بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
تتعاقب الليالي والأيام و تمضي الشهور والأعوام سريعا وتنقضي سريعا هي محط أعمالنا ومقادير آجالنا.
وفي نهاية عام وفي بداية آخر حبذا أن يقدم الإنسان لنفسه توبة ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
ولقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات
ومن هذه الأزمنة الفاضلة التي أشار القرآن إلى عظيم منزلتها وأظهرت السنة علو مكانتها شهر الله الحرام عامة وفضل عاشوراء خاصة

اخوتي في الله غدا التاسع من شهر الله المحرم لذا وددت التنبيه للاستعداد لصيامه مع العاشر والحادي العشر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال ماهذا ؟ قالوا : يوم صالح , نجى الله فيه موسى , وبني اسرائيل من عدوهم , فصامه موسى فقال صلى الله عليه وسلم : أنا أحق بموسى منهم , وأمر بصيامه .. رواه البخاري ومسلم
وقد روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع.
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فدل الحديث الصحيح على مشروعية صوم التاسع والعاشر من شهر الله المحرم،
وقال ابن القيم في زاد المعاد في شأن صوم يوم عاشوراء:
مراتب صومه ثلاثة
أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم،
ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث،
ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم،
وأما إفراد التاسع فمن نقص فهم الآثار وعدم تتبع ألفاظها وطرقها،
وهو بعيد من اللغة والشرع، والله الموافق للصواب.
ومن باب الذكرى تنفع المؤمنين
انه يستحب صيام الصبيان ايضا لتلك الايام
فضل الإكثار الصيام في شهر محرّم
شهرُ الحَرَامِ مُبَاركٌ مَيمُونًُ *** والصَّومُ فِيهِ مضَاعَفٌ مَسنُون
وَثُوابُ صَائِمِهِ لِوَجْهِ إِلَهِه *** فِي الخُلْدِ عِنْـدَ مَلِيكِه مخزون

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ . " رواه مسلم 1982
قوله : ( شهر الله ) إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم ، قال القاري : الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم .
ولكن قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا كاملا قطّ غير رمضان فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه كله
اخوتي الكرام حبذا لو جمعنا بين الصيام والقيام والاستغفار والدعاء
وانها لفرصة عظيمة لتلهج قلوبنا في وقت واحد تقؤيبا بالدعاء لاحبابنا في غزة خاصة
والمستضعفين المقهورين من امتنا في كل مكان والمسلمين كافَّة
.

مَنْ يُرِد مُلكَ الجِنَانِ *** فَليَدَع عَنهُ التَّوانـي
وليَصِلْ صَوماً بِصومٍ *** إنَّ هذا العيشَ فاني
وَليقُم في ظُلمةِ اللّـيـل إلى نور القرآن
إنَّما العَيـشُ جِـوارُ الله فِي دَارِ الأمـان

اللهم اجعلنا من اتباع
وجنبنا طريق البدع واهل البدع
سبحانك انك سميع الدعاء