النصارى أشد الأمم افتراقاً في دينهم
وأما خبر ما عندكم أنتم فلا نعلم أمة أشد اختلافاً في معبودها ونبيها ودينها منكم ، فلو سألت الرجل وامرأته وابنته وأمه وأباه عن دينهم لأجابك كل منهم بغير جواب الآخر ، ولو اجتمع عشرة منهم يتذاكرون الدين لتفرقوا عن أحد عشر مذهباً .
مع اتفاق فرقهم المشهورة اليوم على القول بالتثليث وعبادة الصليب، وان المسيح ابن مريم ليس بعبد صالح ولا نبي ولا رسول ، وأنه إله في الحقيقة ، وأنه هو خالق السموات والأرض والملائكة والنبيين ، وأنه هو الذي أرسل وأظهر على أيديهم المعجزات والآيات، وأن للعالم إلهاً هو أب والد لم يزل ، وأن ابنه نزل من السماء وتجسم من روح القدس ومن مريم وصار هو وابنها الناسوتي إلهاً واحداً ومسيحاً واحداً ورازقاً واحداً ، وحبلت به مريم وولدته ، وأخذ وصلب وألم ومات ودفن ، وقام بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين أبيه.