في مكة... في مكة..

الاسم: إليزار ديستورنو ليرناس

شرح موجز قبل اعتناق الإسلام

مكان الميلاد/ شمال بيوكبو في الفليبين



(إليزار) كان مسيحياُ كاثوليكياً ، وقد دخل الإسلام في الثامن عشر من مارس لعام 1993م وأصبح اسمه بعد اعتناقه للإسلام (فهد) ويعمل الآن كمهندس ومشرف في الشركة السعودية التقنية لصيانة المباني المحدودة لحساب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.



هذه قصة اهتدائه لدين الإسلام والتي ذكرها بنفسه:



كنت نصرانياً متحمساً ومتشدداً في نصرانيتي ودخلت عدة مدارس نصرانية وكنت عضواً فعالاً في العديد من الجمعيات ، والمنظمات النصرانية التنصيرية ، وكان اعتقادي في الرب والابن والروح والقدس كإله متمثلاً بعيسى شديداً ومترسخاً بذهني.

وكانت تعليمات الكنيسة تقضي بأن الرب تقمص دور البشر متمثلا بعيسى لكي يشعر بطبيعة الإنسان ويطّهرهم من الخطيئة بتضحيته بنفسه ليموت على الصليب.



وكنت متحمسا في عبادتي لعيسى إلى درجة أنني دائماً في الصفوف الأولى للعبادة وسماع التراتيل لكي أحصل على صلاة الرب وأكون أول من يقضم من الكعكة التي تمثل دم ولحم عيسى وأشرب من النبيذ الذي بدل به دمه لكي تكون روح عيسى معنا.



كيف تحولت إلى الإسلام؟

- جاءتني فرصة ولله الحمد للعمل في المملكة العربية السعودية في عام 1984م وأخذت خلال تسع سنوات بقائي هنا وحتى 1993م أصلي في الليل بخفية وعزلة تامة واسأل الله الثبات على نصرانيتي ولكنني كنت أشعر بصوت داخلي يهمس في أذني بأن أبحث عن الحقيقة؟‍‍ أبحث عن الهداية الحقيقة؟ وأسأل الله الثبات على الدين الحقيقي ولكنني كنت أتجاهل ذلك الصوت حتى فوجئت في ليلة من الليالي وأنا أؤدي عبادتي بالطريقة النصرانية وكنت أغالب النعاس وفي فترة بين النوم واليقظة انفرجت السماء المظلمة من فوقي وظهر منها صورة عيسى عليه السلام وهو يطلب مني أن أبحث عن الحقيقة وعن الدين الحقيقي .. وعندما سألته بلهفة وأين أجد ذلك وعندها اختفى عيسى وسمعت نفس الصوت الذي يهمس في أذني كل ليلة يقول بثقة تامة وبصوت هامس: في مكة .. في مكة ، وفي الصباح الباكر سألت زميلي في العمل وهو مصري مسلم ما هي مكة؟ وماذا في مكة؟ وتعلمت منه ومن بعض زملاء العمل عن الإسلام وأن مكة هي بيت الله وهي قبلة المسلمين وبناها النبي إبراهيم وابنه إسماعيل وهما من الأنبياء الذين سبقوا أنبياءنا عيسى عليه السلام ومحمد صلى لله عليه وسلم وأن المسلمين منذ ذلك الوقت يستقبلون البيت العتيق في مكة صباح ومساء ويدعون الله ويمجدونه ، وسألت زملائي المسلمين هل يمكنني زيارة ذلك البيت (الكعبة) ولكنهم أجابوني بأنني لا يمكن أن أذهب إلى هناك وأنا مشرك بالله وعليّ أن أوحد الله وأن لا أدعو مع الله أحداً حتى أتمكن من الذهاب إلى هناك وطلبتُ منهم مساعدتي فأخذني أحد زملائي إلى مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي وساعدوني بالمعلومات والشرح الوافي عن الإسلام فأعلنت إسلامي بلا تردد.



حياتي بعد الإسلام:

أحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الإسلام أحسست براحه نفسيه عظيمة وسعادة لا توصف وتغيرت مجريات حياتي إلى الأفضل ، وقد يسر الله لي فرصه أداء العمرة بعد أسابيع من إسلامي وزرت مكة وشعرت بروحانية عظيمة عندما زرت البيت العتيق ، وشعرت بأنني ولدت من جديد وبكيت عدة مرات من الخشوع والرهبة أثناء أدائي العمرة ، وقد حدثت معجزة عظيمة أثناء أدائي العمرة وهي أن مقر الشركة التي أعمل بها في الرياض (شركة زهران) في ضاحية عرقة قد حصل فيه حريق أتى على مساكن العاملين إلا أنني عندما عدت وجدت النار قد أتت على الغرف المجاورة لغرفتي يمينا ويساراً إلا غرفتي وأغراضي الشخصية لم تحترق وبقيت سليمة وقد فرحت فرحاً شديداً وبعد عدة أشهر قرأت في سورة فصلت الآية 18 قول الله سبحانه وتعالى: (ونجينا الذين أمنوا وكانوا يتقون) فتمثل لي ذلك في الحريق وكيف أنجاني الله منه ، ثم قرأت قول الله تعـالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) فعرفت كيف هداني الله إلى الحق عندما أخلصت الدعاء وصدقت النية.



وهناك أشياء كثيرة ازدادت حلاوة مع مرور الأيام وصرت أكثر سعادة بإيماني الكامل بالله وعرفت معنى التضحية في سبيل الله والعيش تحت هذا الشعور العميق ، أحسست بالسكينة والأمن والأمان في تفكيري وشعوري بأنني بين يدي خالقي كلما دخلت في صلاة وصرت أتذكر مصير الإنسان في كل يوم من حياتي وهو ما يقوي صلتي بالله ، تغيرت معاملتي للمحيطين بي وصرت أربط الصداقة والحب في الله والمسامحة وحسن التعامل مع الآخرين بما أحمله من إيمان تعلمت الصبر وفوائده العظيمة والأجر من الله على ذلك ، وزاد من حلاوة الإيمان في قلبي أسلوب المخاطبة بين العبد وربه وروعة الانطراح بين يدي الله.



ختاماً أقول إنني أصبحت شخصاً آخر وولدت من جديد.



وأتعاون حاليا مع مكتب توعية الجاليات بالسلي شرق الرياض رغبة في إيصال كلمة الحق وعنوان السعادة الحقيقية إلى أخوتي وأصدقائي من الفليبين وغيرها الذين يعيشون في الظلام الذي كنت أعيشه من قبل وذلك حرصاً مني على أن أدلهم على الدين الصحيح ، ومن هنا أدعو جميع محبي السلام والأمان والباحثين عن الحقيقة في أي بقعة من بقاع الأرض وبغض النظر عن البلد واللغة بأن يجربوا الإسلام ليجدوا حلاوة الدين الإسلامي ويتذوقوا السعادة التي وجدتها ، جربوها قبل فوات الأوان وأنا متأكد بأنكم سوف تحبونها والأهم من ذلك هو جنات النعيم عند الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهد إليرناس