رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    الصورة الرمزية احمد العربى
    احمد العربى غير متواجد حالياً اللهم اغفر له وارحمه وارزقه الفردوس الأعلى من الجنة
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    2,327
    آخر نشاط
    15-03-2009
    على الساعة
    08:07 PM

    افتراضي رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

    إلى القُمّص المنكوح

    "قراءة فى إنجيل متى- 1"

    بقلم : د. إبراهيم عوض

    ibrahim_awad9@yahoo.com

    لم نكن نحب أبدا أن نتعرض لدين أحد لمعرفتنا أن كل إنسان يعتز بدينه أيما اعتزاز ويتألم إذا تعرض له أحد بغض النظر عما إذا كان هذا الدين صوابا أو خطأ، بيد أن القوم فى المهجر دأبوا منذ سنين على التباذؤ فى حق الإسلام ونبيه وأتباعه وقلة الأدب مع الله رب العالمين على نحو لم يسبق له مثيل وفتحوا لذات الغرض الخسيس دكانةً للقُمّص المنكوح ، ظانين أن أحدا لن يرد عليهم ومتصورين أن أمريكا ستضرب وتُرْهِب كل من تسول له نفسه الكريمة الغيرة على دينه ورسوله وأمته، إلى أن فاض الكيل وتكرر عتب الناس علينا لسكوتنا عن هذا الإجرام وهذه السفاهة، فكان لا بد من وقفة نعرّف فيها السفهاء ذوى الأدبار المنتنة التى لا تعرف الطهارة وتراها رجسا من عمل الشيطان حجمهم الحقيقى ونُظْهِر هشاشة ما يعتقدون ويعتنقون من دين. والشر بالشر، والبادئ أظلم، وعلى نفسها جنت براقش! وفى هذا المقال نتناول بالدراسة النقدية السريعة الأناجيل كما يؤمن بها هؤلاء وأمثالهم، متخذين من "إنجيل متى" نموذجا لها. وسوف نبدأ دائما بنقل كل فصل ندرسه بنصه، ثم نثنِّى بعد ذلك بنقده. وغايتنا هنا ليست كغاية زيكو العجيب ، هو وأشباهه ممن يلجأون إلى الكذب لنصرة مذهبهم بالباطل، فتراهم ينتقون أشياء ويهملون عن عَمْدٍ أشياء، ويخترعون أشياء ويلوون عنق أشياء... إلى آخر الوسائل المريبة التى يستعملونها فى هذا الغرض، بل سنكتفى فى كل مرة بسَوْق النص كما هو فى الإنجيل دون بتر شىء منه وتَرْكه يتكلم بلسانه هو لا بلساننا، محترمين المنطق والمنهج العلمى تمام الاحترام، وكذلك حرية كل إنسان فى الإيمان بما يشاء والكفر بما يشاء. وسوف يكون اعتمادنا على نسخة الكتاب المقدس التى تقدمها جمعية الكتاب المقدس بلبنان كما هو على المشباك، أما الشواهد فمن ترجمة سميث وفانديك. والآن على بركة الله نبدأ:

    الفصل الأول:

    "نسب يسوع"


    هذا نسَبُ يسوعَ المسيحِ اَبنِ داودَ اَبنِ إبراهيمَ: 2إبراهيمُ ولَدَ إسحق. وإسحق وَلَدَ يَعقوبَ. ويَعقوبُ ولَدَ يَهوذا وإخوتَه. 3ويَهوذا ولَدَ فارِصَ وزارَحَ مِنْ ثامارَ. وفارِصُ ولَدَ حَصْرونَ. وحَصْرونُ ولَدَ أرامَ. 4وأرامُ ولَدَ عَمَّينادابَ. وعَمَّينادابُ ولَدَ نَحْشونَ. ونَحْشونُ ولَدَ سَلَمونَ. 5وسَلَمونُ ولَدَ بُوعَزَ مِنْ راحابَ. وبُوعَزُ ولَدَ عُوبيدَ مِنْ راعُوثَ. وعُوبيدُ ولَدَ يَسّى. 6ويَسّى ولَدَ داودَ المَلِكَ.

    وداودُ ولَدَ سُلَيْمانَ مِن اَمرأةِ أوريَّا. 7وسُلَيْمانُ ولَدَ رَحْبَعامَ. ورَحْبَعامُ ولَدَ أبيّا. وأبيّا ولَدَ آسا. 8وآسا ولَدَ يوشافاطَ. ويوشافاطُ ولَدَ يُورامَ. ويُورامُ ولَدَ عُزَّيّا. 9وعُزَّيّا ولَدَ يُوثامَ. ويُوثامُ ولَدَ أحازَ. وأحازُ ولَدَ .حَزْقِيّا. 10وحَزْقِيّا ولَدَ مَنَسّى. ومَنَسّى ولَدَ آمونَ. وآمونُ ولَدَ يوشِيّا. 11ويوشِيّا ولَدَ يَكُنيّا وإخوَتَه زَمَنَ السبْـيِ إلى بابِلَ.

    12وبَعْدَ السّبْـي إلى بابِلَ يَكُنِيّا ولَدَ شَأَلْتَئيلَ. وشَأَلْتيئيلُ ولَدَ زَرُبابِلَ. 13وزَرُبابِلُ ولَدَ أبيهُودَ. وأبيهُودُ ولَدَ ألِياقيمَ. وألِياقيمُ ولَدَ عازُورَ. 14وَعازُورُ ولَدَ صادُوقَ. وصادُوقُ ولَدَ أَخيمَ. وأخيمُ ولَدَ أليُودَ. 15وأليُودُ ولَدَ أليعازَرَ. وأليعازَرُ ولَدَ مَتّانَ. ومَتّانُ ولَدَ يَعقوبَ. 16ويَعقوبُ ولَدَ يوسفَ رَجُلَ مَرْيمَ التي ولَدَتْ يَسوعَ الذي يُدعى المَسيحَ.

    17فمَجْموعُ الأجْيالِ مِنْ إبراهيمَ إلى داودَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ داودَ إلى سَبْـيِ بابِلَ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً. ومِنْ سَبْـيِ بابِلَ إلى المَسيحِ أرْبَعَةَ عَشَرَ جيلاً.

    ميلاد يسوع

    18وهذِهِ سيرَةُ ميلادِ يَسوعَ المَسيحِ: كانَت أُمٌّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرٌّوحِ القُدُسِ. 19وكانَ يوسفُ رَجُلاً صالِحًا فَما أرادَ أنْ يكْشِفَ أمْرَها، فَعزَمَ على أنْ يَترُكَها سِرُا.

    20وبَينَما هوَ يُفَكَّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبَّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: "يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الروحِ القُدُسِ، 21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلَّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ".

    22حَدَثَ هذا كُلٌّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا.

    24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوع"َ.

    أول شىء نلاحظه أن متى (إن كان كاتب هذا الإنجيل هو متى حقا) يقول عن عيسى عليه السلام إنه "ابن دواد بن إبراهيم". ولا يمكن أن يكون عيسى هو ابن داود ولا أن يكون داود هو ابن إبراهيم إلا على المجاز، إذ بين كل ابن من الابنين وأبيه أجيال وأجيال. ومع ذلك نسمع القوم يتصايحون ويولولون لأن القرآن يقول عن مريم: "ابنة عمران". فما الفرق بين هذا وذاك؟ ولماذا يبتلعون تلك ويرفضون هذه، وهما شىء واحد؟ وهذا بافتراض أن مريم ليست ابنة عمران حقيقة، إذ لا يوجد فى أناجيلهم الأربعة التى قبلتها الكنيسة أنها ابنة يواقيم الذى على أساسه يجأرون بتكذيب القرآن، بل لا يوجد مصدر أكيد يقول إن أبا مريم هو هذا اليواقيم، بل الذى قال ذلك أحد الأناجيل التى لا تعترف بها الكنيسة. أليس ذلك أمرا مضحكا؟

    الأمر الثانى أن مؤلف الإصحاح يقول عن داود إنه قد أنجب سليمان من امرأة أوريّا. أيدرى القارئ معنى هذه الإشارة؟ معناها أن جد عيسى وجدته هذين زانيان من الزناة القارحين الذين لا يخجلون: فداود، حسبما كتب مؤلفو الكتاب المقدس، كان ذات يوم يتنزه فوق قصره (أو لا أدرى ماذا كان يفعل هناك، ولعله كان يتفرج على غِيّة الحمام فوق القصر، أو يطيّر طيارة ورقية من التى يلعب بها العيال، يقتل بها الوقت ويتسلى من الملل)، فتصادف أن وقعت عيناه على بَتْشَبَع امرأة جاره وقائده العسكرى وهى تستحم عارية كما ولدتها أمها فى فناء بيتها المجاور للقصر. ويبدو أنها كانت تشتغل ممثلة فى هوليود وتقوم بأدوار الإسْتِرِبْتِيز الساخنة، وعرفتْ أن داود سوف يصعد إلى سطح القصر بعد قليل فاستعدت له بالطست والكوز والليفة والصابونة والحركات إياها التى تُسِيل لُعَاب الرجال إياهم، أو ربما اتصلت به هاتفيا أو برسالة فورية على الماسنجر فهُرِع إليها ليتلذذ بمفاتنها العارية، وكانت هى قد اتخذت أسخن الأوضاع وأشدها دفقا للدم فى العروق، اللهم إلا إذا أحسنّا بها الظن كما ينبغى للمؤمن أن يفعل، وقلنا إن غرفة الحمّام كانت تحت الصيانة حينئذ، وحُبِكَ الاستحمام ولم يعد لتأجيله من سبيل، وكانت السيدة الجليلة ربة الصون والعفاف مطمئنة إلى جارهم النبى الملك الذى "طلع شُورْبَة وأى كلام" فلم يكن عند حسن الظن به وصعد إلى السطح غير مراعٍ للجيرة ولا لعِرْض قائده حرمة. وكان ما كان مما لا بد أن نذكره، فظُنّ شَرًّا واسأل كما تحب عن الخبر، فهو خبر يُخْجِل حتى الأوباش، إذ أرسل داود إليها فجاءته وزنى بها، ثم لم يكتف بهذا بل تآمر على قتل زوجها ليخلو له وجه المرأة على الدوام، ثم لما نجحت المؤامرة وقُتِل الزوج استلحقها بحريمه، لكنْ بطبيعة الحال بعد استيفائها العدة! يا سلام على قوة الإيمان واحترام الشريعة! وقد أنجب منها سليمان، وربما كان سليمان (على كلامهم هم لا كلامنا) هو فَرْخ الزنا، أستغفر الله! وهذه هى جَدّة يسوع، وهذا هو جَدّه! أَنْعِمْ وأَكْرِمْ! ثم يقولون إن هذا كلام الله! أستغفر الله!

    الأمر الثالث أن مؤلف السِّفْر يَصِم يسوع وأمه وصمة عار، لأن نسب المسيح، حسبما ذكر، يبدأ من لدن آدم، وينتهى بيوسف النجار رجل مريم كما يقول! ولا أظن أن هناك ما يمكن أن يقال من جانبى تعليقا على هذا، فهو من الوضوح والشُّنْع بحيث لا أستطيع أن أضيف له شيئا من عندى، والعياذ بالله. أى أن المؤلف يردد ما يتهم اليهود به مريم، عليهم لعنات الله، إذ يجعلون من عيسى ابنا ليوسف منها. ولما لم يكن يوسف قد تزوج من مريم، فلم يبق إلا أن يكون ابنا لهما من الحرام. أستغفر الله استغفارا يوائم هذا الكفر، الذى نقول نحن (بسببه ولأسباب أخرى مشابهة له فى الشناعة) إن القوم قد حرّفوا كتابهم فيسبّون الرسول الكريم ويَقْرِفونه بكل نقيصة غباءً منهم وضلالاً، إذ المفروض أن الإنسان العاقل يحب من يدافع عنه ومن يفتح له بابا يخرج به من ورطته، لكن هؤلاء قد بلغوا فى الغباء مدًى جِدّ بعيد!

    الأمر الرابع أن مؤلف الإنجيل الذى يحمل اسم لوقا يقدّم للسيد المسيح نسبا مختلفا إلى حد بعيد عن سلسلة النسب المذكورة له هنا: مختلفا من حيث عدد حلقات السلسلة، ومختلفا من حيث سقوط بعض الأجداد هنا وهناك، ومختلفا من حيث اختلاف طائفة من الأسماء فى الأولى عنها فى الثانية. ثم يقولون بكل بجاحة إن هذا كلام الله! وإلى القارئ الكريم نسب السيد المسيح عليه السلام كما ورد فى الإصحاح الثالث من إنجيل لوقا، وأترك له مهمة المقارنة بين النسبين ليتسلى ويضحك ملء أشداقه: "23وكانَ يَسوعُ في نحوِ الثلاثينَ مِنَ العُمرِ عِندَما بدَأَ رِسالتَهُ. وكانَ النـاسُ يَحسِبونَهُ اَبنَ يوسُفَ، بنِ عالي، 24بنِ مَتْثاثَ، بنِ لاوِي، بنِ مَلْكي، بنِ يَنَّا، بنِ يوسُفَ، 25بنِ متَّاثِـيا، بنِ عاموصَ، بنِ ناحومَ، بنِ حَسْلي، بنِ نَجّايِ، 26بنِ مآتَ، بنِ متَّاثيا، بنِ شَمْعي، بنِ يوسفَ، بنِ يَهوذا، 27بنِ يوحنَّا، بنِ رِيسا، بنِ زرُبَّابِلَ، بنِ شأَلْتيئيلَ، بنِ نيري، 28بنِ مَلِكي، بنِ أدّي، بنِ قوصَمَ، بنِ المُودامِ، بنِ عِيرِ، 29بنِ يشوعَ، بنِ أليعازارَ، بنِ يوريَمَ، بنِ مَتثاثَ، بنِ لاوي، 30بنِ شَمعُونَ، بنِ يَهوذا، بنِ يوسُفَ، بنِ يونانَ، بنِ ألياقيم، 31بنِ مَلَيا، بنِ مَيْنانَ، بن متَّاثا. بنِ ناثانَ، بنِ داودَ، 32بنِ يسَّى، بنِ عُوبـيدَ، بنِ بُوعزَ، بنِ شالح، بنِ نَحْشونَ، 33بنِ عَمِّينادابَ، بنِ أدمي، بنِ عرني، بنِ حَصرونَ، بنِ فارِصَ، بنِ يَهوذا، 34بنِ يَعقوبَ، بنِ اَسحَقَ، بنِ إبراهيمَ، بنِ تارَحَ، بنِ ناحورَ، 35بنِ سَروجَ، بنِ رَعُو، بنِ فالجَ، بنِ عابرَ، بنِ شالحَ، 36بنِ قَينانَ، بنِ أرفكْشادَ، بنِ سامِ، بنِ نوحِ، بنِ لامِكَ، 37بنِ مَتوشالِـحَ، بنِ أخنوخَ، بنِ يارِدَ، بنِ مَهلَلْئيلَ، بنِ قينانَ، 38بنِ أنوشَ، بنِ شيتَ، بنِ آدمَ، اَبنِ الله".

    الأمر الخامس أن هناك تناقضًا حادًّا لا يمكن رَتْقه بين ما قاله المؤلف فى الفقرة رقم 18 عن السر الخاص بحمل مريم وما قاله هو نفسه فى الفقرة رقم 20، إذ مرة يقول: لقد تبين أنها حبلى من الروح القدس، ومرة يقول إن هاتفا جاء ليوسف بعد ذلك فى المنام قائلا له إنها حبلى من الروح القدس، وينبغى من ثم أن يقف إلى جوارها ويستمر فى خِطْبتها ولا يتركها. والسؤال هو: لِمَنْ تبيَّن إذن من قبل أنها حبلى من الروح القدس؟ ليوسف؟ أبدا، فها هو ذا يوسف كان يريد تركها بسبب شكه فيها لولا المنام الذى قيل له فيه إنها حُبْلَى من الروح القدس. للناس إذن؟ ولا تلك أيضا، فها هو ذا لوقا يقول إن الناس كانت تظن أنه ابن يوسف. أى أنه حتى بعد وقوع الولادة لم يكن الناس يعرفون أنه من الروح القدس! بل لقد ظلوا يقولون عنه إنه ابن يوسف النجار حتى بعد أن أصبح نبيا: "ولمّا أتَمَّ يَسوعُ هذِهِ الأمثالَ، ذهَبَ مِنْ هُناكَ وعادَ إلى بلَدِهِ، وأخَذَ يُعلَّمُ في مَجمَعِهِم، فتَعَجَّبوا وتَساءَلوا: "مِنْ أينَ لَه هذِهِ الحِكمةُ وتِلْكَ المُعْجزاتُ؟ أما هوَ اَبنُ النجّارِ؟ أُمٌّهُ تُدعى مَريمَ، وإِخوتُهُ يَعقوبَ ويوسفَ وسِمْعانَ ويَهوذا؟" (13/ 53- 55). والآن إلى الفقرتين المضحكتين: "كانَت أُمٌّهُ مَريَمُ مَخْطوبَةً ليوسفَ، فَتبيَّنَ قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ مَعَهُ أنَّها حُبْلى مِنَ الرٌّوحِ القُدُسِ. 19وكانَ يوسفُ رَجُلاً صالِحًا فَما أرادَ أنْ يكْشِفَ أمْرَها، فَعزَمَ على أنْ يَترُكَها سِرًّا. 20وبَينَما هوَ يُفَكَّرُ في هذا الأمْرِ، ظَهَرَ لَه مَلاكُ الرَّبَّ. في الحُلُمِ وقالَ لَه: "يا يوسفُ اَبنَ داودَ، لا تخَفْ أنْ تأخُذَ مَرْيمَ اَمرأةً لكَ. فَهيَ حُبْلى مِنَ الروحِ القُدُس"ِ.

