:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)) فاطر
إن الله حميد من وجهين:
احدهما:أن جميع المخلوقات ناطقه بحمده فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين والآخرين .وكل حمد يقع منهم في الدنيا والآخرة وكل حمد لم يقع منهم في الدنيا والآخرة , وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ومقدرا حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات, حمدا يملأ الوجود من غير عد ولا إحصاء ,فإن الله تعالى مستحقة من وجوه كثيرة:منها ان الله هو الذي خلقهم و رزقهم واسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية وصرف عنهم النقم والمكاره,فما بالعباد من نعمة فمن الله ولا يدفع الشرور الا هو ,فيستحق منهم ان يحمدوه في جميع الأوقات وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات.
الوجه الثاني:أن يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة ,فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها وأعظمها. فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء.وله الحمد لذاته ولصفاته وله الحمد لأفعاله .