الليل والنهار؟


تفسـير فلكي لآية بـدء الكـون
عدنان عبدالمنعم قاضي
اختلف علماء الفلك قديمًا على نشأة الكون؛ وهل للكون بداية؟ وإذا كان للكون بداية، كيف ومتى حصلت؟ مَن أنشأ هذه البداية؟ حتى أتى علم الفلك الحديث وحسم هذه المسألة، وقدم الدليل المادي لنشأة الكون، وأجاب على كيف ومتى. نحن المسلمين نؤمن أن الخالق ـ سبحانه وتعالى ـ هو خالق كل شيء، والوكيل عليه. وقد أخبرنا القرآن كيف بدأ الكون في آية واحدة. وتتضح عظمة وإعجاز الآية الكريمة: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوآ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) الأنبياء 30، في كونها أتت قبل أكثر من 1400 سنة، بينما لم يتوصل العلم إلى هذه الحقائق (عدد وتسلسل صحة ودقة Accuracies المعلومات التي احتوتها) إلا قبل أقل من 100 سنة.
الرتق ضد الفتق، فَارْتَتَقَ أي الْتَأَمَ، والرتق بمعنى الضم والالتحام. وقد أورد القرطبي في تفسير قوله تعالى: (كانتا) لأنهما صنفان، ولأنه يعبر عن السماوات بلفظ الواحد بسماء، ولأن السماوات كانت سماء واحدة. وفي تفسير (رتقا) قال ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة: (يعني أنهما كانتا شيئًا واحدًا ملتزقتين ففصل الله بينهما). يقول ابن كثير في تفسير (كانتا رتقا): أي كان الجميع متصلاً بعضه ببعض متلاصقًا متراكمًا فوق بعض في ابتداء الأمر).
لننظر الآن إلى عدد الحقائق في الآية 30 من سورة الأنبياء التي تخبرنا كيف بدأ الكون:
1 ـ قال الله تعالى: (أَوَلَمْ) استفهام إنكاري يتضح مدى بلاغته في السياق حين لم يؤمنوا بعد أن علموا.
2 ـ قال الله تعالى: (يَرَ) بمعنى يعلم. والحقيقة هي، أن اكتشاف بداية هذا الكون تطلب علمًا وليس إيمانًا.
3 ـ قال الله تعالى: (الَّذِينَ) أي جمع، والحقيقة هي، أن من اكتشف كيف ومتى بدأ الكون هم عدة أشخاص.
4 ـ قال الله تعالى: (كَفَرُوآ) أي غير مسلمين. والحقيقة هي، أن غير المسلمين هم الذين اكتشفوا كيف ومتى بدأ الكون.
5 ـ قال الله تعالى: (السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) معًا أي الكون كله. والحقيقة هي، أن الكون كله كان رتقًا أي كتلة واحدة.
6 ـ قال الله تعالى: (السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ) أن الله ـ سبحانه وتعالى ـ قدم السماوات على الأرض. والحقيقة هي، أن خلق السماوات أي الفضاء يجب أن يسبق خلق الطاقة والمادة أو يصاحبه، ومن المستحيل أن يكون العكس. ويقصد بالسماوات المكان أو الفضاء space، الذي يحتوي على كل الأجرام السماوية. أما الأرض، فهي رمز للمادة التي تكونت منها المجرات والسدم وكل الأجرام السماوية الأخرى بما فيها الأرض. هذه المادة إما أن تكون مرئية (والتي تعرف علميٌّا بـ baryonic matter وتشكل 4% من مجموع ما في الكون من مادة وطاقة) أو غير مرئية (والتي تعرف علميٌّا بالمادة الداكنة dark matter وتشكل 23% من مجموع الكون، والطاقة الداكنة dark energy وتشكل 73% من مجموع الكون).
7 ـ أن كلمة (رَتْقًا)، أي أوصل بعضه بعضًا، تقترح أن مكونات الرتق إما أن تكون من جسيم واحد Particle ولكنه متفرق فرتق أو أكثر من جسيم واحد، ثم رتقوا. بعبارة أخرى: أن الجميع كان متصلاً بعضه ببعض متلاصقًا متراكمًا فوق بعض في ابتداء الأمر. والحقيقة هي، أن كل ما في الكون كان متلاصقًا في (مادة غير معروفة لدى البشر حتى الآن، أي لم يكن هناك فضاء ولا طاقة ولا مادة ولا زمن كما نعرفها الآن.
8 ـ حينما وصف الله ـ سبحانه ـ السماوات بالرتق فهذا يعني أن السماوات ـ أي الفضاء ـ أيضًا مادة. والحقيقة هي، أن العلم الحديث توصل إلى أن الفضاء مادة ويحتوي الأجرام السماوية ويجبرها كيف تسبح، وهو ما عبر عنه الفيزيائي البروفيسور جان أركيبالد ويلار بقوله: Spacetime grips mass, telling it how)
(to move, and mass grips spacetime, telling it how to curve.
9 ـ حيث لم يكن هناك زمان ولا سماوات؛ أي فضاء يحتوي مادة الرتق، فإن مادة الرتق صغيرة جدٌّا لا يمكن تخيل حجمها (أي هي المنتهى للمكان وللزمان)، هو ما يعرف في علم الفلك بالتفردية singularity.
10 ـ هناك حقبتان زمنيتان حتى الآن في خلق الكون: حقبة ما قبل الرتق وحقبة الرتق، فلكي يكون هناك رتق فلابد من وجود كتلة/كتل تسبق الرتق.
11 ـ قال الله تعالى: (فَفَتَقْنَاهُمَا) أي أن بدء الكون كان فتقًا وأن فتق الشيء يتضمن القوة والشدة في الفصل. والحقيقة، أن هذا هو ما حصل بالفعل أثناء وخلال الانفجار الكبير the Big Bang، وهذه حقبة زمنية ثالثة.
12 ـ أن الفاء في (فَفَتَقْنَاهُمَا) تتضمن التوالي المباشر بعد الرتق. والحقيقــــة هي أن البشـــــرية لم تتوصل ماديٌّا بعد إلى هذه النتيجة، وإن كان هناك بعض التخمينات لبعض علماء الفلك أن هذا قد يكـــون حصل أو سوف يحصل وسموه الالتئام الكبير the Big Bang.

