شـــركاء .. أم أوصــــياء ..؟

بل شركاء ..

إن من مفتنات القول والفهم والتفكير..أن يضن بعض المسلمين أن من واجبات المسلم إدخال الناس كافة في الإسلام .. من أجل أن يصبح الإسلام دين البشرية قاطبة .. !

دون أن يدرك هـذا النفر مـــن المسلمين .. الفرق بيـن واجب السعي للتعريف بالإسلام .. وتبليغه هديه الرباني للعالمين وتركهم من ثم أحرارًا .. يقررون لأنفسهم ما يفتح الله به عليهم .. وبين إجبار الناس على الدخول في الإســـــــــــلام و إكراههم على ذلك .. والبعض يذهــــب إلى اكثر مــــن ذلك .. حيث يرى ويعتقد بأن مـــن واجب المسلمين, العمل على إقامة دولة الإسلام العالمية في الأرض .. ليخضع الناس من بعد جميعًا على اختلاف أديانهم وأعراقهم وأجناسهم لإمامة واحدة هي الإمامة المسلمة .. وأن يصبح البشر كافة مواطنين خاضعين لدولة واحدة في الأرض هي دولة الإسلام .. ؟!
دون أن يدركوا هذا البعض من المسلمين الفرق بين أن يخضع الناس جميعًا لسلطان الله في الأرض .. وبين أن يخضعوا لسلطان المسلمين ودولة الإسلام . لاشك نحن المسلمين .. نعتقد ونرغب أن نخضع نحن والنـــاس جميعاً لسلطان الله - رغبة منهم وطواعية - وليحكموا أنفسهم وحياتهم وفق غاياته العليا , وسلطان الله في الأرض يقوم على ثلاث غايات وكليات عليا هي :

1.إقامة العدل,
2.صون كرامة الإنسان,
3.عمارة الأرض وعدم الإفساد فيها.

أجل نحن المسلمين نرغب ونرغب الناس جميعًا أن يلتزموا هذه المبادئ الربانية العليا .. لتصبح أساسًا راسخًا لمضمون وغاية الحكم عند الناس جميعًا في بلدانهم وتحت سلطانهم .. ولا نسعى ولسنا مكلفين ديانة أن نسعى لكي نحكم العالم بهذه المبادئ .. ولكن المطلوب منا ديانة والمكلفون به وجوبًا .. هو أن يكون المسلمون الأنموذج العملي لتطبيق سلطان الله في الأرض .. وذلك من خلال العمل بجدية وإخلاص وبكفاءة ومهارة على تطبيق شريعة الله القائمة على مثل هذه المرتكزات الثلاثة وغيرها .

ولذا لا نقر ما يدعيه بعض المسلمين خطأً وعن سوء فهم منهم للإسلام ورسالته السمحة.. من أن الناس في العالم ينبغي أن يخضع لدولة الإسلام الواحدة .. وليصبحوا مواطنين في دولة الإسلام , أو أن يخضعوا جميعًا لسلطان الله بقيادة مسلمة .