من عظمة رسولنا المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلو مكانته عند من اصطفاه خاتماً لرسالاته في الأرض أن الله عز وجل ذكر الرسل في خطابه لهم بنداء أسمائهم فقط كقوله الحق :

البَقَرَة
آية رقم : 33
قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ

أو قوله الحق :
القصص 30
يَّا مُوْسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ

أو قوله الحق :
المائدة 116
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ

أو قوله الحق :
هود 48
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا

فسبحانه ينادي كل رسول له بالاسم المشخص للذات بصرف النظر عن أي صفة ، لكن رسول الله لم يُنَاد باسمه أبداً بل ناداه الحق بالمشخص للوصف : (( ياأيها الرسول )) أو قول الحق : (( ياأيها النبي )) .

فكأنك يا رسول الله قد اجتمعت فيك كل مسائل الرسالة لأنك صاحب الدين الذي سينتهي العالم عنده ولا يكون بعد ذلك لله على الأرض رسالة.

ومن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله أقسم بحياته ، على الرغم من أن الحق لا يقسم بحياة أحد من البشر إلا رسوله ، فقد أقسم بحياته . وهو سبحانه يقسم بما يشاء على ما يشاء ، فأقسم بالريح والضحى والليل والملائكة ، ولكنه ما حلف بحياة بشر أبداً إلا حياة محمد صلى الله عليه وسلم :

الحِجْر
آية رقم : 72
لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ

أي وحياتك يا محمد هم في سكرتهم يعمهون أي يترددون حيارى . ويقول الحق مخاطباً الرسول
(( ياأيها الرسول )) .

مادام سيدنا محمد هو الرسول الخاتم الذي جاء مصدقاً لما بين أيدي أهل الكتاب من الكتب ، فمعنى هذا أن كل خير في كتاب سبق القرآن موجود في القرآن وفيه أيضاً زيادة مما تتطلبه مصالح الحياة المستجدة .

ولم يقع في القرن الخطاب بيا محمد بل يا أيها النبي يا أيها لرسول تعظيمًا له وتشريفًا وتخصيصًا بذلك عما سواه وتعليمًا للمؤمنين أن لا ينادوه باسمه‏.‏

اللهم صلي وسلم وبارك على سيد الخلق حبيب الحق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا