الاخوة الاحباء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا قسم جديد من الحديث عن اليهودية

متزافوت
1- كلنا يعرف الوصايا العشر ، ولكن عند اليهود الوصايا ليست عشر وانما 613 منها 365 وصية بالنهي ، بعدد ايام السنة ، 248 وصية بالايجاب ( اوامر) بعدد عظام الانسان
2- لايعنينا بالطبع تلك الاعداد وماترمز اليه انما يعنينا في المقام الاول الوصايا نفسها ومصدرها وفهم اليهود لها وماتمثله من قيم انسانية وتحقيق لمصالح الانسان وسموه الروحي والحضاري ، فهذا غرض الوصايا
3- وللتدليل علي ذلك الغرض ننقل من دلالة الحائرين لموسي بن ميمون :
فاذا ما وجدت شريعة ما غايتها كلها وقصد رئيسها كله الذي قدر افعالها انما هو انتظام المدنية واحوالها ورفع الظلم والتغالب منها ، ولايكون فيها تعريج بوجه علي امور نظرية ، ولا التفات لتكميل القوة الناطقة ولايبالي فيها عن الاراء كانت صحيحة او سقيمة ، بل القصد كله انتظام احوال الناس كلهم بعضهم مع بعض باي وجه كان وان ينالوا سعادة ما مظنونة بحسب رأي ذلك الرئيس فاعلم ان تلك شريعة ناموسية
واذا وجدت شريعة جميع تدبيراتها تنظر فيما تقدم من صلاح الاحوال البدنية وفي صلاح الاعتقاد ايضا وتجعل وكدها اعطاء اراء صحيحة في الله تعالي اولا وفي الملائكة وتروم تحكيم الانسان وتفهيمه وتنبيهه حتي يعلم الوجود كله علي صورة الحق ، فاعلم ان ذلك التدبير من قبله تعالي وان تلك الشريعة الهية
وبقي ان تعلم مدعي ذلك هو الكامل الذي اوحي اليه بها او هو شخص ادعي تلك الاقاويل وانتحلها ؟ووجه امتحان ذلك هو اعتبار كمال ذلك الشخص وتعقب افعاله وتأمل سيرته واكبر علاماتك اطراح اللذات البدنية والتهاون بها ، فان هذا اول درجات اهل العلم فناهيك الانبياء وبخاصة الحاسة التي هي عار علينا كما ذكر ارسطو ولاسيما قذارة النكاح منها ولذلك فضح الله بها كل مدع ، الا تري صدقيا بن معسيا واحاب بن قولايا كيف ادعيا النبوة وتبعوهما الناس واتيا بأقاويل وحي جاءت لغيرها وانهمكا في خساسة لذة الجماع حتي زنيا بنساء اصحابهما
4- لنتأمل معا قول بن ميمون الذي نقلناه (بن ميمون يلقب ،رامبام ، وهو اكبر علماء اليهود ورئيس الطائفة اليهودية في مصر في عصر الايوبيين والمماليك ، ولازالت كتبه عمدة عند اليهود حتي الان وخاصة دلالة الحائرين)
5- علامة الشريعة الصحيحة ان يأتي بها نبي ، وعلامة النبي كمال السلوك والافعال ، ولايوصف نبي بسلوك شائن كالزنا
6- علامة الشريعة في نصوصها ان تحقق للناس معرفة صحيحة بالله وبالعقيدة ، وان تحقق مصالحهم جميعا ، وتقدم لهم سعادة مظنونة

7- السؤال الهام الان : هل تنطبق تلك الشروط التي وضعها بن ميمون علي شريعة اليهود التي بين ايدينا ؟
8- وللاجابة علي السؤال سنقسمه مسألتين
اولا : يجب ان نعرف من الذي جاء بتلك الشرائع عند اليهود؟ وما كماله كما قال كبير اليهود
ثانيا : سنفحص الوصايا ونعرف مدي انطباق شروط بن ميمون عليها
مسألة اولي : انبياء بني اسرائيل في التوراة
الذي جاء بالشريعة عند اليهود هو موسي عليه السلام ، ماذا تقول التوراة عن موسي
أ- في سفر الخروج :
Exo 2:11 وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الايَّامِ لَمَّا كَبِرَ مُوسَى انَّهُ خَرَجَ الَى اخْوَتِهِ لِيَنْظُرَ فِي اثْقَالِهِمْ فَرَاى رَجُلا مِصْرِيّا يَضْرِبُ رَجُلا عِبْرَانِيّا مِنْ اخْوَتِهِ
Exo 2:12
فَالْتَفَتَ الَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَاى انْ لَيْسَ احَدٌ فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ.
ب – التوراة تتهم موسي بقتل المصري عمدا وغدرا ، وفي تبرير تلك الجريمة يقول المدراش نقلا عن تفسير راشي :
striking a Hebrew man: He was lashing and driving him, and he [the Hebrew man] was the husband of Shelomith the daughter of Dibri [who was mentioned in Lev. 24:10], and he [the taskmaster] laid his eyes on her. So he woke him [the Hebrew] at night and took him out of his house, and he [the taskmaster] returned and entered the house and was intimate with his wife while she thought that he was her husband. The man returned home and became aware of the matter. When that Egyptian saw that he had become aware of the matter, he struck [him] and drove him all day [From Exod. Rabbah 1:28]
وترجمة النص باختصار :
ان ذلك المصري كان رئيس السخرة وكان رأي زوجة اليهودي فاعجبته فكان يسخر زوجها ليلا ويذهب ليعاشرها وهي تظن انه زوجها ، فلما شك اليهودي في ذلك عاد للبيت فعرف المصري ان اليهودي عرف انه يعاشر زوجته ، فخاف المصري من انتقام اليهودي فكان يقسو عليه
ت- وفي مدراش سفر الخروج تبرير اخر هو :
It would be a serious error to say that Moses murdered the Egyptian. In slaying him he was the executioner of a man who, even by the laws of the Egyptians--who observed what are known as the seven commandments of the sons of Noah, one of which was prohibition of murder--deserved death. According to a tradition, this Egyptian ravished the wife of an Israelite, and to escape accusation by her husband he killed him, and thus incurred death.--Exod. Rabba 1
وترجمة ذلك باختصار :
من الخطأ الجسيم اعتقاد ان موسي قتل اليهودي لانه بقتله اليهودي كان ينفذ العقوبة في رجل يستحق القتل في قانون المصريين الذين كان لديهم مايعرف بوصايا ابناء نوح السبعة ومنها لاتقتل ، وفي التراث اليهودي ان ذلك الرجل كان يعاشر امرأة يهودي وليهرب من اتهام زوجها قتله فاستحق القتل