الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد،
إن من أعجب العجب أن تعرف نفسك على ضلال، فتحاول تبرير هذا الضلال بضلال مثله، فمعروف أنك قد تستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت، ولكنك لن تستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت.
فعلى الرغم مما يحتويه الانجيل بعديه القديم والجديد من أخطاء فادحة ورتوش يصعب اصلاحها، إلا أن اصحاب هذه الديانة يحاولون اصلاح هذه الاخطاء باخطاء أخرى أكثر فداحة. وليت شعري إلى متى يستمر أصحاب هذه الكذبة في كذبتهم والى متى يستمر اتباعهم في غيّهم وضلالهم، سائرين وراء رهبانهم متخذينهم ارباباً من دون الله.
ولقد قرأت أحد الكتب على الانترنت لشخص يدعى "بيشوى كامل" واسم هذا الكتاب (تفسير سفر التكوين) ولا تغتر عزيزي القارىء بالعنوان الذي قد يوهمك بأنك ستقرأ تفسيرا لنص مقدس وان هذا التفسير ستجد فيه توضيحا لاصل الكون والحياة. بل ستكتشف بأن هذا التفسير قد زاد الطين بلة، وفسر الماء بالماء.
فمن تلك "التخابيص" ان جاز التعبير اقتبس لك التالي:
يقولون ان لوط عليه السلام هو ابن أخ ابراهيم عليه السلام "واخذوا لوطا ابن اخي ابرام..." الاصحاح 14 . وبعد قليل اصبح لوطاً _بقدرة قادر_ أخ لابراهيم.
"فلما سمع ابرام أن أخاه سبي .... واسترجع كل الاملاك واسترجع لوطاً أخاه".
ومن ذلك ايضا:
يقولون أن الذي جاء يبشر ابراهيم بالبشرى _الملائكة الثلاث- كان المسيح عليه السلام من بينهم!! (ودخول المسيح الشخص الاول والبارز من الثلاثة الى خيمة ابراهيم رمز الى تجسده) ص163 . فاذا كان ابراهيم عليه السلام من اجداد المسيح فكيف يظهر الحفيد للجد قبل ان يولد؟؟؟ كانك تقول "رايت جدي ولم يكن ابي قد ولد بعد. واكلت معه وتحدثنا....
ومن ذلك ايضا:
ان عقاب الله تعالى لقوم لوط عليه السلام كان ناراً وكبريتا "فامطر الرب على سادوم وعمورة كبريتا ونارا" 25 اصحاح 19. ويفسرها هذا الجهبذ بقوله: "كان خراب سادوم وعمورة عن طريق بركان قذف حمماً فطبيعة المنطقة كبريتية" ص 173
ومن المعروف ان هذه المنطقة - قوم لوط- هي في فلسطين وفلسطين كلها لا يوجد فيها براكين وليست ذات طبيعة كبريتية. ومن المعروف ان عقاب قوم لوط كان بحجارة سجيل. يقول تعالى"و أَمطرنا عليها حجارةً من سجيلٍ منضود" هود اية 83 والحجارة تناسب لفظ المطر اكثر. ناهيك عن أنه سيتهم سيدنا لوط بعد قليل بزنا المحارم وهو منه براء. ألا لعنة الله على الظالمين.
اما فيما يتعلق بقصة اسماعيل واسحق عليهما السلام وان الذبيح كان اسحق ولم يكن اسماعيل وغير ذلك من التخاريف فهو يوضح التخبط الذي يعيشه هؤلاء.
هذا غيض من فيض. وما تركت كان أكثر مما أثبت. إذ لا تكفي مجلدات لسرد أباطيل هذا الاسفار المكذوبة على الله تبارك وتعالى.
والله الهادي الى سواء السبيل.