

-
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا ، الذي أرسل رسوله – للعالمين -
بالهدى ودين الحق ؛ ليرشد الضالين ، وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ، مالهم به من علم ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا .
صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .
لا شك أن علم النقد النصي " T extual Criticism " قد وجه عدة ضربات موجعة للمنصرين ، إذ أنه قد أفقدهم مصداقيتهم ، وأكد الحقائق التي ذكرها القرآن الكريم ورسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بشأن ما حدث في أسفار أهل الكتاب من تحريف وحذف وإضافة .
لذلك توجه الكثير من المستشرقين لتطبيق " علم النقد النصي " على القرآن الكريم ، وفي الحقيقة أن فلح هذا العلم مع معظم نصوص الكتاب المقدس [1] ، فإنه لا جدوى له مع القرآن الكريم .
فقد فات على هؤلاء المستشرقين أن طريقة حفظ ونقل القرآن تختلف مع الكتاب المقدس إختلاف الليل والنهار ، فطريقة نقل القرآن تختلف جذرياً بين القرآن الكريم والكتاب المقدس ، ولنا في ذلك مثل وهو " السند المتصل " الذي نُقل بواسطته القرآن الكريم ، بينما لا تعرف أسفار الكتاب المقدس عنه شيئاً .
فإذا تم نقد لأحد نصوص الكتاب المقدس من خلال مخطوط ما فهذا أمر منطقي ، أما أن يتم نقد للقرآن الكريم من خلال مخطوط فهذا أمر غير منطقي وغير معقول .
إذ أن القرآن لم يعتمد في نلقه على المسطور وإنما على المحفوظ ، عكس الكتاب المقدس .
ولذلك فمعايير وقواعد النقد النصي لا تصلح أن تُطبق على القرآن الكريم .
ولعل أبرز مظاهر هذا هو إكتشاف عدد من المصريين عدد من الأخطاء الناتجة عن الطباعة في بعض المصاحف وتم على إثر ذلك سحب هذه المصاحف من الأسواق .
لذلك فلو ضاعت جميع مصاحف الأرض لن يضيع القرآن الكريم ، بل سنكتفي بإحضار أصغر أطفالنا من غير العرب من حفاظ القرآن الكريم ليقرؤوه علينا بما حفظوه في صدورهم .
لقد ظهرت في هذه الأيام حملة شوعاء تطعن في القرآن الكريم وعصمته من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة في صنعاء أو من خلال ما يسمى بـ " النقد النصي للقرآن " .
فمنذ وقت ليس ببعيد رأيت أحد مواقع الدعارة الفكرية ومنتديات المراحيض التصيرية – المستترة زوراً تحت مسمى حوار الإديان – تطعن في عصمة نصوص القرآن الكريم وسلامة نقلها من خلال عدد من المخطوطات القرآنية المكتشفة بصنعاء .
وبعدها بقليل حدثني القمص بسيط أبو الخير عن نفس الأمر قائلاً " لو تحدثت في هذا الأمر لصدمتك " [2] .
والناظر لهذه المواضيع وهذه الشبهات لا يوجد سوى رائحة التفاهة التي تفوح منها ، وكُتاب هذه المواضيع يستشعرون هذا بأنفسهم .
فالدعاوى التي قدموها أوهي من بيوت العنكبوت ، فنجد على سبيل المثال إتهام القرآن بالتحريف لإختلاف رسم كلمة " كلما " كما هو موجود في الرسم العثماني وبين " كل ما " كما جاء في أحد المخطوطات ، أو عدم وجود كلمة غيابها يمثل خلل بمعنى الآية وبدونها تصبح لا معنى لها مثل قوله تعالى :
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ( 28 ) المائدة
ففي إحدى المخطوطات لا توجد كلمة " رب " ، فما معنى الآية بدون كلمة رب ؟ وهل بدونها يستقيم المعنى ؟
كل هذه أسئلة بديهية تقال وغياب هذه الكلمة راجع لخطأ بلا محالة من ناسخ المخطوط ، ومثل هذه الأخطاء موجودة عندهم يقرونها ويتعرفون بيها ويصنفونها على أنها أخطاء مقصودة وأخطاء غير مقصودة .