    الأمر السادس أن الكاتب يقول إن هناك نبوءة بأن مريم ستلد ولدا وتسميه: "عمانوئيل"، ثم ينسى المؤلف المغيَّب الذهن فيقول قبل ذلك مباشرة، وعقب ذلك مباشرة أيضا، إن يوسف سماه: "يسوع" تحقيقا لهذه النبوءة. كيف؟ أفتونى أنتم أيها القراء الكرام، فقد غُلِبْتُ وغُلِبَ حمارى! إن هذا يذكّرنا بأغنية شادية التى تقول فيها إنها، من ارتباكها بسبب مشاغلة حبيبها لها، إذا طلب أبوها أن تُعِدّ له كوبا من القهوة فإنها تعد بدلا من ذلك كوبا من الشاى وتعطيه لأمها: "21وسَتَلِدُ اَبناً تُسمّيهِ يَسوعَ، لأنَّهُ يُخَلَّصُ شعْبَهُ مِنْ خَطاياهُمْ".22حَدَثَ هذا كُلُّه لِيَتِمَّ ما قالَ الرَّبٌّ بلِسانِ النَّبـيَّ: 23"سَتحْبَلُ العَذْراءُ، فتَلِدُ اَبْناً يُدْعى "عِمّانوئيلَ"، أي الله مَعَنا. 24فلمَّا قامَ يوسفُ مِنَ النَّومِ، عَمِلَ بِما أمَرَهُ مَلاكُ الرَّبَّ. فَجاءَ باَمْرَأتِهِ إلى بَيتِه، 25ولكِنَّهُ ما عَرَفَها حتى ولَدَتِ اَبْنَها فَسَمّاهُ يَسوع"َ. وبالمناسبة فلم يحدث أن سمى أحد سيدنا عيسى عليه السلام فى يوم من الأيام: "عمانوئيل" رغم أن كثيرا من النصارى الذين صبيانًا وبناتٍ ممن ليسوا أبناءً أو بناتٍ لله يُسَمَّوْن: "عمانوئيل"! كما أن بقية النبوءة التى تنسب لإِشَعْيَا عن حَبَل العذراء وولادتها طفلا يسمَّى: "عمانوئيل" تقول: "زبدا وعسلا يأكل متى عرف أن يرفض الشر ويختار الخير، لأنه قبل أن يعرف الصبى أن يرفض الشر ويختار الخير تُخْلَى الأرض التى أنت خاشٍ من مَلِكَيْها" (إشعيا/ 7/ 15- 16)، ولم يرد فى الأناجيل قط أنه، عليه السلام، قد أكل زبدا وعسلا، فهل نقول، بناء على هذا وطبقا لما جاء فى النبوءة، إنه لم يستطع أن يرفض الشر ويختار الخير؟ يا للداهية الثقيلة!

