بسم الله الرحمن الرحيم

معالم منهجية الرسول صلي الله عليه و سلم في البلاغ المبين

إن دعوة الرسول صلي الله عليه و سلم كمبلغ عن ربه سبحانه وتعالى ، دعوة عالمية إنسانية ، موجهة إلى كافة الخلق بخطاب أخلاقي ، وعقلي ، غايته بناء الحضارة التي يكون بمقدورها تحقيق مقاصد الشارع في الخلق ، وتوفير موجبات الاستخلاف للعباد . لقد كان عليه الصلاة والسلام يخاطب الناس حسب أفهامهم ، ودرجات وعيهم ، وقدراتهم ، وفي كل خطابه راعى الرحمة ، والتيسير على الخلائق ، وحملهم محمل المصلحة ، ورفع الحرج ، ونبذ شرائع الإصر والأغلال ، وإدخالهم في السلم كافة ، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (الأنبياء : 107) . وقال رسول الله : (يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا ).

وعليه ، فدراسة منهجية الرسول في البلاغ المبين ، يجب أن تتم على أساس هذا الوعي الغائب ، والجاري على المصلحة.

وإذا كانت منهجية الرسول مستندة إلى قاعدة المصلحة ، واليسير ، والعلم بحاجات الخلق ، وقدراتهم ، ومراعاة أحوالهم في السراء والضراء ، والمنشط والمكره ، فإن فهمها كمنهجية لفعل حضاري توحيدي ، يجب أن يتأسس على هذا الفقه المصلحي . ونحن هنا لكي نفهم المنهجية النبوية لابد أن ندرسها من خلال بعض المداخل المهمة ، والتي منها:

- البعد التوحيدي .

- البعد المقاصدي .

- البعد البلاغي ( الدعوة ) .

- البعد السُنني .

- البعد العقلي ( العملي ) .

- البعد الأخلاقي .

- البعد الزماني .


وسيتم توضيح بعض تلك الأبعاد فيما يلي ان شاء الله