شبهة جديدة


زكريا ومريم:

فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا المِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ; (آية 37).

قالوا إنّ زكريا هو الذي كفل مريم ووضعها في محراب، وكان يغلق عليها سبعة أبواب. فإذا دخل عليها المحراب وجد عندها فاكهةً في غير وقتها: فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء. وقالوا كان يأتيها رزقُها من الجنَّة، فيقول زكريا: يا مريم أَنَّى لكِ هذا؟ فتقول هو من عند الله. تكلمت وهي صغيرة في المهد كما فعل ولدها عيسى. وقال محمد بن اسحق: أصابت بني إسرائيل أزمة حتى ضعُف زكريا عن حملها وكفالتها. فاقترعوا (على كفالتها) فوقعت القرعة على نجارٍ يقال له يوسف، فعرفت مريم في وجهه شدّةً، فقالت له: يا يوسف أحسِنْ بالله الظن فإنه سيرزقنا . فإذا أتاها بشيءٍ أنماه الله وزاده، فيدخل زكريا عليها فيقول يا مريم أنّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله .

فنقول: (1) من تتبَّع جدول نسب مريم العذراء يجد أنها من نسل داود، أي من النسل الملوكي، فقول القرآن إن زكريا كان يكفلها خطأ.

(2) أخطأ أيضاً في قوله إن الله كان يأتيها بفاكهةٍ في غير أوانها، من الجنة، فإن الجنة ليست محل أكل وشرب، ونعيمها لا يقوم بالملاذ المادية الجسدية، بل كل تنعماتها روحية.

(3) يخبرنا الكتاب المقدس أن القديسة مريم كانت مخطوبة ليوسف، فوُجدت حبلى من الروح القدس قبل أن يجتمعا، فظهر له الله في رؤيا وأخبره أن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس، وسيُدعى اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم (متى 1).

(4) كان الشرع اليهودي يحرّم وجود امرأة داخل الهيكل، ولكنهم يقولون إن مريم كانت مقيمة بالهيكل، وهذا خطأ لا يقع فيه من كان على علم بحقائق الشريعة اليهودية.

تحت التجهيز