    ثم إن الكلام هنا عن طفلٍ بشرى تماما، طفلٍ يجرى عليه ما يجرى على كل أطفال البشر، فهو لم ينزل من بطن أمه عارفا الخير والشر كما ينبغى لابن الإله أن يكون، وهذا إن كان من الممكن أو حتى من اللائق أن ينزل ابن الإله من بطن امرأة (وهو الأمر المستحيل بطبيعة الحال)، بل عليه أن يمر بعدة مراحل حتى يكتسب موهبة التعرف إلى الخير والشر والتمييز بينهما. ولقد رجعت إلى كتاب "A New Commentary on Holy ******ure" (لندن/ 1929م) لأمحص ما أرى أنه هو التفسير الصحيح أو الأقرب إلى الصحة على الأقل، فوجدت محرريه: تشارلز جور وهنرى جاودج وألفرد جيوم يقولون إن إشعيا إنما كان يتنبأ بما سيحدث لبنى إسرائيل فى المستقبل القريب، وإن حَبَل العذراء ليس إلا إشارة إلى الآية التى سيقع عندها ما أخبر به، إلا أن النصارى قد استغلوا تلك النبوءة فى الكلام عن ميلاد عيسى عليه السلام، وهو ما لا يوافق عليه اليهود أبدا. وقد ورد فى شرح المحررين المذكورين أن النبوءة تقول إن التى ستحبل وتلد طفلا يسمى عمانوئيل هى "damsel"، وليس "virgin" التى تستعمل للعذراء مريم عليها السلام، وهو ما يعضده استخدام بعض الترجمات الفرنسية عندى لكلمة "la jeune fille"، وإن كنت وجدتها فى بعض الترجمات الفرنسية والإنجليزية الأخرى "vierge, virgin: عذراء". وقد انقدح فى ذهنى عندئذ أن السبب فى هذا الاضطراب هو أن الكلمة الأصلية تعنى "damsel"، التى تعنى أيضا "غادة، آنسة، صبية"، وأن رغبة النصارى فى تحميلها المعنى الذى يريدون هى المسؤولة عن ترجمتهم لها بــ"عذراء".

    ومرة أخرى لم يكتف العبد لله بذلك، بل اتخذتُ خطوة أخرى فرجعت إلى مادة "IMMANUEL" فى موسوعة "The International Standard Bible Encyclopedia" لأقرأ تحت هذا العنوان الجانبى: "The Sign of Immanuel" السطور التالية عن النبى إشعيا والعلامة الثانية التى عرضها على الملك أحاز كى يَثْنِيَه عن تحالفه مع مملكة آشور، هذا التحالف الذى رأى أنه يؤدى إلى التبعية لتلك الدولة:

    He then proceeds to give him a sign from God Himself, the sign of "Immanuel" (Isaiah 7:14). The interpretation of this sign is not clear, even apart from its New Testament application to Christ. The Hebrew word translated "virgin" in English Versions of the Bible means, more correctly, "bride," in the Old English sense of one who is about to become a wife, or is still a young wife. Psalms 68:25 English Versions of the Bible gives "damsels."

    Isaiah predicts that a young bride shall conceive and bear a son. The miracle of virgin-conception, therefore, is not implied. The use of the definite article before "virgin" (ha-`almah) does not of itself indicate that the prophet had any particular young woman in his mind, as the Hebrew idiom often uses the definite article indefinitely. The fact that two other children of the prophet, like Hosea's, bore prophetic and mysterious names, invites the conjecture that the bride referred to was his own wife. The hypothesis of some critics that a woman of the harem of Ahaz became the mother of Hezekiah, and that he was the Immanuel of the prophet's thought is not feasible. Hezekiah was at least 9 years of age when the prophecy was given (2 Kings 16:2).

    Immanuel, in the prophetic economy, evidently stands on the same level with Shear-jashub (Isaiah 7:3) as the embodiment of a great idea, to which Isaiah again appeals in Isaiah 8:8 (see ISAIAH, VII).

    يتبع
    التعديل الأخير تم بواسطة دفاع ; 25-10-2008 الساعة 09:30 PM
    قال الله تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿23﴾ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿24﴾ الأحزاب

    إن الدخول في الإسلام صفقة بين متبايعين.. .الله سبحانه هو المشتري والمؤمن فيها هو البائع ، فهي بيعة مع الله ، لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ، ولا في ماله.. لتكون كلمة الله هي العليا ، وليكون الدين كله لله.


    دار الإفتاء المصرية ترد على شبهات وأباطيل أهل الباطل
    ( هنا دار الإفتاء)

رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. موقع الدكتور إبراهيم الفقي
    بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-02-2012, 08:46 PM
  2. شخصية الأسبوع (6) ... الدكتور إبراهيم عوض
    بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-07-2008, 06:53 PM
  3. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 28-03-2007, 09:05 PM
  4. صحف إبراهيم وموسى
    بواسطة السيف البتار في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-10-2006, 06:09 PM
  5. مناظرة الدكتور محمد نسمه مع الدكتور المصرى مسخرة ههههه
    بواسطة gad8882000 في المنتدى منتدى غرف البال توك
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-03-2006, 03:56 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح

رسالة من الدكتور إبراهيم عوض إلى القُمّص المنكوح