كتاب ديني يهودي يصور العرب "أشرارا" والبشر "حيوانات"

يدور كتاب "اليهود والأغيار" لمحرره سعدي جرامه ، عن التوراة ، وهو مليء بالمزاعم التي أراد المؤلف ترويجها وإقناع المواطن الغربي بها ، حيث يدرس في أغلب المدارس الدينية الأمريكية والإسرائيلية .

ووفق قراءة أعدها أحمد أشقره بصحيفة "الدستور " الأردنية ، تنبع أهمية الكتاب أنه يستند إلى التراث اليهودي الكلاسيكي، وآراء ومواقف كبار الفقهاء في العصر الحديث، الذين ذكرهم بالاسم. وقد بدأ المؤلف الكتاب بتوصيات ستة من كبار الفقهاء في المجتمع الأصولي اليهودي.
ويؤكد الكتاب أن اليهودية تعتبر الصراع بين اليهود الأخيار، والأغيار الأشرار صراعا أبديا، اليهود أتباع "سرّ الخير" والأغيار أتباع "سرّ الشرّ".

يزعم الكاتب أن الإنسانية وبعد الخطيئة الأولى انقسمت إلى يهود وأمم العالم. فاليهود كانت حصتهم "سرّ الخير"، وبقية أمم العالم كانت حصتهم "سرّ الشرّ": "وهكذا انقسم العالم لسبعين أمّة - سبعون أمة نامية من سبعين جذر، وكل واحدة حسب قانونها وطبعها. ولكن الجانب المشترك في جميعها، أنها كانت من الناحية الإنسانية دونية. أي أن الفروقات بين اليهود والأغيار جوهرانية ولا تتغير أبدا. وإن تغيرت فيجب أن تتغير في اتجاه تطبيق شرائع التوراة، وليس باتجاه بناء مجتمعات تعاونية وتشاركية وتسامحية أكثر.

ويضيف الكاتب: بما أن الإنسانية: اليهود والأغيار، نقيضان، فهذا يحتم أن يصبح الصراع والحروب بينهم أبدية. "لأن جذرها هو الحرب بين قوى الخير وقوى الشرّ". أي أنه لا فرصة للتعايش أو التعاون أو الهدنة أو أي من قبيل الهدوء والتسوية الممكنة بين اليهود والأغيار. فمثلما أن صفات الأغيار شرّ جوهراني، فإن الحرب مع الأغيار أبدية.

وعندما يتحدث عن الأعمال الإيجابية والحسنة التي فعلها بعض الأغيار لليهود، فإنه لا يعزًي هذا إلى حسن أخلاقهم قط، بل يؤكد حسب زعمه قائلا: "وإذا وجدنا بين الأغيار أية قيادة طيبة أو أي شيء حسن، هذا ليس إلا من قوة تأثير التوراة".!!

يواصل مؤلف الكتاب إهاناته للبشر جميعا ، باستثناء اليهود بالطبع ، ومزاعمه الوهمية فيقول أن العرب هم نسل "يشمعـءل ـ إسماعيل بن أبينا ءبرهم ـ إبراهيم". لذا يختلفون عن بقية الأمم ـ الأغيار. فبقية الأمم "حيوانات"، أما العربي فهو حسب زعمه: "حيوان وحشي بشري"، كما يرد في سفر التكوين أي أنهم أعلى مرتبة من بقية الأغيار، وذلك لأنهم يُختنون، وكل من يختن "له حصة في ملكوت السماء".

وبما أن الوعد بأرض كنعان، أعطي "لأبينا ءبرهم ـ إبراهيم" ، فإن للعرب الحق فيها أيضًا، لأنهم نسل ابنه البكر "يشمعـءل ـ إسماعيل" - إلا أنه وبعد أن خُصّص العهد بـ"يصحق ـ إسحق" "شريطة الحفاظ على الشرائع والقيام بها"، وإذا لم يتم تنفيذ هذا فإن الوعد المخصص لنسله يصبح باطلا: فإن العرب، "اليشمعـءليم" ، قد تم سحبهم من العهد، وتمت تصفية حصتهم في وطنهم كنعان، لذا فإن الصراع على "أرض يسرءل"، أي فلسطين، يستمر وسيدوم. ويذكر أن الكتاب يدرس في غالبية المدارس الدينية في "إسرائيل" وأمريكا.

http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=235401&pg=1