وهذه القوامة التي جعلها الإسلام للرجال ليست قوامة تسلط وظلم ,ولكنها قوامة مسئولية وحكمة وعدل وصبر وتحمل فيجب على الرجل ان يكون أمينا على هذه المسئولية.
ولقد أمر الله سبحانه بمعاشرة النساء بالمعروف فقال تعالى:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) (النساء : 19 )
الا ما اعظم هذه الآية في تربية الأزواج على مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب والمشي على هدي الرسول في معاملته لأزواجه
والمعروف الذي أمر الله تعالى به في قوله:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) هو لفظة جامعة لكل خير وبر وإحسان فقد أمرت هذه الجملة اليسيرة بكل خير ونهت عن كل شر وهذا من دلائل إعجاز الكتاب العزيز وكمال بلاغته وسمو معانيه.
ومن المعاشرة بالمعروف ما يلي:
1- الصبر والمداراة :نظرا لاختلاف طبائعالنساء عن الرجال و تحكم العاطفة بهن فقد أوصى النبي :salla-s: بمدارتهن وملاينتهن والصبر عليهن والرضا من أخلاقهن باليسير وعدم المبالغة في تقويمهن بما لا فائدة من ورائه سوى تعرض الحياة الزوجية للتصدع والانهيار قال صلى الله عليه وسلم :( استوصوا بالنساء خيرا فانهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا ) متفق عليه .
وفي رواية البخاري ( المرأة كالضلع إن أقمتها كسرتها وإن استمتعت بها وفيها عوج)
وفي حديث آخر (إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها) رواه ابن حبان وصححه الألباني.
فهذا الحديث يمثل قاعدة في فهم طبائع النساء ويقدم الأسلوب الأمثل في معاملتهن وتقويمهن فالتقويم و الإصلاح واجب ولكن إذا أدى ذلك الى ضرر أكبر كان تركه أولى ويمكن تركه مدهثم معاودة الأمر به فيما بعد فقد تكون المرأة في المرة الأولى غير مهيأة لقبوله بينما تكون مهيأة لقبوله بعد ذلك .
فعلى الرجل أن يتفهم طبيعة المرأة ولا يعاملها كما يعامل أبناء جنسه من الرجال .بل يلاينها ويلاطفها ويرفق بها عند التقويم والإصلاح فما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء إلا شانه .
2- النفقة بالمعروف: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ) (النساء : 34 )
عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال : يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال ::salla-s:( أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر الا في البيت ) رواه ابو داود والنسائي وصححه الألباني)
بل ان النبي :salla-s:جعل أفضل النفقه على الزوجه فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله :salla-s: قال يوما لأصحابه :(تصدقوا) فقال رجل يا رسول الله عندي دينار فقال :salla-s:( أنفقه على نفسك) فقال عندي آخر فقال :salla-s::(أنفقه على زوجك) قال : عندي آخر . قال:( أنفقه على ولدك) قال عندي آخر قال : ( أنفقه على خادمك) قال عندي آخر . قال :( أنت أبصر ) رواه احمد والنسائي وصححه الألباني)
وقال :salla-s:( أفضل دينار :دينار ينفقه الرجل على عياله) رواه مسلم .
فإذا كان الزوج بخيلا؟لا ينفق على زوجته وعياله فللزوجة ان تأخذ من ماله ما يكفيها ويكفي ابنائها بالمعروف اي بغير اسراف ولا تبذير ولا افساد في مال الزوج ... قال صلى الله عليه وسلم ( خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك) وهذا قوله :salla-s:لهند بنت عتبه زوجه ابي سفيان وكان بخيلا.


يتبــــــــــــــــع