اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهراء مشاهدة المشاركة
ويبقى السؤال يا نصارى..

ما المقصود بالولادة هنا وما المقصود بالإنبثاق؟!..
وما الفرق بين هذا وذاك؟!
سأنقل لكِ وجهة نظر الكنيسة في هذا الشأن .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إنبثاق الروح القدس

الأب متى المسكين



"وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يو 15 : 26).

لسنا فى صدد بحث لاهوتى , و لكن قول المسيح:" سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ" , أجبرنا ان نتتبع المعنى اللاهوتى فى كلمتى "الإنبثاق" و "الإرسال".

لو تعمقنا معنى الإنبثاق نفهمه انه دوام الإنبعاث , كإنبعاث النور من مصدره أو كإنبعاث الروح من مصدر الحياة , حتى إن كلمة "إنبعاث" فى الأصل العبرى تحمل تماماً معنى "الإنبثاق".

و قد رجعنا الى القديس باسيليوس فى إحدى رسائله عن الروح القدس , فوجدناه يتكلم عن الإنبثاق هكذا:

"الروح القدس الذى من نبعه تستمد كل الخليقة صلاحها هو مُتصل بالإبن ولا يُدرك إلا مُتصلاً به , أما كيانه فيأخذه من الآب الذى ينبثق فيه...الإبن هو الذى يُعلن الروح القدس , الروح القدس ينبثق من الآب فى الإبن...الروح القدس يُستعلن فى الإبن و به"[1] ([Only Registered Users Can See Links]_ftn1).

و قول القديس باسيليوس يُنير عقولنا جداً , و خصوصاً فى جعل الإنبثاق شديد الوضوح أنه من الآب فقط ولا يُمكن أن يكون من الآب و الإبن , إذ جعل الإنبثاق فعلاً غائياً , أى له غاية , و غايته تنصب فى الإبن: مُنبثق من الآب فى الإبن.

إذن لا يمكن ان يكون مُنبثقاً من الآب و الإبن و إلا لزم أن يكون مُنبثقاً منهما فى آخر أو إلى آخر , و من يكون هذا الآخر؟

لا يُمكن ان يكون العالم او الإنسان , لأن هذا معناه: إما أن يكون العالم او الإنسان قائماً أزلياً كأزلية الإنبثاق! و إما ان الإنبثاق نفسه – المُتعلق بالعالم او الإنسان (غير الازلى) – هو أيضاً غير أزلى , و كِلا الوضعين خطأ.

أما إذا قيل أن الروح القدس مُنبثق من الآب و الإبن الى لا شىء , فهنا تُصاب كلمة "الإنبثاق" بعجز كلى يُفقدها معناها و مبناها , كأن تقول مثلاً إن النور مُنبثق من المصباح الى لا شىء. فالنور إن لم يكن له ما يستقبله , كيف يُدعى نوراً أو كيف يُقال إنه مُنبثق؟

كذلك الروح القدس هو روح و نور و حق و حياة و حث مُنبثق من الآب و مُستقر فى الإبن , مُعلن ايضاً بالإبن , و على هذا الأساس إستطاع المسيح ان يرسله من عند الآب.

نقلاً عن:

العنصرة (يوم الخمسين) , الأب القمص متى المسكين , إصدار دير القديس أنبا مقار , الطبعة الثالثة 2002 , ص 19 – 21.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

واللهِ الناس دي بتلف حول نفسها ويعودوا من حيث بدأوا