هنيئا لأمة الغضب والضلال بعلومهم وبعلمائهم

نلاحظ منذ صدر الإسلام, وفي أيامنا هذه, قيام النصاري بترديد أباطيل ورثوها كابراً عن كابر رغم ردها إلي نحور ممن افتروها, ويرددونها كالببغاوات, وينسخها جيل ضال جديد هم أجهل وأضل سبيلاً, ليجددوا الكرة من جديد بهزيانات كاذبة, بهدف اتعاب أمة الإسلام, بل ويظهر منهم طائفة فاقت الشيطان ضلالاً, وكفراً. ولو أمعنوا النظر في كتابهم لعرفوا الحق, وأنهم أجهل خلق الله بالإسلام, وعلومه, وعلمائه.

ومن أحسن ما قيل في ذلك:

وما يدريكم معاشر المثلثة وعباد الصلبان وأمة اللعنة والغضب بالفقه والعلم؟ ومسمي هذا الإسم حيث تسلبونه أصحاب محمد الذين هم وتلاميذهم كأنبياء بني إسرائيل، وهل يميز بين العلماء والجهال ويعرف مقادير العلماء إلا من هو من جملتهم ومعدود في زمرتهم؟!

فأما طائفة شبه الله علماءهم بالحمير التي تحمل أسفارا، وطائفة علماؤها يقولون في الله ما لا ترضاه أمة من الأمم فيمن تعظمه وتجله، وتأخذ دينها عن كل كاذب ومفتر على الله وعلى أنبيائه، فمثلها مثل عريان يحارب شاكي السلاح، ومن سقف بيته زجاج وهو يزاحم أصحاب القصور بالأحجار، ولا يستكثر على من قال في الله ورسوله ما قال أن يقول في أعلم الخلق أنهم عوام..

فليهن أمة الغضب علم المشنا، والتلمود وما فيهما من الكذب على الله وعلى كليمه موسى. وما يحدث لهم أحبارهم وعلماء السوء منهم كل وقت، ولتهنهم علوم دلتهم على أن الله ندم على خلق البشر حتى شق عليه، وبكى على الطوفان حتى رمد وعادته الملائكة، ودلتهم على أن يناجوا في صلاتهم بقولهم: يا إلهنا إنبته من رقدتك كم تنام، ينخونه حتى يتنخى لهم ويعيد دولتهم..

ولتهن أمة الضلال علومهم التي فارقوا بها جميع شرائع الأنبياء وخالفوا بها المسيح خلافا تتحققه علماؤهم في كل أمره كما ستمر بك، وعلومهم التي قالوا بها في رب العالمين ما قالوا مما كادت السموات تنشق منه والأرض تنفطر والجبال تنهد لولا إن أمسكها الحليم الصبور..

وعلومهم التي دلتهم على التثليث، وعبادة خشبة الصليب والصور المدهونة بالسيرقون والزنجفر، ودلتهم على قول عالمهم أفريم أن اليد التي جبلت طينة آدم هي التي علقت على الصلبوب، وأن الشبر الذي بنيت به السموات هو الذي سمر على الخشبة، وقول عالمهم عريقودس: من لم يقل أن مريم والدة الله فهو خارج عن ولاية الله!!
(راجع هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى, ابن قيم الجوزية).