، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ذكر محمد بن طاهر المقدسي، عن الشيخ الجليل أبي جعفر الهمداني، أنه حضر مجلس أبي المعالي الجويني، وهو يقول: (كان الله، ولا عرش ولا مكان وهو على ما كان عليه قبل خلق المكان أو كلام من هذا المعنى، فقال: يا شيخ دعنا من ذكر العرش، أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة، بطلب العلو، ولا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا ؟، فصرخ أبو المعالي، ولطم رأسه، وقال: حيرني الهمداني، حيرني الهمداني)

[ ينظر: كتاب الاستقامة ( 1/167 )]

.
وذكر شيخ الإسلام -رحمه الله- في دائرة عرض العقل والنقل، قال: كان عندي أحد هذه الشيوخ المنكرين لصفة العلو، يريد حاجة فأخرته، أخره عن وقته، ثم بدأ يتشاغل عنه في أمور، يقول: لما ضاق ذرعا رفع بصره إلى السماء، وقال: يا الله يعني كالمتذمر، يقول: فقلت له: لمن ترفع بصرك، أنت تنكر صفة العلو، تنكر أن يكون في العلو، أن يكون الله في العلو، فقال: أستغفر الله، أستغفر الله، يقول الشيخ: فقل سبحان الله، الآن تغالط فطرتك، فبينت له فعرف الحق، فرجع إليه، إذن هذه الفطرة هي من أقوى الأدلة، تسأل الصغير الصبي الذي لم يتعلم، فتقول: أين الله فيقول لك: في السماء، هذا الكافر الذي لا يؤمن بالله حقيقة، إذا نزلت به شدة يتوجه إلى السماء ضرورة