اقتباس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديكارت
بالطبع قال : (إلهى إلهى لماذا تركتنى؟) ، فالمسيح كإنسان كامل قد شعر بالألم والعذاب ، ومن الطبيعي أن يقول لأبيه السماوي كنائب عن البشرية : إلهي إلهي لماذا تركتني؟ أي لماذا تركتني للعذاب، ليدلل على أن آلامه فعلية حقيقية.
كما أنه أراد بقوله ذلك إلى لفت انتباهم إلى المزمور الذي يبدأ بقول : (إلهى إلهى لماذا تركتنى؟) ، ليدلل لهم على أن كلمات المزمور قد تحدثت عنه وقد تمت فيه ، وأن النبوؤات التي وردت في المزمور قد تحققت في شخصه.
أ ديكارت
لم أكن أقصد كيف يقول المسيح إلهى؟؟
كنت أقصد أن جملة :إلهى إلهى لم تركتنى؟لا يمكن أن تخرج من فم نبي كريم لما فيها من ضعف إيمان و اعتراض على قدر الله عز و جل
فليس من المقبول أن يقول ناسوت المسيح (على حد تعبيركم) لله عز و جل لم تركتنى؟
فالله عز و جل لا يسأل عما يفعل و هم يسألون
السؤال فيه نوع من عدم الثقة بالله عز و جل و عدم الإيمان به
السؤال فيه نوع من الاعتراض و عدم الرضا بقدر الله تعالى
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات