حسبنا الله ونعم الوكيل



ليس من الغريب أن تتكالب الحملات المعادية للإسلام أو المشككة في سمو تعاليمه ، أو الرامية إلى تشويه صورته الحقيقية ، فمنذ أن جاء الإسلام دعوةً للسلام والخير والرقي الإنساني ؛ لم ينج من معاداة الجهلاء والحمقى ، أو الضآلين المفسدين ؛ أو الحاقدين المتربصين .
وليس غريباً أن يكون الهدف الأول لهذه الحملات هو زعزعة عقيدة الشباب المسلم وضرب أفكاره وثوابته ، لكن شباب الإسلام أثبتوا في كل موقف أنهم قادرون على مواجهة هذه الحملات والتصدي لها ، وأنهم حصن هذه الأمة وحامي عقيدتها وهويتها .
لكن الخطر ؛ أعظم الخطر ؛ أن تأتي الهجمة من داخلنا ، وأن نجد بعض من لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ؛ ينبري للهجوم على الإسلام لأغراض وأهواء لا يعلمها إلا الله ، وللظهور في عباءة الثقافة والانفتاح والتحرر الفكري .
والطامة الكبرى ، أن يكون هؤلاء ممن أُوكل إليهم أمانة تنشئة أجيال من شبابنا وتشكيل هويتهم وأفكارهم ، فخانوا الأمانة وتحولوا من مصابيح هدى إلى بؤر ظلام ، ومن معاول بناء إلى معاول تخريب وتدمير .
وكأنه لايكفيهم ما يتعرض إليه الإسلام وشبابه من هجمات خارجية شرسة ، فأبوا إلا أن يأتي الهجوم من بين أيدينا ، وهذا هو الخطر الأعظم .

هناك في كلية التربية جامعة القاهرة فرع الفيوم ؛ معول هدم وتخريب لا يتوقف عن تدمير عقيدة وأفكار شبابنا بنفث سمومه وأفكاره الهدامة ، ولا يتوانى عن نشر هذه الأفكار من خلال الصحف والمواقع الإليكترونية : وسنورد هنا أمثلة على بعض سمومه مما نشر علنا :
إنه د./ عبد الرحمن كامل عبد الرحمن محمود ، أستاذ المناهج وطرق التدريس المساعد في جامعة القاهرة ، كلية التربية في الفيوم.
ويمكن مراجعة بعض مقالاته على موقع جريدة "عرب تايمز "
فيقول في مقاله الذي يتحدث فيه عن " إرهاب الإسلام " تحت عنوان " المناهج والإرهاب " والمنشور على هذا الرابط :
http://www.arabtimes.com/mixed3/doc34.html

- كيف يأمر القرآن بعدم القتل والله نفسه يحب القتال والمقاتلين: ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) سورة الصف 4.
-كيف يأمر القرآن بعدم قتل النفس في الوقت الذي جعل فيه القتال فريضة إلهية مقدسة مثلها مثل الصلاة والصيام: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ) سورة البقرة 183. ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ) سورة البقرة 216
- كيف يطالب القرآن المسلمين بعدم الاعتداء في الوقت الذي يطالبهم وبشدة بالاعتداء على الآخرين وذلك في قوله: ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة 29 . لاحظوا كيف أن الآية تبدأ بأمر (قاتلوا).
- وهو الذي يأمر اتباعه بقتل المخالفين أينما وجودوا: ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) البقرة 191
- كيف يمكن أن يتحقق احترام المسلمين لليهود والمسيحيين والقرآن يخاطبهم بأوصاف تحقيرية بشعة: مثل قوله ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً ) الجمعة 5. وقوله : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) ‏‏الفرقان 44، الإسراء 4. وهم أيضاً الفاسقون: البقرة 59، المائدة 2وهم الظالمون: الأعراف 148 و150
- إن أوامر القرآن وتعاليمه واضحة وصريحة: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ) نهي عام بعدم اتخاذ اليهود والنصارى أولياء ولا أصدقاء - راجع آل عمران 118.
- وقال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله
أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ والعنصرية بعينها؟

أما في مقاله ( التكنولوجيا والكلامولوجيا ) والذي يحاوله فيه عقد مقارنة مغلوطة وفقاً لمعايير خاطئة يتبناها فكره القاصر ؛ يقول في بعض عباراته :

- أرى " الإسلام " و " الغرب " صراعا بين حضارتين : إحداهما تجعل سكونية الثبات والدوام أساسها ، وأخرى تجعل دينامية الحركة والتطور أساساََ لها.
- ولذلك اهتم الغرب بالتجارب ، فحللوا الواقع وملأوا الدنيا بتجاربهم وعلومهم واختراعاتهم ، وانشغل غيرهم بالمصدر الذي أتت منه القوانين التي تحدد سلوكهم ، فاهتموا بالحلال والحرام ، والنار ، وعسل الجنة ، وخمر الجنة ، ولحم وطيور الجنة ، ومن سيدخل الجنة ، وما مصير أهل الأعراف ـ الذين يقفون على جبل بين الجنة والنار ، وتوجد سورة كاملة باسمهم في القرآن ـ هل سيدخلون الجنة أو النار؟!!!!! ....وما إلى ذلك من كلام يسمونه " علما " وهو لا يعدو كونه ميتافيزيقا أو "كلامولوجيا" فكان لابد من الصراع بين العرب والغرب ، وإن شئت قل : الصراع بين التكنولوجيا والكلامولوجيا .

- و " العمر " إن تأملناه هو الوقت ، وهو هذه اللحظات التي تمر عليك قارئا هذه السطور ، ثم استثمار ما وعيت مما قرأت حتى يصير إضافة ، ثم تضيف إليها أنت في سائر وقتك ما يثريها ، ويجعل الدنيا تعمر من بعد خراب ، وتزدهر بعد إقفار . وهي عند آخرين لحظات محطمة ملوثة ، تنحط بها الدنيا زهدا فيها ، عيشا على زبد الوعود ، ومعسول الكلام في حياة أخرى ، غير دنيا الواقع التي يعيش فيها الأفاعي والجرذان ، ينعق فيها البوم والغربان ، وهم لا يدرون أنها ما خربت أو تلوثت إلا لإهانة الإنسان معنى " التكنولوجيا " السامية الشأن .

- فما أولانا بعلوم واقعية ، تملأ دنيانا بالتكنولوجيا بفضل الأمناء المنتجين الأقوياء ، وتقرع آذاننا بتحجيم مساحات الضياع الزمني من الكلام الفضفاض المطاط الأجوف ( كالدعاء الذي هو وسيلة العاجز ، ويسميه مخ العبادة ، وكتهديدات أسامة بن لادن لأمريكا ، وما يود أن يعقده من صلح مع أوروبا ، وحماس التي صرحت بأنها ستزلزل إسرائيل ، وما إلى ذلك من كلام مرسل ) .

ثم يقول ساخراً مستهزئاً :

إن أمريكا اليوم تخاف من " الدعاء " خصوصا دعوات المشايخ والأئمة والدعاة وأولياء الله الصالحين ، تخاف من أن يدعو عليها " الإسلاميون الإرهابيون " دعوة وزنها يبلغ ألفين كيلو جراما تزلزل أمريكا ، بل وتزلزل حلفاءها !!!!!! إنها الكلامولوجيا الخادعة ، وأصحابها المخدوعون الواهمون الحالمون . " اللهم انصرنا على اليهود وأعوانهم ، وزلزل الأرض تحت أقدامهم ، وجمد الدماء في عروقهم ، اللهم عليك بهم .................إلخ

وفي مقال آخر له بعنوان " كهنوتية الإرهاب " يثير تساؤلاً مغرضاً :

إن السؤال الذي يفرض نفسه : هل يوجد بالفعل إسلام نموذجي معياري موضوعي منفصل عن فهم جماعة بشرية في ظروف تاريخية واجتماعية متميزة ؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا اختلف المسلمون في فهم الإسلام ؟ ولماذا تعددت التصورات من بيئة إلى بيئة أخرى ؟ ومن فترة زمانية إلى فترة زمانية أخرى؟ ولماذا نحتاج للاجتهاد والقياس وهما من الأصول التشريعية التي أجمع الفقهاء على ضرورتها مع خلافهم حول طبيعة الإجماع ، ومداه ؟

ثم يجيب على تساؤله :

إن تاريخ تفسير القرآن ليس إلا تاريخ الجماعات الإسلامية المختلفة ، والقوى المتعارضة لصياغة موقف مبالغ فيه ، لا يصدقه الواقع ، بل قد يكون شطحات خيال ، أكثر من كونه تفسيرا .

وينهي مقاله بقوله :

ويبدو لنا أن من الخير أن يجعل المرء له مبادئ واقعية ـ بعيدا عن شطحات الخيال ، والأوهام ، وزبد الوعود ، ومعسول الكلام ـ فيكون محكوما بيقينه ، وفكره ، لا بظنه ، وخياله ، وأوهامه ، وبذلك يكون بناؤه قارا في حيزه الإنساني .


ولأن كاتب هذه الكلمات والمروج لهذه الأفكار ؛ وغيرها الكثير ؛ في موقع مسؤولية تؤهله لتخريب فكر وعقيدة الآلاف من شبابنا ، حيث ما زال يعبث بأفكار طلابه في الجامعة ؛ فإن علينا التحرك لمواجهة مثل هذا الخطر .
إنه بلاغ إلى كل من أنعم الله عليه بنعمة القلم ، وإلى كل من حملهم الله أمانة الكلمة ، وإلى كل من شرفه الله بنعمة الإسلام ، وإلى كل مسلم غيور على الإسلام والأمة الإسلامية ، وبلاغ إلى كل المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ، وإلى كل من يتحمل مسؤولية التعليم في مصر وعلى رأسهم وزير التعليم العالي ورئيس جامعة القاهرة وعميد كلية التربية فرع الفيوم ...
إننا نطالب الجميع بحماية أبناءنا وشبابنا من هذا التخريب لأفكارهم وعقيدتهم ، والوقوف في مواجهة هذا الخطر . ونطالب بتطهير الحرم الجامعي من دنس هذه السموم الهدامة والمغرضة .

إيميل كاتب هذه المقالات والداعي إلى هذه الأفكار الهدامة هو :
kam12005@hotmail.com
kam12005@yahoo.com

ويمكن الرد على هذه المقالات على صفحات جريدة عرب تايمز عن طريق ايميل الجريدة: arabtimesnewspaper@hotmail.com