تقرير إسرائيلي يتهم صحيفة سعودية بمعاداة السامية
"عرب نيوز" تنشر تفسيرا لسيد قطب ينفي الفواحش المنسوبة لبعض الانبياء
--------------------------------------------------------------------------------

صورة الخبر الذي نشرته صحيفة يديعوت احرنوت على موقعها
دبي - فراج اسماعيل
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرا يتهم صحيفة سعودية تصدر باللغة الإنجليزية في جدة بمعاداة السامية بعد نشرها فقرات من تفسير سيد قطب الذي كتبه قبل عدة عقود بعنوان " في ظلال القرآن".
وقالت الصحيفة نقلا عن تقرير نشره موقع Judeoscope المهتم بإبراز القضايا اليهودية، أن صحيفة "عرب نيوز" التي تصدر عن مجموعة الشركة السعودية للأبحاث والنشر، نشرت تعليقا لسيد قطب في كتابه "يتهم اليهود بتحريف التوراة وأن القرآن الكريم طهر الأنبياء اليهود من الفواحش التي ألصقت بهم".
خالد المعينا رئيس تحرير الصحيفة نفى في تصريح لـ"العربية.نت" أن يكون الموضوع المنشور الجمعة الماضي 18/12/2005 في الصفحة الدينية، يشتمل أية إساءة إلى اليهودية أو اليهود.
وقال: "نحن نحترم كل الأديان ولا يمكننا أبدا نشر ما يمس أي دين أو طائفة، هذه سياستنا الدائمة والدليل أن صحيفتنا يكتب فيها كتاب يهود من الولايات المتحدة، وكتاب مسيحيون، وكتاب يؤمنون بالهندوسية".
وأضاف: المعروف أن هناك ما يطلق عليه أهل الفقه مسمى "الإسرائيليات" وهذه لا علاقة لها باليهود أو الديانة اليهودية، ولكنها دخلت كتفاسير لبعض الآيات أو الأحاديث النبوية أو المواقف التاريخية الإسلامية أو تاريخ الأنبياء. وأي أحد يعود لكتب الفقه يجد في مواضع كثيرة تصحيحا لما ورد من إسرائيليات أو شبهات، وهذا ليس موجودا في كتاب " في ظلال القرآن" وحده بل في كل كتب التفسير.
وأوضح "نحن في عرب نيوز ننشر هذه الزاوية التي يشرف عليها الكاتب المقيم في لندن عادل صلاحي وهو كاتب إسلامي معتدل، وزاويته موجودة في الصحيفة منذ الثمانينيات وتتضمن تفسيرات للآيات القرآنية من كتب التفسير الشهيرة، وقد بدأ منذ عدة سنوات في ترجمة مختارات من التفسير الذي وضعه سيد قطب تحت عنوان " في ظلال القرآن".
وأعاد خالد المعينا تأكيده على احترام الصحيفة للأديان والمذاهب الأخرى "لسنا في حالة عداء مع أي ديانة ولا يمكننا أن ننتقص من أهل أي دين. القرآن الكريم وديننا الإسلامي يأمرنا باحترام اليهودية والمسيحية ويقول إن أنبياءهما هم أنبياؤنا أيضا، ولا يمكننا كصحيفة أو كمسلمين أن نفعل عكس ذلك".
من جهته قال الكاتب عادل صلاحي رئيس مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن ردا على اتصال من "العربية.نت" : هذه الزاوية أنشرها في صحيفة "عرب نيوز" منذ 25 سنة وأقوم فيها بأخذ مختارات من تفسير " في ظلال القرآن". حيث أقوم بشرح آية أو آيتين من القرآن الكريم في كل حلقة في الصفحة الدينية التي تصدر أسبوعيا كل يوم جمعة.
وأضاف: الحلقة التي أثارت هذا الغضب لا تتحدث عن اليهود وإنما عن الإسرائيليات وعن التاريخ القديم.. ونحن كمسلمين نعتز بأنبياء بني اسرائيل باعتبارهم أنبيائنا أيضا نجلهم ونحترمهم ونكرمهم وننأى بهم عن الصور التي تلصق بهم من أعمال تتنافى مع النبوة، فهم أنبياء معصومون من الأخطاء التي تلصق بهم، عليهم جميعا الصلوات والسلام.
وأوضح : ما جاء في التفسير المنشور أن القرآن الكريم يطهرهم من هذه الاتهامات التي يحاول البعض أن يلصقها بهم ولم نذكر اليهود أبدا، وانما قلنا أن ما يشاع عن هؤلاء الأنبياء من أشياء إنما تتنافى مع دين الله.
وقال صلاحي إنه طبع 12 مجلدا من تفسير سيد قطب مترجما إلى اللغة الانجليزية تشتمل على 17 جزءا من القرآن الكريم، وخلال عامين أو ثلاثة سيستكمل ترجمة الأجزاء الباقية لتكون الحصيلة 18 مجلدا بالتعاون مع المؤسسة الإسلامية وإسلام أون لاين.
كانت "يديعوت أحرونوت" قد ذكرت في تقريرها أن سيد قطب هو أحد رجال "الإخوان المسلمون" وقد تم إعدامه في مصر في عام 1966 بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وأنه كتب هذا الكتاب قبل عدة عقود والذي تنشر "آراب نيوز" مقتطفات منه.
كما أشارت الصحيفة إلى أن أفكاره أصبحت فيما بعد منطلقا "للجماعات الجهادية" في العالم الاسلامي..
وأوردت "يديعوت أحرونوت" المقتطفات التي أثارت الغضب على أساس أن التفسير أشار إلى أنها من الإسرائيليات التي ألصقت بالأنبياء، ووصفتها بأنها شديدة العداء للسامية.
ومن هذه المقتطفات أن النبي إبراهيم عليه السلام قدم زوجته لملك فلسطين وفرعون مصر باعتبارها أخته آملا في أن يحظى ببعض الكرم منهما، وأن ابنتي النبي لوط جعلتاه يشرب حتى السكر خلال ليلتين متواصلتين حيث ضاجعهما كلتيهما من أجل إنجاب ولد لأنه لم يكن له وريث، وأن ابنتيه خافتا أنه يرثه آخرون، وأن النبي داود رأى امرأة من مكان مرتفع كان يوجد فيه واعجبته، لكنه عرف فيما بعد أنها زوجة لأحد جنوده فأرسله في مهمة لا يعود منها أبدا حتى يتسنى له الزواج منها.
http://www.alarabiya.net/Articlep.aspx?P=19659