بسم الله الرحمن الرحيم



الجسد .....
الفخ الذي اذا وقع فيه الاله اختياريا ....
واجه المتاعب وفقد هالته المقدسة .....
فعندما تجسد الاله ظاهرا ليعقوب بجسد انسان ....
نال منه يعقوب .... صارعه .... وهزمه !!!!!
بل وأن الممجد المهيمن على الكل في السماء .....
توسل الى يعقوب أن يتركه من قبضة خنقته !!!!!!

وللقارىء أن يتخيل كيف أن ذلك الاله الظاهر في الجسد .....
والذي له جيش من الملائكة الأقوياء لا يتقدمون لنصرته !
هل هو خزى من أن الههم ظهر في جسد !!!!!
أم أنهم يعتقدون أن الاله لا زال معهم في السماء بينما هو نزل ليظهر في جسد ....
ويهزمه انسان كان ذلك الاله قد خلقه ونمى له عضلاته المفتولة !!!!!!

ان الاله وهو غير ظاهر في الأجساد وهو في سمائه ....
يكون المجد له والقوة ....
الكل يخضع له ....
آدم يختبىء منه خجلا وخوفا أمام قدسيته ....
يرسل عامود دخان لشعبه يرهب به الشعوب .....
ويشق البحر أمام شعبه ويغرق فرعون وجيشه بأمر لا يرده أحد .....
فهو الخالق القادر القدوس .....
ويمكنكم المقارنة مع حاله وهو في جسد انسان يتوسل ليعقوب المخلوق منه أن يتركه بعد صراع طويل !!!!!

وبالنسبة للتاريخ اللاهوتي ....
ولأن ذلك الموقف فريد من نوعه .....
فيكون التقويم الجديد للاله ....
قبل الهزيمة .... وبعد الهزيمة .....
لأنه لا يمكن الانكار أن الاله ذاق الهزيمة لأول مرة .....
وما كان ليذوقها الا في جسد انسان !!! الفخ !!!!

اتفقنا أن المؤمن بخلاص الصليب يؤمن أن الهه ظهر في الجسد ليذوق الهزيمة ....
وليتوسل لأول مرة في وجوده وهو دخل الفخ الذي هو الجسد البشري !!!!!
أليس هذا الكفر بعينيه ؟! توبوا الى الله يا عابدي الانسان قبل فوات الأوان ....
فالصليب ضلال .... والفداء هراء ....


وتمضي السنين ....
ويقرر الاله الظهور بنفس الفخ الذي يذله ويفقده قوته العجيبة التي يخضع لها الكل ....
لكن هذه المرة ....
سيكون الحال أكثر من أن يتوسل الى انسان مخلوق منه ....
هذه المرة الفخ سيكون مهينا مذلا .....
فقد أعلن العهد الجديد بفرحة وبشرى للانسانية أن : الله ظهر في الجسد ....
انه الخلاص .... خلاص عبر ظهور الرب في الجسد .... وطبعا الجسد وما أدراك ما الجسد ....
ان لعنة الجسد هذه المرة لن تعطيه فرصة للتوسل لأنه سوف يذوق كأس الاهانة حتى الموت !!!!!!


وبالفعل ....
يؤمن النصراني أن الله القدوس ظهر في الجسد .....
هذه المرة كان ظهوره بجسد لشخص اسمه يسوع الناصري .....
وأشار النصارى الى تلك الشخصية قائلين : هذا هو الله .....
انه الله الذي ظهر في الجسد ....
من أجل خلاصهم ....
لقد دخل الههم في فخ صعب هذه المرة .....
وكما أشارت الايادي الى صاحب الجسد بأنه الله الذي ظهر في الجسد .....
خرجت من الايادي صفعات .... ومن الأفواه بصقات نحو ذلك الظاهر في الجسد ....
فهل كان ذلك سيحدث للاله لولا أنه ظهر في جسد !!!!!

أعزائي النصارى ....
ان لعبة اللاهوت والناسوت التي يلعبها المفسرين ....
ليست سوى هروب من مأزق الى مأزق .... وطالما هذا الهروب مستمر ....
فان المفسرين قادرين على اقناع الضالين أن ايمانهم بخير .... لأن كل شىء وله تفسير وتبرير !!!!!

ما أسرع النصراني عندما يقول أن ذلك الصفع والبصق كان على الناسوت .....
أما اللاهوت فانه ممجد لم يتأثر ....
جميل والله .....
حسنا ....
اذا كان الله ظاهر في الجسد وليس فقط الناسوت هو الظاهر في الجسد .....
فان النتيجة الطبيعية أن البصقة واللطمة وصلت الى الجسد الذي فيه الله ظهر ( والعياذ بالله من الكفر وحاشا لله ) .
وببساطة شديدة ..... يبقى السؤال أمام كل نصراني ولا اجابة جريئة :

هل المسيح هو الله ؟؟؟؟؟؟؟؟
هل كل ما وقع على المسيح وقع على الله ؟؟؟؟؟؟؟؟
من واقع ايمانكم ستجيبوننا : نعم .
حسنا .....
أليس مكتوب عندكم أن المسيح تم ضربه والبصق عليه واهانته ؟
أليس ايمانكم أن المسيح هو الله ؟
فما رأيكم أنكم تهينون الله بايمانكم الضال وأنتم لاتشعرون الا بفرحة خلاصكم .

هذه لعبة الناسوت الوهمية ......
انها محاولة للتغطية على انسانية بحتة .....
لأن المسيح عاش يأكل ويشرب ويقضي حاجته ....
فاضطر المفسرون الى التبرير بوجود طبيعتين للمسيح !!!!
والأدهى أن النصراني لا يقر أن لاهوت المسيح هو الله دون الناسوت .....
بل يشمل الناسوت واللاهوت .... لأنه الله الظاهر بالجسد .....
أما عند البصقة فيستنجد بالناسوت !!!!!!

آه ....
أين هي العقول ؟!
توبوا الى الله يا نصارى ......
لطالما قلتم أن الله ظهر في الجسد .....
ولطالما قلتم أن المسيح هو الله .....
فيجب أن تعترفوا أن ايمانكم ضلال عندما آمنتم أن المسيح الذي تعتبرونه هو الله الظاهر في الجسد قد تلقى بصقة ولطمة ما كانت ستصل اليه دون أن يتجسد .....
ولكنه قرر الدخول الفخ .... ولكن هذا الفخ كلفه الكثير .....
فلأول مرة بتاريخ اللاهوت .....
يظهر الاله في جسد تم البصق عليه ولطمه !!!!!!


حاشا لله ....
قدوس يارب .....
اللهم اهدهم قبل أن يذوقوا نارك الحارقة .....
اللهم اهدهم وهم يظنون أن خلاصهم في سحق الههم !!!!!!
أمة أفراحها وخلاصها عبر سحق الهها ؟!!!!

الحمد لله على نعمة الاسلام ....
الحمد لله أننا عرفنا الحق ....
والشهادة لله الحق .....


نسأل الله الهداية للنصارى من كل قلوبنا .
الذين اعتقدوا أن مجد الانسان يمر عبر اهانة الاله .
والحمد لله الذي أعطانا الرحمة والمغفرة والعدل من علياء مجده دون ان يهبط طرفة عين من علياء قدسيته .

فليس الهنا من ظهر بجسد وانهزم .....
وليس الهنا من ظهر في جسد نالت منه الصفعات والبصقات ....
ذلك الاله هو اله دل عليه ابليس حتى يسخر من عقول صدقت أن خلاصها بسحق الهها !


أطيب الأمنيات للجميع من طارق ( نجم ثاقب ) .