هل كان للكفار دور في الرسالة المحمدية؟ وما المراد من " إن الله لا يهدي القوم الكافرين "

لنرى

إن الهداية تعني الدلالة الموصلة إلى الغاية ، وهي أيضاً المعونة التي توصل طالب الهداية إلى الغاية .

فقد كان الكفار الذين يبيتون للرسول وينهكون أنفسهم في المكر والتفكير والتبييت ، فيقطع الحق سبحانه وتعالى عليهم كل سبيل ، وينصره عليهم ، ويأتي التطبيق العملي لنصر الله للمؤمنين في بدر :

((( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ))) البقرة 249

لقد بيتوا ، ولكن عند المواجهة لم يقدروا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه ولم يستطيعوا إيذاءه ، بالرغم المكر والتبييت ، لأن الحق سبحانه قطع عليهم كل سبيل لإيذاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

وقد تمثل ذلك يوم خرج رسول الله مهاجراً وغطى الله أبصار فتيان القبائل الذين حملوا سيوفهم ليقتلوا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليفرق دمُه بين القبائل فلم يبصروه لأن الله جعل على أبصارهم غشاوة .

إذن فكلما فكروا في طريقة سد الله عليهم منافذ تنفيذ فكرتهم ، وكأنه يقول الله :
لن تستطيعوا مصادمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في منهجه لا بالعلن ولا بالدس ولا بالخفية ، بل أنتم – أيها الكفار - تخدمون الدعوة من حيث تريدون هدمها ، فقيامكم ضد سيدنا محمد في بداية الدعوة كان لإثبات أن الحق جل وعلا أراد أن يشتد عود الدعوة بكفر أهل الضلال .

وعندما أردتم قتل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يتفرق دمه بين القبائل خرج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سالماً وأغشى الله أبصار الذين أرادوا القتل ،وهاجر صلى الله عليه وسلم ، وفي الطريق إلى الهجرة يكون دليله من الكفار وهو عبد الله بن أريقط . كان ذلك لنعلم أن الكفر كان وسيلة الهداية إلى طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عبد الله بن أريقط وهو كافر لا تغريه المكافأة التي رصدها أهل الكفر لقتل رسول الله ... ولكنهم لم يتخذوا من كل ذلك عبرة . وكذلك الغنم تُعفى الأثر ، والأرض تشد قوائم فرس سراقة لتغوص وتسوخ فيها .

إذن فكل جنود الله في صف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل من سلك دعوته إلى يوم الدين .

وهكذا رأينا كيف لم يهد الله القوم الكافرين إلى الغاية التي أرادوها وهي التمكن من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه ، وأيضاً لا يهديهم الله إلى الإيمان لأنهم رفضوا السعي له .

والله أعلم .