لذلك فلا يمكن أن تكون الحجة في نقل القرآن هي المكتوب دون المحفوظ ، لأن المحفوظ هو العمدة وهو الأساس في نقل القرآن ، وهو الحجة على المكتوب .
حتى أنه بعد نسخ المصاحف على عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يكتفي بإرسال المصاحف للأمصار ، بل أرسل معهم القراء لعدم كفاية المصاحف وحدها ، ولو كان ذلك كذلك لكان بالأحري الإقتصار على إرسالها للأمصار .
لذلك لن تقوم حجة بأي مكتوب على المحفوظ ، وهذا هو أساس الموضوع الذي فات على المستشرقين والمنصرين لعدم معرفتهم بـ " التواتر " و " السند المتصل " ، وهذا ما أغلفه متناولي الموضوع .
ولذلك فمثل هؤلاء الذين زعموا أنهم مسوا بذلك عصمة القرآن الكريم أو صدموا المسلمين بحديثهم عن مثل تلك الأشياء كمثل الغريب الذي نزل ببلدة لا يعرف طرقها ولا شعبها .
فهم يتحدثون عن القرآن وهو لا يعرفونه ولا يعرفون هن علومه ولا علوم الإسلام الشرعية أي شيء .
و لأن أهل مكة أدرى بشعابها؛ لذلك سنأخد بأيديهم ونعرف ونوضح لهم ما جهلوه ومالا يعرفوه عسى أن يفهموا ويعوا ما يقولون ...
وعلى هذا ستكون خطة هذا البحث :
· الفصل الأول : كيف وصلنا القرآن ، وفيه ثلاثة مباحث :
- في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- الجمع الأول له في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
- الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .
· الفصل الثاني : الإعتماد في نقل القرآن على الصدور وليس السطور .
· الفصل الثالث : المخطوطات الصنعائية : القصة ، الإكتشاف ، والشبهات .
· الفصل الرابع : نماذج وتطبيقات على بعض المخطوطات .
والله ولي التوفيق ، والحمد لله في البدء والختام ...
وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ( 227 ) الشعراء
طارق أحمدabcdef_475
__________________________________________________
[1] توجد بعد المشاكل النصية قد وقف أمامها علم النقد النصي عاجزاً مثل 1صم 13 : 1 .
[2] والتسجيل عندنا لمن أراد التأكد .

זכור אותו האיש לטוב וחנניה בן חזקיה שמו שאלמלא הוא נגנז ספר יחזקאל שהיו דבריו סותרין דברי תורה מה עשה העלו לו ג' מאות גרבי שמן וישב בעלייה ודרשן
תלמוד בבלי : דף יג,ב גמרא
تذكر اسم حنانيا بن حزقيا بالبركات ، فقد كان سفر حزقيال لا يصلح ان يكون موحى به ويناقض التوراة ، فاخذ ثلاثمائة برميل من الزيت واعتكف في غرفته حتى وفق بينهم .
التلمود البابلي : كتاب الاعياد : مسخيت شابات : الصحيفة الثالثة عشر : العمود الثاني ___________
مـدونة الـنـقد النصـي لـلعهـد الـقديم
موقع القمص زكريا بطرس
أوراقــــــــــــــــــــــــــــــي
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة شعشاعي في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 22-05-2012, 02:28 AM
-
بواسطة أبو ساجد في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 14
آخر مشاركة: 29-02-2012, 04:43 AM
-
بواسطة محمد زهير في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 14-02-2012, 01:27 AM
-
بواسطة Muslin On and Off في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 25-03-2008, 03:49 PM
-
بواسطة nour_el_huda في المنتدى الرد على الأباطيل
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 13-06-2007, 01:09 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات