بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الطعن في الإنجيل ( دراسة في الأناجيل الأربعة )
(1)
بقلم:موسى بن سليمان السليمان

الكتاب المقدس المكون من التوراة والإنجيل أو العهد القديم والجديد يوجد فيه من التناقضات والخرافات ما يدركه أي شخص يطالعه ويقرأه بل إن اليهود والنصارى اليوم يفقدون جزء من دينهم لم يتعبد به أي يهودي أو نصراني منذ مئات السنين - أي أن دينهم ناقص - مثل الأسفار المفقودة التي لا يعرفون عنها شيء من قريب أو بعيد كسِفر :

1/حروب الرب(1) .

2/ سفر ياشر(2) .

3/ سفر أمور سليمان(3) .

4/ سفر مرثية إرميا على يوشيا ملك أورشليم(4)

5/ سفر أمور يوشيا(5)

6/ سفر مراحم يوشيا(6)

7/ سفر أخبار ناثان النبي(7)

8/ سفر أخيا النبي الشيلوني(8)

9/ وسفر رؤى يعدو الرائي(9)

10/ سفر أخبار جاد الرائي(10)

كذلك من الشيء الداعي للعجب ما جاء في الآية الثانية من الباب الثالث والعشرين من سفر الاستثناء : ( ومن كان ولد زانية لا يدخل جماعة الرب حتى يمضي عليه عشرة أحقاب ) وهذا غلط لأنه يلزم أن لا يدخل داود عليه السلام ولا آباؤه إلى فارض ابن يهودا في جماعة الرب لأن فارض ولد الزنا كما هو مصرح في الباب الثامن والثلاثين من سفر التكوين وداود عليه السلام البطن العاشر منه كما يظهر من نسب المسيح المذكور في إنجيل متى ولوقا مع أن داود رئيس الجماعة والولد البكر للّه على وفق الزبور(11) .

وبما أن هذا المقال هو عبارة عن نقد للأناجيل فلا نُطيل وإنما ذكرنا هذه المقدمة عن العهد القديم من باب أنه يعتبر جزء من دين النصارى ودليل على بطلان الديانتين النصرانية واليهودية .

في البداية لابد أن نعرف أولاً : أن الأناجيل الأربعة عند النصارى ليس لها أسانيد بحيث يقال مثلاً أن إنجيل متى أخذه تلاميذه فلان وفلان عن متى وفلان وفلان من التلاميذ أخذه عنهم فلان وفلان من التلاميذ وهكذا يتسلسل هذا الإنجيل من متى إلى أشخاص معروفين إلى من بعدهم إلى من بعدهم حتى وصل إلى نصارى اليوم كما هو حاصل في القرآن والحديث عند المسلمين .

ثانياً : على تقدير ثبوت الإسناد فهؤلاء الأناجيل الأربعة وأصحابها محل طعن عند الباحثين حتى أن الشيخ أحمد ديدات ألف كتاباً سماه : " خمسين ألف خطأ في الإنجيل "و أيضاً قال عبد الله الترجمان : " أن الذين كتبوا الأناجيل الأربعة وهم متى ولوقا وماركوس ويوحنا وهؤلاء هم الذين أفسدوا دين عيسى عليه السلام وزادوا ونقّصوا وبدلوا كلام الله تعالى "(12) ويدل على هذا قصة صلب المسيح التي تروى في هذه الأناجيل علماً أن أصحاب هذه الأناجيل لم يحضر أي شخص منهم حادثة الصلب بحيث يرويها بمشاهدة العين بل إن جميع أصحاب المسيح هربوا كما قال متى نفسه في الإصحاح السادس والعشرين : ( حينئذ تركه تلاميذه وهربوا ) ومرقس في الإصحاح الرابع عشر : ( حينئذ تلاميذه تركوه وهربوا كلهم ) فكيف يرون ما لم يشاهدوا ؟ إذاً هم يرون عن أعداء المسيح الذين حضروا الصلب ! فكيف يصدق العدو فيما يروي ؟

ولذا ينبغي علينا أن نتحدث عن كل إنجيل على حده ونفصل على حسب ما يكشف حقيقتها لطالب الحق .

فالأول إنجيل متى :

قال البروفسور هارنج : " إن إنجيل متى ألف بين 80- 100 م والناس يظنون أنه من تأليف متى الحواري بينما الصحيح أن مؤلفه رجل آخر أخفى شخصيته لغرض ما "(13) .

وقال رحمة الله الهندي : " أن قدماء المسيحيين كافة وغير المحصورين من المتأخرين أن إنجيل متى كان باللسان العبراني وفقد بسبب تحريف الفرق المسيحية ، والموجود الآن ترجمة ولا يوجد عندهم سند هذه الترجمة "(14) .

قال عبد الله الترجمان : " أما متى وهو الأول منهم فما أدرك عيسى عليه السلام ولا رءاه قط إلاّ في العام الذي رفع عيسى عليه السلام ! "(15) .

ومما يُدلل على أن إنجيل متى لم يكتبه بنفسه ما جاء في الإصحاح التاسع منه : ( وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنساناً جالساً عند الجباية أسمه متى ! فقال له : أتبعني فقام وتبعه ) وهذا يدل على أن الكاتب شخص أخر غير متى .

وقال الدكتور الفرنسي موريس بوكاي : " إن ما تميز به إنجيل متى أولاً وقبل كل شيء هو أنه إنجيل طائفة يهودية "(16) .

وأما دلائل التحريف والتناقض فكثيرة في هذا الإنجيل منها :

أولاً : بطلان قصة ولادة المسيح والمجوس الثلاثة والملك رودس الذي كان خائف من ولادة المسيح قال عبد الله الترجمان : " هذا كلام متى وهو باطل وكذب وزور وبيان ذلك أن بيت المقدس بينها وبين بيت لحم خمسة أميال فلو كان الملك رودس خائفاً من هذا المولود باحثاً عنه لسار بنفسه مع الثلاثة المجوس أو بعث معهم من ثقاته من ينصحه على البحث في أثم الوجود فهذا دليل كذب متّى في هذه الحكاية لأن لوقا وماركس ويوحنا لم يذكروا شيئاً من هذا في أناجيلهم ومتّى لم يحضر للمولود ولكنه نقله عن كذاب فنقله على ما نقله "(17) .



ثانياً : عند مقابلة نسب المسيح الذي في إنجيل متى مع إنجيل لوقا نجد ست اختلافات .

1/ عند متى يوسف ابن يعقوب بينما عند لوقا ابن هالي !

2/ عند متى أن عيسى من أولاد سليمان بن داود - عليهما السلام - بينما عند لوقا أنه من أولاد ناثان بن داود !

3/ عند متى جميع آباء المسيح من داود إلى جلاء بابل سلاطين مشهورون بينما عند لوقا ليسوا سلاطين ولا مشهورين غير داود وناثان !

4/ عند متى أن شألتيئيل ابن يوخانيا بينما عند لوقا أنه ابن نيري !

5/ عند متى اسم ابن زوربابل " أبيهود " بينما عند لوقا اسمه " ريصا " !

6/ عند متى من داود إلى المسيح 26 جيلاً بينما عند لوقا 41 جيلاً !

ثالثاً : في إنجيل متى الباب العشرين : أن عيسى لما خرج من أريحا وجد أعميين جالسين في الطريق وشفاهما عن العمى وأما في إنجيل مرقس الباب العاشر : أنه وجد أعمى واحداً اسمه بارتيماوس فشفاه !!

هذا نموذج عن هذا الإنجيل ولم نقصد جمع كل الطعون فيه فهذا يحتاج منا أن نُألف كتاب قد يبلغ مئة صفحه .

------------

1/ قد جاء ذكر اسم هذا السفر في العدد 21 : 14 .

2/ جاء ذكر اسم هذا السفر في يشوع 10 : 13 .

3/ جاء ذكره في الملوك الأول11 : 41 .

4/ وجاء ذكر هذه المرثية في الأيام الثاني35: 25 .

5/ الأيام الثاني35: 25 .

6/ الأيام الثاني35: 25 .

7/ أخبار الأيام الثاني9 : 29 .

8/ أخبار الأيام الثاني9 : 29 .

9/ أخبار الأيام الثاني9 : 29 .

10/ أخبار الأيام الأول 29 : 31 .

11/ إظهار الحق , رحمة الله الهندي ج1ص121 طبعة دار الوطن .

12/ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب ، أعتمدة على نسخة مخطوطة .

13/ تاريخ الصحف السماوية ص111 .

14/ إظهار الحق ج1ص151 .

15/ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب .

16/ دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة ص83 .

17/ تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب .

يتبع