13 ـ لقد أخبرتنا الآية بما آلت إليه مادة الرتق، ولكن الآية لم تخبرنا عن ماهية مادة الرتق ذاتها، وكيفية ذلك الرتق، والحقيقة أنه من المستحيل للبشرية معرفة مكونات الرتق؛ لأن الفتق دمر تلك (المادة) والكيفية التي كانت فيها تدميرًا في الانفجار الكبير.
14 ـ أن الماء أساس الحياة، فحيث توجد حياة يوجد ماء، أي أن الماء يسبق وجود أي حياة، وهاتان حقيقتان زمنيتان ثابتتان. وقد تكون حقبة وجود الماء حقبة زمنية رابعة وحقبة، وجود حياة حقبة زمنية خامسة.
15 ـ أن تضمين (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَآءِ كُلَّ شَىْءٍ حَىٍّ) في نفس الآية وترتيبها بعد ذكر الفتق تشير إلى أن هذا الكون مقدر له وجود ماء فيه، ثم حياة، ثم ظهور الجنس البشري، أي أن الكون هُيِّئَ لكي يستقبل البشر، وهو ما يعرف في علم الفلك بالمبدأ الإنسان الكوني (The anthropic Cosmological principle). وظهور الجنس البشري في الكون قد يكون الحقبة الزمنية السادسة.
16 ـ بعد أن أخبر الله ـ سبحانه ـ أن غير مسلمين هم الذين سوف يكتشفون كيفية وزمن بدء الكون، يوبخ الحق ـ سبحانه وتعالى ـ الكافرين الذين اكتشفوا ذلك بعد الإيمان فقال: (أَفَلا يُؤْمِنُونَ)، وكأن الحق قد استنكر عليهم علمهم ببدء الكون. والحقيقة هي أن الأشخاص الذين اكتشفوا علميٌّا كيفية بدء الكون لم يؤمنوا بالإسلام، وبعضهم حتى لم ولا يؤمن بالله ـ عز وجل.
أخيرًا:
إن الست الحقب الزمنية المذكورة سابقًا قد تفسر قول الحق ـ سبحانه: (الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ...) الفرقان 59. والله أعلم.
إن عدد الحقائق وتسلسلها المذكورة سابقًا وبهذا التسلسل وبهذه الدقة، لم يتوصل إليها البشر قط إلا خلال المئة السنة الماضية. فكيف عرف كل هذه الحقائق إنسان أُمِّيٌّ من قوم أُميّين ظهر قبل أكثر من 1400 سنة؟ لا بد أن يكون علمًا خارج الإطار البشري. وصدق الحق الخالق القائل في محكم تنزيله: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدحين)
(http://www.nooran.org/O/19/19-8.htm




اذا من وجه نظر المسيحية ليتواكب العلم الحديث مع سفر التكوين بالإجبار كان الكون في بدايته غازات تحتك ببعضها حتى ظهر النور ؟؟!!!!!!!!!!!
لكن العلم الحديث يقول عكس ذلك كما بينا من قبل.
إن المادة التي تشكلت منها الأجرام السماوية يصفها القرآن بأنها دخان, قال تعالى:( (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت : 11 ومن الافتراضات العلمية الآن أنه في أول التاريخ لمجرتنا كانت هناك سحابة من غبار ذي تركيب كوني يشبه السديم وأخذت واحدة من سحابات عديدة تتكثف على هيئة نجوم تشبه الشمس بينما دار حولها قرص من غبار سرعان ما تكسر الى دوامات ذوات حجوم وترتيب مختلف في داخل اي منطقه نصف قطرية يزداد حجمها كلما بعدت عن الشمسوبالتحامهذه الدوامات عند التقائها أصبحت كتلا منفصلة من الغاز على أبعاد قطرية من الشمس وقد أطلق العلماء على هذه الكتل المنفصلة اسم الكواكب الإبتدائية (محاولات الانسان لتقدير عمر الآرض, د زغلول النجار, محاضرات الموسم الثقافي 1968-1969 لجامعة الكويت ص 502,) نقلا عن كتاب الإنسان والكون في الإسلام لأبو الوفا الغنيمي ,1976)
واما مادة الكائنات الحية فهي الماء التي نشأت وتطورت منها قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء : 30 )
ولقد أشار القرآن الى ان اصل الكائنات جميعا واحد وهي تتكون من زوجين يقول تعالى: (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات : 49 ) وقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) (يس : 36 )