لم أنجح في امتحان الفرنسية "TCF" كنت محبطة جدا,أذكر أنها كانت فترة الانتخابات في فرنسا لقد فاز ساركوزي,إن السفر إلى هناك بات أشبه بالمستحيل.
-الفشل ليس نهاية العالم,هكذا قالت لي Colette
-بالطبع
-إنها المرة الأولى,أعرف أنك كنت متوترة,لكن حاولي في المرة المقبلة أن تجتهدي أكثر
ثم ابتسمت وقالت.ماذا تريدين أن ندرس اليوم؟
في الحقيقة لم تكن عندي الرغبة في الدراسة,أحضرت لي كتابة القواعد و كتاب به قصصا و حكايا إنها نفس الدروس إما تمارين أو قراءة!!
-إليك هذا التمرين
-لقد قمنا بحل هذا التمرين وهذا أيضا,كنت أريها التمارين المحلولة و أنا أقلب الصفحات معظم التمارين قمنا بحلها
-آآآآآه حسنا,إليك هذا اقرئي
-أأعيد قراءتها عليك؟
-هل قرأتها من قبل؟
-نعم
نظرت صوب الخزانة التي كانت مليئة بالكتب ووضعت بين يدي كتاب كان يتكلم عن عيد البشارة "Annonciation" ,وقالت لي اقرئي
لم أفهم كل شيء المصطلحات كانت جديدة وغامضة لكن colette شرحت لي: نحن نقدم الزهور ونضعها أمام نصب الكنيسة, كانت تشرح بيديها و تنظر إلي وكأنها لاحظت دهشتي كيف نضع أكاليل الزهور على تماثيل!!! و أكملت: نحن نقدم الزهور لروح الرب الذي يرانا ويرعانا نحن نقدم له مع الزهور حبنا له وندعوه أن يباركنا.
في هذا اليوم نساعد المحتاجين ونتصدق على الفقراء ونشاطر كل جائع رغيفنا وخبزنا...
كنت أقول في نفسي "نحن المسلمون نساعد الفقراء دائما وكل يوم" لكنني لم املك الجرأة لأن أقول لها ذلك.
ثم أكملت خطبتها الطويلة: عندما نصلي, نصلي بقلوبنا وجوارحنا و...,قاطعتها وأنا محتارة:أتصلون هنا؟؟و أشرت إلى الصالون.؟؟
-لا ,لا نحن نصلي في غرفة خاصة إنها من هناك وأشارت إلى الدهليز,ثم وقفت وأحضرت لي صورة وقالت:
-أنظري....هذه هي الكنيسة في الستينات
-هذه أكبر بكثير
-نعم
كانت تنظر إلى تلك الصورة وهي تعظ على شفتيها بحسرة وقالت وهي تنظر إلى الحيطان :لم يبق لنا سوى هذا !!! ثم نظرت إلي وقالت :هل تريدين أن تري المصلى؟
-بالطبع
فرحت كثيرا بذلك تمنيت أن أرى ذلك ,هل يا ترى يشبه ما نراه في التلفاز؟قاطعت Colette تفكيري قائلة:
-كلا ليس اليوم لكن في المرة المقبلة
-كما تريدين
-و إن شئت أعيرك كتاب من هذه الكتب وأشارت إلى الخزانة الصغيرة المليئة بالكتب.
منذ ذلك اليوم و Colette تعاملني بشكل مختلف أصبحت أكثر قربا إليها و أصبحت تتودد إلي أكثر فأكثر.....

يتبع.....